عفرين بوست-خاص
“قصف واستهداف تركيا لم يسمح للأطفال بالاستمتاع بطفولتهم البريئة مثلما فعلت في عفرين مرة أخرى حرمت أطفالي من اللعب وقضاء وقتٍ جميل تحت أشعة الشمس لكن هذه المرة كانت للأبد باستشهاد اثنان من أطفالي سوياً أمام عيني فما كان ذنب هؤلاء الأطفال وما ذنبنا لننحرم من فلذ كبدنا” ذلك ما تقوله “باسيه” بحرقة قلب عن طفليها الشهيدين في مجزرة تل رفعت.
فيما يحمل والد الطفلن الشهيدين واللذين استشهدا في المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق أطفال عفرين المهجرين قسراً لناحية تل رفعت في الشهباء، كلاً من حلف الناتو وروسيا التين تتاجران بالأسلحة مع تركيا وتدعمانها، متسأئلاً: “ألا يوجد منظمات تصون حقوق الطفل في بلادنا”.
ويشير حول أطفال عفرين المهجرين في تل رفعت الذين ارتكبت مجزرة بحقهم، إنه عقب أسبوعٍ من الأجواء الماطرة والبرد الشديد، سطعت الشمسٍ في يوم 2 من ديسمبر\كانون الأول الجاري، ومع انصراف الأطفال من المدرسة، سارعوا للعب واللهو في أحد الأزقة المجاورة للمدرسة.
لكن مساعيهم للبحث عن فرحٍ سرق منهم في عفرين لم تفلح، عندما لاحقتهم آلة الحرب والإرهاب التركية بقصف وحشي على تل رفعت، ويتحول معها ذلك الملهى الطفولي لمجزرة مروعة وتنقلب الضحكات لصراخٍ وألم، محولة ساحة اللعب إلى أرض مُحمرةٍ بدماء الأطفال وأشلاء أجسادهم.
وكان من بين 8 أطفال شهداء، الشقيقان “سمير عبد الرحمن حسو\12 عاماً، و”محمد عبد الرحمن حسو\15 عاماً”، إذ فقد ذووهم الطفلين سوياً، فكان الألم والأسى مضاعفاً، وهو ما بدى جلياً عندما التقت عدسة “عفرين بوست” مع والد الشهيدين الطفلين بعد مرور عدة أيام على استشهادهما.
حيث قال “عبد الرحمن محمد حسو” من أهالي قرية قيبار التابعة لمركز إقليم عفرين: “بعد أسبوع من البرد الشديد وهطول الأمطار بغزارة كان أطفالي فرحين بخروج الشمس، فتوجهوا للهوا واللعب بعد مجيئهم من المدرسة مع أصدقائهم الأطفال في الشارع، وهو المكان الوحيد الذي تبقى لهم لقضاء وقتهم واللعب”.
وتابع “عبد الرحمن”: “إلا أن قصف واستهداف تركيا لم يسمح للأطفال في قضاء وقتٍ ممتع ومثلما فعلت في عفرين مرة أخرى حرمت أطفالي من اللعب والاستمتاع بطفولتهم، لكن هذه المرة كانت للأبد باستشهادهما سوياً”، قائلاً : “ماذا كان ذنب هؤلاء الأطفال وما ذنبنا لنُحرم من فلذات أكبادنا”.
ولم يتمكن الأب من مواصلة الحديث عن أطفاله، فاستذكر في اللقاء تهجيرهم قسراً صوب الشهباء هرباً من قصف الاحتلال التركي، ليعاني ككل العفرينيين منذ أكثر من عام و8 أشهر من التهجير، مخاطباً تركيا بالقول: “ماذا تريدين بعد أكثر مما فعلت”.
وحمل والد الطفلان الشهيدان عبد الرحمن المسؤولية وسبب استشهاد طفليه وباقي الأطفال الذي استشهدوا في مجزرة تل رفعت لحلف الناتو وروسيا الذي يتاجرون بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لأردوغان القاتل ومستهدف الأطفال والمدنيين، ومتسألين “إلا يوجد منظمات حقوق الطفل والإنسان تصون حقوقنا وحقوق أطفالنا؟”.