عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن ميليشيات الاحتلال التركي اعتقلت ستة أشخاص من المستوطنين بينهم أربع نساء في مبنى سكني وسط مدينة عفرين بتهمة “ممارسة الفاحشة\الدعارة”.
وأوضح المُراسل أن ما تسمى بـ «مباحث الشرطة العسكرية» أقدمت اليوم الاثنين، على اعتقال أربع نساء مُنحدرات من ريف دمشق، نن مبنى يقع في محيط مديرية الزراعة بحي المحمودية، إضافة إلى مستوطنين أثنين ينحدران من المنطقة الشرقية، كانوا يتواجدون في ذات المبنى.
وشهدت عفرين بعد احتلالها في أواسط آذار 2018، بروز حالة رمي أطفال حديثي الولادة في الأماكن العامة، وكذلك وجدت جثث نساء قتلن في ظروف غامضة، وتم رميهنّ في أماكن نائية ومقطوعة، حيث لم تعهد عفرين تلك المظاهر سابقاً، عندما كانت عفرين تعج بسكانها الأصليين الكُرد.
وفي هذا السياق، يؤكد ناشطون محليون افتتاح متزعمي الميليشيات الإسلامية العديد من دور الدعارة، تحت مسمى “بيوت الشهداء” بحجة إيواء أرامل القتلى الميليشيات، خاصة في حي المحمودية والمركز الثقافي والأشرفية، وهو ما تذهب إليه حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تابعة للميليشيات المتنافسة، حينما تفضح بعضها البعض.
وتوجهت أفواج كبيرة من المستوطنين نحو عفرين، قادمين من أرياف دمشق وحمص وحماه وادلب وحلب وحماه ودير الزور، عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي المرافق بمسلحين إسلاميين متطرفين معروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني)، على إقليم عفرين الكُردي في الثامن عشر من آذار\مارس الماضي، حتى وصل تعداد المستوطنين إلى أكثر من 75% من مجموع قاطني الإقليم.
وجرى توطين هؤلاء، في منازل أهالي عفرين الكُرد، الذين هجروا من أرضهم قسراً، لتنخفض كثافة الكُرد السكانية من أكثر من 95% إلى أقل من 25% من المجموع العام لقاطني الإقليم، في واحدة من أكبر عمليات التغيير الديموغرافي التي حصلت في الحرب السورية وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره، دون تحريك ساكن.
وتمت عملية التغيير الديموغرافي بالتنسيق بين روسيا وتركيا، إذ تم خلالها تطهير مناطق كثيرة في محيط العاصمة دمشق من المتشددين الإسلاميين، كما تم افتتاح الطرق الرئيسية بين المناطق الداخلية السورية والساحل السوري والعاصمة، بعد سنوات من قطع المتمردين الإسلاميين لها، وهو ما اعتبر مكسباً كبيراً للنظام وروسيا حينها.
ففي منتصف مايو\أيار العام 2018، غادرت آخر الباصات الخضراء التي باتت رمزاً للمسلحين المنهزمين، عقب انسحابهم من مناطق بريف حمص الشمالي تتضمن (الرستن وتلبيسة والحولة)، وهو ما أحكم قبضة النظام على المنطقة وفتح جزءاً رئيسياً من أهم طريق سريع في سوريا، وقال مسؤول في حكومة النظام حينها إن نحو 27 ألف شخص غادروا الجيب بالفعل منذ بدء عمليات الإجلاء ذاك الشهر.
وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن 66 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية خلال أبريل\نيسان العام 2018، بموجب اتفاقات مُماثلة، حيث استقدم الاحتلال التركي جميع هؤلاء، من مليشيات إسلامية متطرفة وعائلات المسلحين، بغية دفعهم للاستيطان في عفرين، وشاهد حينها أهالي عفرين كيف كانت مئات الباصات تتقاطر يومياً، وهي تجلب المستوطنين إلى الإقليم المُحتل.