عفرين بوست-خاص
في سياق التطرق إلى أوضاع القرى بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أعد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، تقريراً حول قرية “ترميشا”، شرح فيه أوضاع القرية عقب احتلالها من قبل الميلشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وترميشا كلمة كُردية لها دلالتين، فـ Tirî تعني العنب، وMüj تعني الزبيب، والمعنى الاخر هو Tirmüš وهو الاسم الذي يطلق على جذع شجرة المرخ (Merx)، حيث كانت القرية معروفة منذ القدم بزراعة العنب وتصنيع الزبيب، وقد أقيمت على أنقاض حرش من أشجار الصنوبر (المرخ).
وتحتل القرية مليشيا تسمى “الفرقة 132” ومقرها قرية برمجة، ويتزعمها المدعو “أبو تراب” وهو من “منغ” بريف حلب الشمالي.
ويوجد المقر الرئيسي للمسلحين في مدخل القرية، إلى جانب وجود مقر كبير لجيش الاحتلال التركي على بعد 2 كم على طريق قرية أرندة قرب موقع ومزار (سفر داده) الديني الاثري، إضافة إلى موقع تركي آخر على بعد 5 كم في الجبل المطل على “شيه\شيخ الحديد” والذي يدعى “سرتا بيراقة” وكان سابقاً معسكراً تدريبياً لـ “وحدات حماية الشعب”.
وتتألف القرية من قرابة 300 منزل، ويصل عدد سكانها التقريبي ممن كانوا مقيمين في القرية إلى جانب المقيمين في بقية المدن السورية إلى حوالي 3000 نسمة.
وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها، عاد إلى القرية قرابة 75 عائلة، حيث شهد قرابة 15 منزلاً في القرية تدميراً كلياً أو جزئياً بفعل قصفها من قبل طائرات الاحتلال التركي، أو تجريفها وتفجيرها فيما بعد من قبل المسلحين، وذلك بحثاً عن الآثار.
والمنازل التي تم تدميرها تعود ملكيتها لـ: امين احمد حمدكو، حسن تاتو، حسين بكر رشيد، محمد بكر حسين، كريم موسو، عدنان عزيز حسن، ادريس زكي قره حسو، خليل عكاش، عدنان وليكو، محمد عثمان حسن، امين توسي، عمر عكاش، علي حسن كولين، نوري حسين.
ومن المعروف بان القرية بإحتوائها على منطقة اثرية يمتد عمرها إلى آلاف السنين قبل الميلاد والموقع يدعى (رزي خرابا)، حيث تم العثور فيها على لوحات فسيفسائية للطائر طاووس وغيرها، وقد تم تم نقلها وسرقتها من قبل المسلحين.
وحول الاستيطان والتهجير القسري، فأكثر من ثلثي القرية مازالو مهجرين وأغلبهم استقر الحال بهم في مناطق الشهباء، ولم يسكن القرية أية عوائل مستوطنة إلى غاية بداية يناير الجاري، حيث تم استقدام وتوطين مايقارب من 25 عائلة مستوطنة من أهالي إدلب فيها.
أما بخصوص أملاك المهجرين، فيديرها أقربائهم المقيمون في القرية، ولا توجد في القرية أملاك ذات قيمة مالية عالية، لكون القرية تقع في منطقة جبلية وهي معروفة بكونها من القرى الفقيرة.
وفي سياق انتهاكات المستوطنين والمسلحين وتعدياتهم على البيئة، تعرضت الاشجار الحراجية المحيطة بالقرية لاعتدءات وأضرار كثيرة نتيجة قطعها وتحويلها إلى حطب وبيعها أو استخدامها للتدفئة.
ومن بينها شجرة الصنوبر المعمرة التي يزيد عمرها عن مئة عام والتي كانت تقع في موقع المقبرة القديمة في الحارة التحتانية من القرية والمعروفة بـ (مرخا نوري)، حيث قد تم قطعها قبل أيام من قبل المستوطنين، فيما لم يتضرر جامع ومدرسة القرية.
ومنذ الاحتلال التركي، تم اختطاف ما يقارب الـ 40 شخص من القرية، بتهم التعامل والانتماء للادارة السابقة، من بينهم عدداً من النساء اللواتي تتجاوز اعمارهن 60 سنة، بفترات متفاوتة، حيث تم الافراج عن أغلبهم باستثناء مايقارب من 5 اشخاص مازال مصيرهم مجهولاً، مضى على بعضهم ما يقارب السنتين منذ الايام الاولى للعدوان التركي على الإقليم الكُردي.