عفرين بوست-خاص
قالت مصادر متقاطعة لـ “عفرين بوست”، أن القاطنين في عفرين سواء من سكانها الأصليين أو المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي برفقة مسلحي مليشيات الإخوان المسلمين، قد ضاقوا ذرعاً بممارسات المسلحين، وهو ما دفعهم جميعهم لإبداء رغبتهم بطرد المسلحين.
ومن الواضح أن الاحتلال التركي عمل منذ إطباق الاحتلال على إقليم عفرين الكُردي، إلى فتح باب الانتهاكات مشرعاً أمام مسلحي الإخوان المسلمين، بغية مكافاتهم على تبريرهم لاحتلال عفرين وسلبها من أهلها الحقيقيين، والسماح لهم بالسطو والنهب وفق ما يتاح لهم.
لكن كان واضحاً أيضاً أن الاحتلال التركي سعى من خلال ذلك لإبراز نفسه على أنه المنقذ من فلتان المليشيات وانتهاكات مسلحيها، كي يتمكن من تحضير حاضنة مجتمعية تتقبل جنود الاحتلال التركي وتفضلهم على مسلحي المليشيات المسماة بـ (الجيش الوطني\الجيش الحر).
ونجح الاحتلال التركي في أهدافه تلك إلى حد كبير، إذ كافئ مسلحيه على عمالتهم له، وبيعهم أبناء بلدهم وقتالهم تحت رايته، فحصنهم من الملاحقة القانونية عن الجرائم التي اقترفوها من سلب وخطف وفدى مالية، وفي المقابل ازداد رفض المدنيين من السكان الأصليين الكُرد والمستوطنين للمسلحين.
ومع تحول جميع حاملي السلاح تحت الإمرة التركية إلى قتلة مأجورين بشهادة الجميع حتى الموالين لهم من المستوطنين، وتوجه غالبية المسلحين لغزو مناطق شمال سوريا واحتلال القطاع الممتد بين سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض، إضافة إلى البدء بإرسال المسلحين إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الإخوان المسلمين هناك بقيادة “فايز السراج”، بدأ المستوطنون يتحدثون أخيراً عن تسليم عفرين للمجلس المحلي وإخراج المسلحين منها.
ورغم أن الحال لن تتبدل، إذ سيبقى الاحتلال التركي هو المسيطر على مفاصل عفرين، حتى يتم البت في أمرها بقرار دولي ما قد يصدر في ظروف مواتية، فيما لو أقر مجلس الامن الدولي مثلاً قراراً بضرورة انسحاب الاحتلال التركي من عموم الأراضي السورية، لكن يعتقد المقيمون في عفرين أن خروج المسلحين، قد يساهم في الحد من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في عفرين.