عفرين بوست
في تقرير مُطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني امس الثلاثاء، تحدث أحد المدنيين عن عمليات التعذيب التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد في إقليم عفرين المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وفي الشهادة التي ادلى بها المواطن شادي مصطفى وزوجته نسرين اللذين طفح الكيل بهما بعد أن اعتقله مليشيا “لواء المعتصم بالله” عدة مرات وعذبته وحرقت جسده بسيخ حديدي، وكان عليه أن يدفع مبالغ هائلة للإفراج عنه في كل مرة، إلى أن هرب في يونيو/حزيران الماضي، إلى مخيمات الشهباء مع زوجته بعد أن ضُرب وأهين وابتز ليس فقط من فصيل “المعتصم بالله” بل كل من هب ودب في عفرين.
وقال شادي لـ بي بي سي: “قيل لنا إن عفرين آمنة وإن الفصائل لا تزعج أحداً من السكان الأصليين، فرجعنا أنا وزوجتي إليها مصدقين ذلك، لكنني فوجئت بعد أسبوع واحد من عودتي بإلقاء فصيل “المعتصم بالله” الذي ينحدر معظم أعضائه من حمص، القبض علي”.
ويتابع: “وضعوا عصابة على عيني وقيدوني وساقوني إلى السجن وهم يركلوني ويشتموني، وينعتونيي بالإرهابي، وإنني على صلة مع أعضاء الإدارة الكردية السابقة، وبدأوا بتعذيبي وحرق جسدي لأربعة أيام، وها هي صوري مازالت آثار الحروق على جسدي ظاهرة. وأفرج عنه بعد أن دفع لهم مبلغ 800 دولار.
إلا أن تلك المليشيات أعادت الكرّة ثلاث مرات أخرى، بعد أن تيقنوا أن بإمكانهم الحصول على مزيد من المال من شادي الذي كان يستدين من أقربائه في كل مرة، ويضيف شادي: ” أثناء وجودي في السجن، كنت أسمع صرخات النساء وبكائهن، كان الأمر فظيعاً ومُحزناً، أراهن على أنهن كنَّ كرديات، لأن السجن كان مُخصصاً للسياسيين”.
وهرب شادي وزوجته مرة أخرى إلى مخيمات المهجرين القسريين في الشهباء، على أمل العودة إلى ديارهم بعفرين بعد خروج جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له.
وتتنوع عمليات التعذيب التي يقوم بها الاحتلال التركي ومسلحوه، ففي نوفمبر الجاري وحده، وثقت “عفرين بوست” أشكالاً مختلفة لعمليات التعذيب والتنكيل التي يقوم بها الإسلاميون المأتمرون من قبل الاحتلال التركي بحق الكُرد.
ومن الحالات التي وثقتها “عفرين بوست”، اقتحام ميليشيا “فليق الشام” منازل عدد من المواطنين الكُرد، في السادس من نوفمبر، والاعتداء بشكل مُبرح على عدد من السكان الأصليين الكُرد، في بلدة ميدان أكبس التابعة لناحية راجو، بينهم امرأة حامل، مما أدى لإجهاضها.
وفي العاشر من نوفمبر، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فيلق المجد”، على مواطن كُردي، بذريعة إخفائه الكمية الحقيقية من محصوله الذي جناه في موسم الزيتون الحالي، بغية تخفيف قيمة الإتاوة المفروضة على المحصول، حيث عمد مسلحو ميليشيا “فيلق المجد” التي يتزعمها حالياً المدعو “أبو عادل”، للاعتداء الجسدي على المواطن لقمان حنان /بالوسيه/ من أهالي قرية جوبانا التابعة لـ راجو، ومارست التعذيب بحقه عن طريق تطبيق عقوبة (الفلقة) بحقه، بذريعة قيامه بتقليل عدد صفائح الزيت التي انتجها محصوله من الزيت، للتهرب من الاتاوة المفروضة عليه من الميليشيا وتخفيفها.
وفي السابع عشر من نوفمبر، أقدم أحد مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” في حي المحمودية على الاعتداء البدني بحق مواطن كٌردي، بحجة إحداثه الضجيج أثناء قيامه بتقطيع الحطب بالمنشار!، كما قام مسلح “الشرقية” بتهديده بالقتل ان تجرأ على الدفاع عن نفسه، وأصيب على إثرها المواطن الكردي بإصابات بليغة.
كما يتواجد العديد من المواطنين الكُرد في سجون ميليشيا “الشرطة العسكرية” منذ شهور عديدة ولحد الآن، بسبب نشوب خلافات بين أطفالهم وأطفال المستوطنين، ولعل أكثر الحوادث التي اثارت الاستهجان، كان سجن أحد المواطنين الكُرد في سجون تلك الميليشيا، بسبب ارتطام (سلّم) كان يحمله في الشارع بأحد المستوطنين، حيث لا يزال معتقلاً منذ ستة أشهر.
وفي السابع عشر من نوفمبر، اعتدى مُسلح من ميليشيا “فليق الشام”، على مواطن كُردي في بلدة “ميدان أكبس” التابعة لناحية راجو، بعد رفضه فض جلسة بين رجال القرية في الشارع، حيث اعتديَ على المواطن “صلاح محمد\ابن أبو بدر”، من قبل المُسلح الذي ضربه وساقه إلى مقر “الأمنية” ليفرج عنه فيما بعد، بحجة أن التجمعات ممنوعة!
ويضطر الكثير من المواطنين الكُرد المُعتدى عليهم إلى الاستكانة، لغياب سلطة القانون وهيمنة فوضى السلاح، فيما لم يسبق أن جرى مُحاكمة أحد المسلحين أو المستوطنين المُعتدين، كون الاحتلال التركي هو المتسبب بما يجري عبر تركه باب الانتهاكات مشرعاً بحق السكان الأصليين لدفع أكبر عدد ممكن منهم لترك عفرين للاحتلال والمستوطنين.
ومع قيام الاحتلال التركي باطلاق يد مسلحيه، تكثر حالات التبلي والاعتداءات على المواطنين الكُرد، ومنها إفراج قوات الاحتلال التركي عن المُسلح في ميليشيا “الشرطة العسكرية” المدعو “أيهم القباع” (المنحدر من مدينة تل رفعت)، بعد أن أقدم على قتل المواطن الشاب محمد حنيف محو الملقب بـ “حمادة” تحت التعذيب في التاسع من سبتمبر الماضي، في سجن راجو التابع للميليشيا.