عفرين بوست-خاص
عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي آذار العام 2018، برزت مع مرور الوقت أسماء لامعة في عالم اللصوصية والنهب بين منزعمي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يعرفون عن أنفسهم بمسميات عديدة كـ “الجيش الوطني أو الجيش الحر” وغيرها.
ومن هؤلاء، المدعو “ابو النور” من جماعة “أبو الفاروق” التابع لمليشيا “فرقة السلطان مراد”، حيث استلم الاخير ملف جباية الأموال من المستوطنين والسكان الأصليين الكُرد، ممن يشغلون العقارات ضمن قطاعه الامني الممتد على مقربة من طريق جنديرس، في محيط مغسلة العموري.
ويستلم المدعو “ابو النور” ملف جباية الأموال عن العقارات الموجودة في قطاع مسلحيه، سواء عن المحال التجارية أو المنازل التي تم تهجير سكانها السكان بفعل الحرب التركي على الإقليم الكردي، والتي مثل فيها هؤلاء دور السكين الطاعنة للخاصرة السورية، عبر تبرير الغزو للاحتلال التركي، والتمهيد لاقتطاع الاراضي السورية وإنشاء كيان إخواني موالي تابع لتركيا على شاكلة جمهورية شمال قبرص.
وأكد مدنيون كُرد في عفرين أن المدعو “أبو النور” سبق وأن سلب بيوتاً مأجرة بعقود رسمية من قاطينها الكُرد، حيث تم إخراج المستأجرين، والاستيلاء على المنازل لتأجيرها لمستوطنين، وتقاضي الأجارات عوضاً عن ملاكها الحقيقيين الكُرد، في مجموعة أبنية بمحيط مغسلة العموري وطريق عفرين جنديرس.
وتعتمد المليشيات الإسلامية على السلب والنهب، كأحد وسائل التمويل غير المشروع إلى جانب عمليات الخطف والاستيلاء على أملاك المهجرين الكُرد، فيما يمهد الاحتلال التركي الباب لذلك عبر الامتناع عن ملاحقتهم حتى في الحالات التي رفعت فيها قضايا ضد مسلحين، إذ عمد المسلحون لاحقاً للاعتداء على المشتكين.
وكان قد ظهر نهاية نوفمبر الماضي، فيديو لمسلح من الاحتلال في عفرين، وهو يتباهى بحزم من الليرات السورية النقدية بعد عمليات سرقة وتشليح نفذتها الميليشيات شمال سوريا، لم يتوضح إن كانت في عفرين أو سريه كانيه\رأس العين.
وكشف التسجيل الذي تم تداوله المسلح واسمه أبو أديب وهو من لواء “صقور الشمال” التابع لـمليشيات “الجيش الوطني”، بينما كان يُقبل رزمة ضخمة من النقود من فئة الخمسمئة ليرة سورية ويقول وهو يقبلها: “المصاري شغلة، يقبرني يلي خلقك ما أحلاكي”.
بينما كان يصيح المتحدث من خلف الكاميرا: “يا سلام يا سلام.. الله يرزقك يا أبو أديب”، ليرد عليه المسلح الآخر: “دخيل الله ما أحلاهم”، ثم يقول إن هذه الاموال لا تقارن بما غنمه وليست سوى جزء يسير من كمية أكبر بكثير، مضيفاً أنه حول خمسين ألف دولار أخرى.