عفرين بوست
قال إبراهيم حسين حمادة، مهندس في مديرية السكك الحديدية في حلب، لـوكالة “نورث برس” إن محطة ميدان إكبس لها رمزية كبيرة، ليس فقط كونها تضم أحد أهم وأقدم محطات القطار في الشرق الأوسط وأجملها من حيث الموقع والطراز المعماري، بل من حيث الموقع الجغرافي، إذ أن ميدان إكبس ومحطتها تعتبر أقصى نقطة في الشمال السوري.
وأضاف حمادة بأن “التخريب الذي طال معالم المحطة كان كارثياً وصادماً وهذا أمر تتحمل مسؤوليته تركيا، والميليشيات العاملة تحت إمرتها”.
وأشار إلى الأهمية التاريخية والسياحية الكبيرة للمحطة، من خلال قوله: “من هذه المحطة كان المسافرون يتجهون غرباً نحو أوروبا وشرقاً نحو إيران وأذربيجان ناهيك، عن المشاهد الطبيعية الخلابة التي تحيط بالمحطة، سواء النهر الأسود أو جبال راجو الساحرة أو حتى جبال الأمانوس في لواء اسكندرون المغتصب، التي تشاهد بوضوح من موقع المحطة”.
وتشير الوكالة إلى أن الكثير من معالم المحطة وبُناها التحتية قد تم تدميرها وإزالتها، فيما حوَّلت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بعض أبنيتها لسجون، تحوي المئات من المختطفين من أبناء إقليم عفرين.
وقال رشيد مصطفى من أهالي ميدان إكبس، والذي يقيم في مدينة حلب للوكالة، إن “الجمال الذي كنت تشاهده في فسحات المحطة وفي مقطورات القطار القديمة والأبنية المنشأة على النمط الألماني تحديداً، تحول لرعب بالنسبة للمدنيين في عفرين، بفعل هذه الأبنية التي تحوّلت لسجون وغرف تعذيب، يعاني فيها الكثير من اعتداء وانتهاك وظلم الاستخبارات التركية والفصائل المسلحة الإسلامية التابعة لها”.
ويضيف مصطفى قائلاً: “الكثير من معارفي وأقاربي دخلوا تلك المعتقلات، نقلوا لنا الظروف السيئة والقاسية التي كانوا يكابدونها داخل أبنية محطة القطارات في ميدان إكبس”.
فيما قالت سيدة عرَّفت عن نفسها باسم “نعمة علي” من أهالي ميدان إكبس: “الخط الحديدي الواصل بين ميدان اكبس وراجو جرى تفكيك معظمه، على يد الفصائل المسلحة التي نهبت كل ما يمكن بيعه وسرقته من المحطة والسكة الحديدية”.
وتردف بأنها شاهدت مع سكان منطقتها، عدداً من الحرائق المتصاعدة من أبنية المحطة، مناشدة في الوقت ذاته العالم، لـ”حماية هذا الإرث الحضاري المميز”.
وكانت المليشيات الإسلامية المشاركة في غزوة ما تسمى “غصن الزيتون” قد أعلنت في الخامس والعشرين من فبراير العام 2018، احتلالها قرى (سيمالك وشيخ محمدلي وبليلالكا وكوندي دودو)، وبلدة ميدان اكبس في ريف إقليم عفرين الشمالي الغربي، بعد معارك مع قوات سوريا الديمقراطية.
وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي شمال سوريا، أقام مسلحو الإخوان المسلمين وجيش الاحتلال التركي، مراكز اختطاف عديدة داخل عفرين، مثل سجون في قرى ‹كوران› ومحطة ‹ميدان اكبس› و‹خلالكا›، لكن القسم الأكبر من المختطفين كان يجري تحويلهم إلى سجني الراعي وإعزاز وهناك قسم آخر يتم تحويلهم إلى داخل الأراضي التركية.
ومنتصف أكتوبر العام 2018، أكدت نشطاء أن مليشيات الاحتلال التركي بدأوا بتفكيك سكة الحديد المارة من قرية ميدان أكبس بناحية راجو وإرسال المسروقات إلى مدينة إعزاز، مؤكدين حينها أن مليشيا “الجبهة الشامية” قد قاموا بتفكيك سكة الحديد وعربات القطار في محطة قرية قطمة بناحية شرا\شران والمتاجرة بها، عبر بيعها لأحد التجار والمدعو “هيثم عموري” من أهالي مدينة إعزاز.