عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثامن إلى الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
جرائم القتل والتعذيب..
في الثامن من نوفمبر\تشرين الثاني، اقتحمت مجموعة مُسلحة من ميليشيا “فليق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منازل عدد من المواطنين الكُرد، ليلة الأربعاء الماضي، السادس من نوفمبر، واعتدت بشكل مُبرح على عدد من السكان الأصليين الكُرد، في بلدة ميدان أكبس التابعة لناحية راجو، بينهم امرأة حامل. وذكر مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مجموعة مسلحة مؤلفة من تسعة مسلحين التي يتزعمها المدعو أبو تركي (محمود قندي) من تركمان حمص، اقتحمت ليلاً منزل المواطن “شعبان حميد كومي”، واعتدت بالضرب المُبرح عليه وعلى ضيفه “فاروق خالد” وزوجته سيفين وهي حامل، ما أدى لتدخل الجيران الذين تعرضوا للضرب بدورهم من قبل المجموعة المسلحة. ووثق المُراسل أسماء بعض الذين تعرضوا للضرب وأصيبوا خلال الاعتداء وبلغ عددهم ثمانية أشخاص، وعرف منهم (نجل شيخموس وإسماعيل سينو وسيامند عمر)، كما أكد المُراسل أن السيدة سيفين زوجة فارق خالد، تعرضت للضرب المبرح، رغم كونها حاملاً، ما تسبب لها بنزيف حاد جرى على إثرها اسعافها لتجهض في إحدى مشافي مدينة عفرين. أما عن سبب الاعتداء، فيعود إلى رفض المواطن فاروق خالد (تاجر زيت) عرضاُ لشراء الزيت من المدعو أبو تركي، كون بضاعته من الزيت المنهوب، ما دفع الأخير لإهانته والاعتداء عليه فنشب على إثره عراك بين الطرفين، فانصرف المدعو أبو تركي وجلب معه سبعة مسلحين آخرين واعتدوا وسط إطلاق الرصاص على سيارة المواطن شعبان، على كل من وقف في طريقهم حتى وصل عدد المصابين إلى ثمانية مواطنين كُرد، أمام مرأى أمنية “ميليشيا فيلق الشام” ومليشيا “الشرطة العسكرية”. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الجُناة يهددون الضحايا بالقتل في حال عدم اسقاط الدعوى المقدمة لميليشيا “الشرطة العسكرية” التي عمدت بدورها إلى اتلاف التقرير الطبي المرفق بالشكوى والضغط على الضحايا لتغيير شهاداتهم وإسقاط دعواهم القضائية. ويتزعم المدعو “صليل أبو حسن” ميليشيا “فليق الشام” التي تحتل البلدة، حيث كان في البداية يأوي الإبل /6 رؤوس/ ولكن تحسن وضعه المادي بعد أعمال النهب والسلب دفعته لترك مهنة تربية الإبل، وبات يدير أعمالاً زراعية بعد أن استولى على نحو 50 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة في محيط البلدة.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فيلق المجد” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على مواطن كُردي يوم أمس الأحد، بذريعة إخفائه الكمية الحقيقية من محصوله الذي جناه في موسم الزيتون الحالي، بغية تخفيف قيمة الإتاوة المفروضة على المحصول. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق المجد” التي يتزعمها حالياً المدعو “أبو عادل”، أقدمت بالاعتداء الجسدي على المواطن لقمان حنان /بالوسيه/ من أهالي قرية جوبانا التابعة لـ راجو، ومارست التعذيب بحقه عن طريق تطبيق عقوبة (الفلقة) بحقه، بذريعة قيامه بتقليل عدد صفائح الزيت التي انتجها محصوله من الزيت، للتهرب من الاتاوة المفروضة عليه من الميليشيا وتخفيفها.
في الثاني عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أظهرت مشاهد مصورة بثتها إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تدريبات يقوم بها المسلحون في إحدى المواقع الاثرية بريف إقليم عفرين الكردي المحتل. وبث مقطع مصور في العشرين من سبتمبر الماضي، أظهر رتلاً من عشرات المسلحين وهم يتقدمون على وقع صيحات تحفيزية من قبل مدربيهم في المليشيا التي يعملون تحت لواءها، كما توجد سيارات عليها رشاشاتت متوسطة.وفيما بعد، يتوجه أحد متزعمي المسلحين إليهم بخطاب تعبوي إسلامي متشدد، تستخدمه عادة المليشيات التابعة للإخوان المسلمين في سبيل حض وتشجيع اليافعين على الانتساب والعمل ضمن صفوفهم، من خلال ذكر كلمات كالجهاد. وعقب ذلك، تظهر المشاهد المصورة إطلاق المسلحين للنيران الحية بشكل عنيف على تل عين دارة الاثري، كما اسمع اصوات رشقات من رشاشات متوسطة، إضافة إلى استخدام قذائق ار بي جي في إطلاق حقيقي على أهداف لما يكشف التصوير، لكن اللقطات اللاحقة تظهر تل عين دارا إثناء محاكاة أحد المسلحين صعوده، ما يبرز أن الاستهداف قد طاله بالقذيفة. ونتيجة كثافة الاطلاق الناري، تظهر المشاهد إثارة القذائق كمية كبيرة من الاتربة والدخان المتصاعد من مناطق في محيط التل، وعقب ذلك يظهر متزعم ملثم لتلك المليشيات المسمأة بـ “الجبهة الوطنية للتحرير”، مدعياً أنهم يتحضرون للتصدي لمن اسماهم العدو الروسي. وفي الوقت الذي يدعي فيه المسلح إنه ينوون محاربة روسيا من خلال تدريباتهم تلك، أظهرت الوقائع في شرق الفرات إن هؤلاء كـ “قتلة مأجورين” لا يمتلكون قرارهم، ويلتزمون بالتعليمات الصادرة إليهم من الاحتلال التركي وحسب، إذ سبق وانسحب هؤلاء من المناطق بتنسيق روسي مع الاحتلال التركي، مقتصرين قتالهم على مواجهة قوات سوريا الديمقراطية بناءاً على تعليمات المخابرات التركية. وتبين المشاهد التالية في المقطع المصور إطلاق المسلحين النار وقنابل يدوية بشكل مباشر على حرم الموقع الاثري وداخله، كما توجه بنادق المتطرفين نحو الحجارة الاثرية، ويجري استهدافها بشكل مباشر، دون اي اكتراث باهميتها او مكانتها للتراث والتاريخ العالميين. وعقب الغزو التركي لـ عفرين، كشفت لقطات مصورة عن تعرض مواقع أثرية تعود لعصور ما قبل الميلاد في مدينة عفرين ومحيطها بشمال سوريا لدمار وأضرار جسيمة، وأظهرت صور تم تداولها على الإنترنت، معبد عين دارة، الذي يرجع تاريخيا للعصر الحديدي ويضم بقايا كتل بازلت كبيرة منحوتة، ونقوشا على الجدران، قصفاً واضحاً بالطائرات والقذائف. وكان المرصد السوري رصد قصف الطائرات الحربية منذ بدء الغزو التركي المسمى “غصن الزيتون” في الـ 20 من كانون الثاني/يناير العام الماضي، على 3 مواقع أثرية، هي منطقة دير مشمش الأثرية في جنوب شرق عفرين، ومنطقة النبي هوري في شمال شرق عفرين، كما أغارت على منطقة عين دارة الأثرية في جنوب عفرين، وتسببت الضربات في أضرار مادية بمنطقتي النبي هوري ودير مشمش، فيما خلفت دماراً كبيراً في موقع عين دارة الأثري. وأثارت عملية استهداف المواقع الأثرية من قبل الطائرات الحربية للاحتلال التركي، سخط الأهالي الذين اتهموا القوات التركية بمحاولة محو آثار وتاريخ المنطقة، وأنها تتعمد استهداف هذه الآثار التي تدل على الحضارات التي شهدتها منطقة عفرين، ومحو آثار الشعب الكُردي من عفرين. وعقب عام من إطباق الاحتلال، أي في آذار العام 2019، احصت “عفرين بوست” عدد المواقع الأثرية التي تمت تدميرها أو النبش فيها وكانت حينها (9) مواقع أثرية على الأقل: وهي: (عين دارة- تقلكي – براد – النبي هوري – تلتين أثريين في قرية كمروك – تلة زرافكي الأثرية – موقع علبيسكي/كنيسة/ – كهوف بعرافا)، لكن ذلك الإحصاء لم يكن كاملاً في ظل منع الاحتلال للمواطنين الكرد من التنقل بين مناطق عفرين. وفي يوليو الماضي، ناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام السوري «المنظمات الدولية والشخصيات الاعتبارية والأكاديمية العالمية المهتمة بالثقافة وكل مهتم وحريص على الحضارة الإنسانية»، التدخل لحماية التراث الثقافي السوري، ووضع حد لـ «العدوان الجائر من القوات التركية» على المواقع الأثرية في عفرين. ولفت بيان صادر عنها إلى أن صورً وصلت من المنطقة أظهرت العثور على تماثيل ومنحوتات نادرة، تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وإلى العصر الروماني (نتيجة اعمال الحفر العشوائي في تلال عفرين التي تحوي في غالبها بقايا أثرية هامة) ، وأشار البيان حينها إلى أن تلك الاعتداءات تجري في معظم مواقع عفرين الأثرية المسجلة على قائمة التراث الوطني ومن بينها “تل برج عبدالو” و”تل عين دارة” و”تل جنديرس” و”موقع النبي هوري”. فيما وصف مدير عام الاثار في سوريا الدكتور محمود حمود الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال التركي والمسلحون المتطرفون التابعون لتنظيم الغخوان المسلمين بـ “جرائم حرب يجب أن يحاسبوا عليها”. وقال الدكتور محمود حمود مدير الاثار في سوريا في تصريح لـRT، “إن عشرات المواقع في عفرين استباحها الأتراك وكل من ينضوي تحت رايتهم من الإرهابيين”، مشيراً إلى أن المديرية تلقت وثائق وصور تظهر استخدام “البلدوزرات” في البحث عن الآثار، وهو ما يؤكد أن “أعمال التخريب والاعتداء على المواقع الأثرية لم تتوقف أبدا، وأنها شملت جميع المواقع رغم أن المناشدة التي أطلقتها المديرية مؤخرا لم تذكر سوى أربع مناطق، هي التي تصل منها وثائق وصور”. وتحدث حمود عن عفرين بشكل خاص ووصفها بأنها “منطقة غنية جدا بالمواقع الأثرية، وأن التلال الأثرية التي تتعرض للنبش والسرقة، عبارة عن مدن أثرية فوق بعضها، فارتفاع التل يصل إلى 25 متراً ويتكون من طبقات تعود كل منها إلى فترة أو حضارة”. وقال الحمود حينها: “يحطمونها كلها بالبلدوزرات”، “يجرفون تلاً بحثاً عن كنوز ولقى أثرية، أي أنهم يدمرون حضارة كي يعثروا على لقى أثرية، وطبعاً المعروف أن التنقيب يجب أن يتم بأدوات دقيقة جداً، لكنهم يحطمون طبقة أثرية بحثاً عن لقى، إنهم يحطمون الحضارة السورية للأسف الشديد، كلها تتحطم على أياديهم الغبية والغادرة”. وكانت صور جديدة قد وصلت حينها للإعلام و المديرية أظهرت أن “أربع بلدوزرات تنقب في موقع واحد هو موقع تل برج عبدالو” يقول حمود، ويشير إلى أن ذلك يعني كم أن الموقع غني، بآثاره. وعن موقع عين دارة الذي قصفته القوات التركية قبل احتلال عفرين، وأدى ذلك إلى تدمير منحوتات بازلتية نادرة الوجود، أكد حمود أنه “منذ اللحظة الأولى للاحتلال بدؤوا التنقيب فيه، وحالياً هناك بلدوزر يجرف أمام المعبد تماما”.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، قبل ايام صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث اجاب إنها في النبي هوري. وحول ذلك، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن الصور التي عرضت على أساس أنها تنقيبات يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، او اتباعهم من المستوطنين هي في الغالب “صحيحة”. واشار المصدر الذي لم يفضل الكشف عن اسمه لاسباب امنية تتعلق بوجود اقرباء له في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو “خبير اثري” أن صوراً أخرى وصلت لهم لمنحوتات وصور فسيفسائية على أنها من عفرين، لكنهم لا يستطيعون تأكيد تلك، بحكم أن الحديث يدور عن اكتشافات عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي. ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة. ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، او تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو المليشيات التابعة للاخوان المسلمين إلى ساحة للتدريب العسكري، دون ادنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء. ويشير المصدر لـ “عفرين بوست” أنهم تلقوا صوراً للوحات تاريخية أخرى، قيل أنه تم كشفها حوالي جنديرس ودير بلوط والمناطق المحيطة بهما، حيث تم سرقة لوحات فسيفسائية بغية بيعها في السوق السوداء. ونوه المصدر إلى أنه تم تدمير وسرقة الموقع الاثري في علبيسكه، وأنه تم كذلك تخريب تلال كـ تل عقربة وتل جلمة وتل سلور وتل دير بلوط، وتل قرية استير، وهي جميعها قد دمرت باليات ثقيلة كالبلدوزرات، إضافة إلى مجموعة من المدافن والقبور تعود إلى الفترة الرومانية على طريق عفرين راجو. وشدد المصدر أن المستوطنين العاملين لدى مليشيات الإخوان والاحتلال، قد تعمدوا خلال التقاط الصور عدم إطهار معالم الموقع الذي تم التصوير فيه، لكي لا يمكن تعقب المكان أو التأكد من كونه في عفرين أم لا. لكن الوقائع على الارض في عفرين تؤكد أن هؤلاء يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، كما أن هؤلاء المستوطنين لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، وبالتالي كشفهم لأنفسهم هو دليل آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق اهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن انفسهم ونشاطاتهم دون خشية من اي ملاحقة. وفي السياق، قال مصدر آخر من أهالي عفرين حول الصور التي عرضها المستوطن “محمد العلوش”، أن “هناك لوحة اكتشفت في قرية بليلكو، مُشابهة لتلك التي عرضها المستوطن، قائلاً: “من منطلق التشابه، يمكن القول بأن اللوحات المنشورة من قبل المستوطن محمد العلوش قد جرى تصويرها في عفرين”. كما عمدت الميليشيات الاسلامية إلى حفر ونبش تل قرية برج عبدالو بواسطة آليات ثقيلة، وجرى استخراج تماثيل كبيرة كتمثال الأسد الموجود على تل عين دارا الأثري، وفق ما بينته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وتطرقت “عفرين بوست” يوم أمس إلى تقرير حول تعمد المليشيات الإسلامية تحويل مواقع اثرية إلى نقاط للتدريب العسكري، في إطار مساعيها لتدمير آثار عفرين وتخريبها، وتبرير سرقتها من خلال جعلها ساحة مفتوحة لمسلحين لا يمتلكون أدنى حس وطني، وقادرين على بيع البلاد بما فيها مقابل المال. وعلى صعيد منفصل، افتتح الاحتلال التركي معبرً في قرية “حمام” الحدودية التابعة لناحية جنديرس، وشق طريقاً حديثة حتى مركز الناحية، فيما يعتقد مراقبون أن المعبر قد أنشأ بغية سرقة خيرات المنطقة وثرواتها الباطنية، وخاصة محصول زيت الزيتون والآثار، لإرسالها إلى داخل تركيا، وليس كما يحاول أن يروج له الاحتلال بجلب المساعدات الإنسانية للاقليم عبره. فلطالما حاصرت تركيا طيلة سنوات الإقليم الكُردي، وطوقته من كافة الجوانب، إن كان بشكل مباشر او عبر مسلحي الإخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني) وغيرها.
نشر التطرف..
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، عن وجود عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في صفوف المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقال المرصد إنه حصل على معلومات تفيد بأن “عددا من العناصر التي تقاتل في صفوف الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، كانوا سابقا ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” موضحاً أن المقاتلين عمدوا إلى تغيير أسمائهم و”انتقلوا إلى القتال في صفوف الجيش الوطني”،ومن بين هؤلاء شخص، ذكر المرصد الأحرف الأولى فقط من اسمه، وقال إنه ملقب بـ”أبي أسامة الشامي”. وقال إن الرجل “ولد في دمشق عام 1993 وانضم إلى جبهة النصرة في عام 2012 في غوطة دمشق، ثم بايع تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 وقاتل في صفوفه في غوطة دمشق وريف السويداء”. ونقل عن مصادر موثوقة قولها إن “أبي أسامة الشامي” انتقل “عام 2016 إلى مجال الأمن الخارجي تابعا لولاية دمشق، ثم خرج إلى إدلب في عام 2017 وحصل على دورة عسكرية في تركيا”. وبعد الانتهاء من الدورة، عاد، باسمه الآخر ب.غ.ع، لـ”يقاتل في صفوف الفصائل الموالية لتركيا ضمن عملية غصن الزيتون التي شنتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على “عفرين في يناير 2018″. وأكدت مصادر المرصد، الذي وصفها بالـ”موثوقة” أن الإرهابي “موجود حاليا في تل أبيض، حيث يعمل ضمن القوات الخاصة في فصيل فرقة الحمزات الموالية لتركيا ضمن عملية نبع السلام”. وذكر المرصد أن “أبي أسامة الشامي” كان “أحد قيادات تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن يتم تغيير اسمه وإعادة توظيفه ضمن الجيش الوطني السوري”. يشار إلى أن العناصر المنضوية تحت لواء ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” ارتكبت انتهاكات عدة ضد المدنيين خلال العملية الأخيرة، وقد وثقت مقاطع فيديو بعضا من هذه الانتهاكات. ولا يعد الكشف جديداً، لكنه يوثق أحد الدواعش ليس إلا، فغالبية المسلحين ضمن مليشيات الاحتلال كانوا يقاتلون سابقاً ضمن داعش او النصرة، وتشير ممارسات المسلحين وتنكيلهم بجثامين الشهداء من قوات سوريا الديمقراطية او تصفيتهم للأسرى والمدنيين إلى جذورهم الداعشية بوضوح، إضافة إلى ترديد هؤلاء لشعارات داعش اثناء غزو عفرين ومناطق شرق الفرات.
كذلك، ذكرت مصادر متقاطعة في إقليم عفرين المُحتل يوم السبت، إن المعلمين من المستوطنين يطالبون الطالبات في المدارس الابتدائية بالإقليم، أن يرتدين الحجاب واللباس الشرعي (وهو جلباب اسود طويل). وأضافت المصادر إن المستوطنين الذين يعملون في سلك التعليم، هم في غالبهم يعملون في مدارس عفرين بموجب شهادات مُزورة في اعزاز، حيث تقوم هناك مكاتب متخصصة هناك بتزوير مختلف الشهادات عبر مهرها باختام مُزورة مُطابقة للاختام الموجودة لدى النظام السوري. وأضافت إن هؤلاء المستوطنين يقولون للطالبات الكرديات في الصفوف الابتدائية كصفوف الخامس والسادس (فتيات بعمر الـ 11 و 12 عام)، إنهن قد كبرن، وإن عليهن ارتداء اللباس الشرعي و”الاحتشام” على حد تعبيرهم. وذكرت مصادر إعلامية كردية إن عدد كبيراً من أهالي عفرين يمتنعون عن إرسال أبنائهم للمدارس، خوفاً من الحقد والعنصرية لدى المستوطنين وأبنائهم الذين لايكفون عن شتم وإهانة الكُرد بشكل مستمر، نتيجة الاحقاد التي يزرعها الاحتلال التركي والتنظيمات المتطرفة التابعة له كتنظيم الإخوان المسلمين. ويأتي الاجراء الأخير استكمالاً لإجراءات تغيير هوية عفرين الكُردية إلى أخرى مُشابهة لهوية الإخوان المتطرفة، حيث كانت مديرية التربية في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي، قد وزعت في نهاية سبتمبر\أيلول الماضي، استبياناً على المستوطنين من ذوي الطلاب تحت مسمى “رغبة ولي الطالب في تعليم طفله اللغة الكردية أم لا”، بهدف تخيير المستوطنين بدراسة اللغة الكردية من عدمها. وجاء ذلك الاستبيان بهدف إلغاء اللغة الكردية من مدارس إقليم عفرين، بما يتناسب مع سياسة التغير الديمغرافي المستمر منذُ إطباق الاحتلال التركي للمنطقة في آذار عام 2018، حيث يسعى مجلس الاحتلال المحلي، لإلغاء اللغة الكُردية من المنهاج والإكتفاء باللغة العربية والتركية كلغتين رسميتين، إلى جانب اللغة الانكليزية. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الاحتلال المحلي في ناحية جنديرس، كان قد أقدم مع بداية العام الدراسي الحالي، إلى فصل 24 مُدرساً ومُدرسة، بحُجة عدم حصولهم على شهادات علمية، وقام بتعيين آخرين من المستوطنيين عوضاً عنهم (من أصحاب الشهادات المُزورة).
الخطف..
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن مصادر أهلية متقاطعة ذكرت رؤيتهم سيارات تركية تحمل على سقفها منصات تعقب للمكالمات تابعة لجيش الاحتلال التركي. وذكر المراصل وفقاً لخبراء، إن تلك المنصات مهمتها تعقب المكالمات التي قد يجريها سكان عفرين الاصليون الكُرد مع ذويهم في خارج الإقليم، والتي قد يكشفون فيها الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وتمنع عمليات الترهيب الواسعة التي تطال الكُرد، والمخاوف من تعقب المكالمات، الكثير من الأهالي من التعاون من المنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية نتيجة خشيتهم من تمكن الاحتلال التركي من تعقبهم. وسبق أن دعت الهيئة القانونية الكردية الأهالي الى التجاوب بشكل أكبر في فضح ممارسات الاحتلال، مُؤكدة أن الترهيب الذي يمارسه مسلحو الاحتلال يمنع الكثير من الأهالي من التجاوب مع ناشطيهم.
في الثاني عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، دخل اعتقال مواطن كردي أكثر من ثلاثة أشهر على يد ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث اعتقل على إحدى حواجز الميليشيات الإسلامية في مدينة جرابلس شمال سوريا، أثناء توجهه من عفرين إلى مدينة حلب. وكان المواطن الكُردي “لقمان سليمان حسن\تولد 1983″، المُنحدر من قرية مسكيه\مسكة التابعة لناحية جنديرس، يعتزم الخروج من عفرين برفقة زوجته وطفليه إلى مدينة حلب إلا أنه اعتقل على آخر حاجز لميليشيات الاحتلال في جرابلس في السابع من أكتوبر الماضي، مع عائلته. وبعد أيام من الاعتقال، تم الافراج عن زوجته وطفليه ليتوجهوا إلى حلب، فيما احتُفظ بـ “لقمان” وتم تحويله إلى سجن “ماراتيه/معراتة” القريب من مركز عفرين، والذي تديره ميليشيا “الشرطة العسكرية”، حسب مصادر “عفرين بوست”. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن الشاب الكُردي اعُتقل بسبب عدم طلبه “إذن مغادرة” من متزعم ميليشيا “أحرار الشرقية” المدعو “أبو فواز الديري” الذي يعدُّ المسؤول الأمني في قريته “مسكيه” التابعة لناحية جنديرس. وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة. ويتعرض المختطفون الكُرد في سجون ميليشيات الاحتلال لكافة أنواع التعذيب، إن كان عبر الصعقات الكهربائية أو إطفاء السجائر بإجسادهم بالإضافة إلى سحبهم وربطهم بالرافعة المعروفة بـ (البلانكو)، وهي ذات الاساليب التي يدعي هؤلاء تعرضهم لها من قبل النظام السوري، مما يشير إلى اتباعهم ذات الاساليب في قمع الاهالي ومحاولة ترهيبهم.
كذلك، اقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، على اعتقال الشاب الكُردي “فرهاد شيخ سيدي”، واقتادته إلى مركزها في ثانوية التجارة سابقاً، بحسب مراسل “عفرين بوست” في المدينة. وأضاف المُراسل أن دورية من مليشيا “الشرطة العسكرية” طوقت المحل التجاري الذي يملكه المواطن فرهاد، واعتقلته دوم معرفة طبيعة التهمة الموجهة إليه. ومنذ احتلالها للإقليم الكُردي في أوساط آذار 2018، شنت ميليشيات الاحتلال التركي حملات اعتقال واختطاف مُمنهمجة بحق الكُرد، بذرائع وتهم باتت جاهزة، أولها الانضمام لـ وحدات حماية الشعب أو العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد ناشطون أن ميليشيا “فيلق الشام” أقدمت على مداهمة عدد من المنازل قي قرية “كباشين” التابعة لناحية شيراوا، مُختطفةً ستة مواطنين كُرد، حيث اقتادتهم إلى مركزها للاختطاف الكائن في قرية “ايسكا”. وأضاف الناشطون أن مسلحي الميليشيا قاموا باختطاف كل من: (جسين عبدو محمد-رياض قوشو عيسو – غسان لؤي عيسو – محمد عبد القادر هندي – إسماعيل حمو حيدر – ظاهر سليمان عبدو). وتعتمد المليشيات الإسلامية على الخطف وسيلةً للحصول على الأموال، وهي إحدى الأساليب التي اتبعوها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة. ويتعرض المختطفون الكُرد في سجون ميليشيات الاحتلال لكافة أنواع التعذيب، إن كان عبر الصعقات الكهربائية أو إطفاء السجائر بإجسادهم بالإضافة إلى سحبهم وربطهم بالرافعة المعروفة بـ (البلانكو)، وهي ذات الاساليب التي اتبعها تنظيما داعش والنصرة، مما يشير إلى اتباعهم ذات الاساليب في قمع الاهالي ومحاولة ترهيبهم.
كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن دورية مشتركة من الاستخبارات التركية و مليشيا “الأمن السياسي”، قد أقدما على مداهمة منزل الثمانيني (نوري قره) الكائن في محيط مطعم “فين” بحي عفرين القديمة، واعتقلته مع ابنتيه (خديجة وأمينة) بتهمة التصوير. وأشار المراسل أن قوات الاحتلال التركي أفرجت عن الرجل الثمانيني بعد ساعات من التحقيق في نفس اليوم، إلا أنها احتفظت بابنتيه، مضيفاً أنه بالتزامن مع اعتقال عائلة (نوري قره) جرى اعتقال سيدة أخرى في المنطقة ذاتها إلا أنه لم يتمكن من تحديد هويتها.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، شنت دوريات مشتركة من الاستخبارات التركي و(الأمن السياسي) التابع للميليشيات الإسلامية حملة اعتقالات واسعة طالت ستة مواطنات كُرديات في مركز مدينة عفرين. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن دوريات مشتركة تتكون من عناصر من الاستخبارات التركية ومسلحي ما يسم (الأمن السياسي) العائد للميليشيات الإسلامية، نفذت حملة مداهمات واعتقالات تركزت على نساء كُرد. ووثق المُراسل أسماء النساء المعتقلات وهن: (1-خديجة قره علي -2 أمينة قره علي 3- فضيلة محمد 4- فضيلة كريكو 5- فضيلة سيدو6- حياة قره علي).
الاستيطان والتغيير الديموغرافي..
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى الوضع في قرية ميدانكي ضمن تقرير جاء فيه: (احتل الغزو التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وهو ميليشيا “فيلق الشام” في الثامن والعشرين من فبراير\شباط العام 2018، بلدة ميدان أكبس الحدودية التابعة لناحية راجو، ومارس منذ ذلك الحين شتى صنوف الانتهاكات بحق مَن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين. وتتواجد في البلدة ثلاثة مقرات عسكرية تابعة للميليشيا، إضافة لسجن مركزي، افتتحه في أول أيام الاحتلال، حيث تم اعتماده كنقطة لسوق الشباب والشابات الكُرد والتحقيق معهم فيه، إلى جانب ممارسة شتى صنوف التعذيب بحقهم، وفقاً لشهود مروا من السجن السيء الصيت. ويتزعم المدعو “صليل الخالدي” التركماني الأصل، والمنحدر من حمص، ما تسمى “الأمنية” التابعة للميليشيا، حيث تتحكم الاخيرة في كل شاردة وواردة في البلدة، وكان صليل في البداية يأوي الإبل /6 رؤوس/، ولكن مع تحسن وضعه المادي بعد أعمال النهب والسلب، ترك تربية الإبل، وبات يدير أعمالاً زراعية بعد أن استولى على نحو 50 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة في محيط البلدة. وعلى صعيد النهب، أقدمت الميليشيا عقب الاحتلال على إزالة خط السكك الحديدية الذي يمر من البلدة، ولمسافة تقدر بنحو 500 متر، في المنطقة الواقعة بين ميدان أكبس وقرية خرابي سلوك. ويبلغ العدد الإجمالي لمنازل ميدان أكبس قربة الـ 500 منزل، حيث كانت البلدة عامرة بسكانها الكُرد، لكن الغزو التركي دفع غالبيتهم إلى التهجير القسري، نتيجة الأعمال الحربية المتعمدة ضد السكان الاصليين الكُرد، فتوجهت الأغلبية العظمى من سكانها نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرهما. وفيما بعد، عادت 125 عائلة فقط من سكانها الكُرد الاصليين، إلى ديارها ومزارعها في البلدة، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من حمص وجلهم من التركمان، منازل المهجّرين الكُرد والبالغة نحو 375 منزلا. أما بالنسبة لحقول الزيتون والأراضي الزراعية العائد للمهجرين، فيستولي عليها متزعموا ميليشيا “فيلق الشام” ومسلحوها بشكل كامل. وكغيرها من قرى إقليم عفرين وبلداته، تتعرض الأحراش والغابات الجبلية الطبيعية لعمليات احتطاب ممنهجة ومدمرة بحق الأشجار الحرجية وخاصة الزعرور والسنديان وغيرها، لتساق إلى وادي “يالي شلة” حيث افتتح متزعم الميليشيا معملاً لإنتاج الفحم النباتي من أحطاب الغابات. كما أنشأ المسلحون مركزاً لتجميع الحطب في قرية ميدانا المجاورة، حيث يتم إرسالها من هناك إلى إدلب لتباع فيها. اما مبنى محطة القطار الشهيرة، فحولتها المليشيا إلى مستودع للأسلحة والذخائر، بينما تحولت مدرستها إلى تكية دينية يرتادها المستوطنون المتطرفون ليزرعوا في عقول أطفالهم وأطفال الكُرد التعاليم الدينية المتشددة، تحت إشراف مدرسين من المستوطنين أنفسهم. وترتكب المليشيا جرائم متعددة بحق الاهالي الكُرد، ففي يوم الاربعاء السادس من نوفمبر، اقتحمت مجموعة مُسلحة من ميليشيا “فليق الشام” منازل عدد من المواطنين الكُرد، واعتدت بشكل مُبرح عليهم، كان بينهم امرأة حامل. وذكر مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مجموعة مسلحة مؤلفة من تسعة مسلحين التي يتزعمها المدعو أبو تركي (محمود قندي) من تركمان حمص، اقتحمت ليلاً منزل المواطن “شعبان حميد كومي”، واعتدت بالضرب المُبرح عليه وعلى ضيفه “فاروق خالد” وزوجته سيفين وهي حامل، ما أدى لتدخل الجيران الذين تعرضوا للضرب بدورهم من قبل المجموعة المسلحة. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الجُناة هددوا الضحايا بالقتل في حال عدم اسقاط الدعوى المقدمة لميليشيا “الشرطة العسكرية”، التي عمدت بدورها إلى اتلاف التقرير الطبي المرفق بالشكوى والضغط على الضحايا لتغيير شهاداتهم وإسقاط دعواهم القضائية).
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال أحد المستوطنين أثناء خطابه لأحد سكان عفرين الاصليين الكُرد، “إنشالله السنة الجاية ما منشوف ولا كُردي بـ عفرين”، وذلك في إطار تأكيد مساعي المستوطنين ورضاهم عن عملية التغيير الديموغرافي التي طبقها الاحتلال التركي في عفرين أمام مرأى العالم بأسره ومسمعه. وجاء ذلك أثناء حديث جرى بين مواطن كردي من أبناء عفرين وأحد المستوطنين من ريف حلب الشمالي، ممن جاء مع الاحتلال التركي ومسلحيه واستولى على أملاك المهجرين من عفرين، وذلك عقب أن قال له المواطن الكُردي إنهم يتمنون أن يكون الحال افضل في العام القادم. ومنذ احتلالها إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، عملت المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين والمعروفة بـ “الجيش الحر” على استجلاب عائلات مسلحيها إلى القرى الكُردية، بإشراف الاستخبارات التركية، سعياً لإجراء تغيير ديموغرافي تدريجي في عفرين، عبر الضغط بشكل متواصل على السكان الكُرد لدفعهم إلى الخروج وترك املاكهم وارزاقهم للمستوطنين. ومنعت سلطات الاحتلال التركي عودة الأهالي إلى عفرين، واغلقت جميع المعابر مع المناطق المجاورة التي هجر إليها العفرينيون قسراً، فيما تمكن عدد محدود من السكان الأصليين من العودة، عبر طرق زراعية قاسية، بعد دفع رشىً كبيرة للمسلحين كي يسمحوا لهم بالعودة إلى ديارهم. وفي يوليو\تموز العام الماضي، تظاهر مستوطنون من الغوطة الشرقية وريف حمص وسط ناحية “موباتا\معبطلي”، تنديداً بقرار إخراجهم من الناحية وتسليم المنازل التي استولوا عليها لأصحابها، ورددوا «ما رح نطلع ما رح نطلع»، حيث استولت مئات العوائل المستوطنة على منازل بمركز الناحية، وسرقت محتوياتها، بحجة أنها منازل عائدة لعائلات مقاتلي وحدات حماية الشعب أو مقربين من الإدارة الذاتية سابقاً. وشهدت عفرين خلال الأشهر اللاحقة لإطباق الاحتلال العسكري التركي خلال العام 2018 وحتى الوقت الراهن، وصول أعداد كبيرة من المستوطنين القادمين من ارياف حمص ودمشق وحماه ودير الزور وحلب وغيرها، ممن غادروا مدنهم بعد رفضهم الاتفاق مع النظام السوري، في إطار تسوية الأوضاع. ولم تكتفي عائلات المستوطنين بالاستيلاء على منازل مهجري عفرين، بل استولت كذلك على ممتلكاتهم، ومحلاتهم التجارية وافتتحوها لصالحهم، بمشاركة عناصر الميليشيات الإسلامية المتشددة.
موسم الزيتون..
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “جيش النخبة” على جني وسلب محصول حقل زيتون عائد لسيدة كُردية تدعى “شافو” وهي أرملة المتوفى “علي مجيد” من أهالي قرية “عمارا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن الحقل المستهدف يتكون من 225 شجرة زيتون، حيث جرى قطافها وسلبها رغم تواجد صاحبة الحقل في القرية. إلى ذلك، تفرض ميليشيا “جيش النخبة” اتاوات على مزارعي القرى الخاضعة لاحتلالها، والبالغ عددها 8 قرى في ناحيتي “موباتا\معبطلي” و”بلبلة\بلبل”، تبلغ قيمتها 150 ليرة سورية عن كل شجرة زيتون يمتلكها المواطنون الكُرد سواء كانت مثمرة في هذا الموسم أو لا! كما تفرض ذات المليشيا اتاوات أخرى على ملاك اشجار الزيتون في المعاصر الفنية. بدورها، تفرض ميليشيا “لواء صقور الشمال” أتاوة تبلغ 15% على محاصيل أهالي قرية كمروك أثناء عملية العصر في معصرة القرية، إضافة إلى اتاوات أخرى تُجبى عنوة تحت حجج مُختلفة.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدم مستوطنو قرية “تللف” التابعة لناحية جنديرس، من عوائل مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” على سرقة محصول الزيتون في الحقول العائدة للمواطنيين (م.ح) و (ج.ح) وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. ونوّه المُراسل أن المستوطنين أقدموا في وضح النهار على سرقة محاصيل نحو 200 شجرة زيتون في محيط قرية “تللف” دون أن تحرك نقطة ميليشيا “الحمزة” الموجودة في القرية ساكناً، في إشارة أن العملية تتم لصالحهم وبأمرهم.
السرقات والاستيلاء..
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من مصادر خاصة، إن ميليشيا “أحرار الشرقية” استولت على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة على طريق جنديرس –عفرين، وتستثمرها لصالحها. وأضاف المراسل أن الميليشيا استولت وبقوة السلاح على /18/ هكتاراً من الأراضي الزراعية العائدة لعائلة “الغباري”، وكان يستثمرها المواطن “فوزي صبري مامد” بعقد نظامي مُوقع مع صاحبها “عائلة الغباري” منذ أكثر من عشرة أعوام. كما أقدمت “الشرقية” على الاستيلاء على /18/ هكتاراً من الأراضي الزراعية الواقعة على الطرف الشمالي من طريق عفرين – جنديرس وعلى بعد 2 كم من مركز مدينة عفرين، رغم أن هذه الأراضي تعود ملكيتها للمواطن الكُردي “عبدو بلال” المتواجد في عفرين.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أجبرت ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أصحاب الجرارات الزراعية في قرية “شيخوتكا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” على فلاحة عدد كبير من الهكتارات من الأراضي الزراعية المستولى عليها في سهل “عمارا”. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية إن ميليشيا “جيش النخبة” أجبرت ثلاثين شخص من أصحاب الجرارات، على فلاحة الأراضي الزراعية المُقدّرة بعشرات الهكتارات، تمهيداً لزراعتها بالحبوب لصالحها الخاص. منوهاً أن الميليشيا لا تدفع أجور الفلاحة وتشغّلهم بشكل مجاني، في حالة تعبر بشكل فج عن الاستعباد الذي يُمارسه المسلحون بحق السكان الاصليين الكرد في الإقليم المُحتل. وتستولي ميليشيا “جيش النخبة” على حقول الزيتون وأراض زراعية عائدة لمهجري القرى التي يتحلونها منذ آذار عام 2018. وتمارس المليشيا انتهاكات عدة من سرقة وفرض للأتاوات والنهب، ففي بداية أكتوبر\تشرين الاول الماضي، قامت المليشيا في ناحيتي “موباتا\معبطلي” و”بلبلة\بلبل” بفرض مبلغ 150 ليرة سورية على كل شجرة زيتون إن كانت محملة بالثمار أم لا، في قرى (شيخوتكا – عمارا – عبودان – زيتوناك – أومر سمو – حفتار – كردو) التابعتان للناحيتين.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بالاستيلاء على محصول الزيتون من حقل أحد مهجري عفرين بالقرب من قرية “كفرشيليه” التابعة لمركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين أن ميليشيا “فرقة الحمزة” أقدمت على طرد المُكلف برعاية الحقل العائد للمواطن “أبو حسين حج رشيد” من أهالي قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، وأقدمت على جني محصول الحقل بأكمله والبالغ 1600 شجرة زيتون. وأكد المُراسل أن صاحب الحقل تواصل مع مسلحي الميليشيا عبر وسيطه ليعديوا إليه محصوله، لكنهم اشترطوا عليه دفع مبلغ 5 آلاف دولار أمريكي لقاء إعادة المحصول له، وعقب حصول المسلحين على المبلغ المذكور، هددوا الوسيط بالقتل أو الانصراف دون أن يسلموا المحصول!
مقاومة الاحتلال..
في التاسع من نوفمبر\تشرين الثاني، اشارت “قوات تحرير عفرين” إنها نفذت عملية نوعية ضد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مما اسفر عن القضاء على 3، وإلقاء القبض على آخر، بالإضافة إلى الاستيلاء على كمية من الأسلحة. وأصدرت القوات بياناً للرأي العام، كشفت فيه عن حصيلة عملية نفذتها قواتهم الجمعة، في قرية مريمين التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين المُحتل. وقالت القوات إنها نفذت عملية تسلل على مواقع المسلحين التابعين لمليشيا الفيلق الثالث، ومليشيا “الجبهة الشامية”، مسفرةً عن مقتل ثلاثة مسلحين، بالإضافة إلى إلقاء القبض على آخر. كما نوه البيان، بأن المقاتلين استولوا على كميات من الاسلحة، وهي: “أربعة أسلحة من نوع AK-47، سلاح من نوع RPG-7، بالإضافة إلى رشاش من نوع BKC.
كذلك، ، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم مساء الجمعة، وصول سيارتي إسعاف محملتين بجثث قتلى الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” إلى مشفى الشهيد فرزندا العسكري. وقتل هؤلاء المسلحون في المعارك الدائرة بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية في أرياف مدينتي “رأس العين/سريه كانييه” و”تل أبيض/كري سبي”. وأشار المُراسل أن عدد جثث القتلى كانت بحدود الـ 10، حيث كانت ملفوفة بالراية الخاصة بمبلشيا “فيلق الشام”، المُشارك في غزو واحتلال مناطق شرق الفرات. وكانت مليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد اكدت في السادس من نوفمبر الجاري، مقتل متزعم بارز في صفوفها خلال المعارك الدائرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والمليشيات الإسلامية في ريف مدينة “سريه كانيه\رأس العين” بشمال سوريا. ونشرت حسابات قريبة من المليشيا بياناً على “تويتر” أكدت فيه “مقتل المدعو “وضاح التركي أبو عمر”، متزعم مليشيا اللواء 257 على المحور الشرقي لمدينة “سريه كانيه\رأس العين” ضمن غزوة نبع السلام ضد وحدات حماية الشعب.
كذلك، مع توسع انتفاضة الحجارة والاحذية التي يلاقي بها اهالي مناطق شمال سوريا ممن تتجول فيها الدوريات العسكرية الروسية برفقة عربات عسكرية تابعة للاحتلال التركي، ضمن الاتفاق الروسي التركي في سوتشي والقاضي بوقف الغزو مانسحاب قسد لـ 30 كم في عمق الاراضي السورية، أبدى اهالي عفرين الصامدون داخلها ابتهاجهم بتلك الانتفاضة. وفي هذا السياق، قال المواطن “ابو بيروز\تسم مستعار” لـ “عفرين بوست”: “نحن فخورون جداً بما يلاقيه الاحتلال التركي على يد امهاتنا واطفالنا، شبابنا وشاباتنا، الذين يرفضون أن يدنس العدو ارضهم دون أن يجد تلك الاحذية والحجارة في استقبالهم”. مضيفاً: “هذه هي الشعوب الحرة، التي وإن كابرت على جراحها وسمحت للغزاة بالمرور لسحب الحجة منه في غزوه، لكنه لن يلاقي منا ما لاقاه لدى العبيد الذين حملوا دون ادنى شعور بالخجل، الاعلام التركي في استقبال من جاء يحتلهم، وهو ما حدث في جرابلس واعزاز وادلب وباقي المناطق المحتلة”. اما الشابة “استير\اسم مستعار” فأضافت من جانبها لـ “عفرين بوست”: “ذكرتنا المقاومة البيضاء في ديريك وسرمساخ وجل آغا وغيرها من مناطق الجزيرة بالمقاومة التي ابديناها في مقاومة الاحتلال التركي في عفرين، لقد قاومنا على مدار شهرين ايضاً مقاومة بيضاء إلى جانب اخوتنا المقاتلين، كنا في حالة استنفار بغية تأمين وجبات الطعام لهم، إضافة إلى التكاتف بين اهالي عفرين بين استقبال النازحين من القرى”. وشهدت عفرين إبان الغزو التركي عليها من العشرين يناير إلى الثامن عشر من مارس العام 2018، تكاتفاً ملحمياً بين أهاليها، حيث استقبل كل بيت عفريني حينها عدة بيوت من نازحي القرى، وفي كثير من الحالات كان يضطر ذوو البيت إلى المبيت في مرافق منازلهم لاستضافة ضيوفهم داخل بيوتهم. وعلى صعيد دعم المقاومة العسكرية، عمدت الامهات العفرينيات إلى تشكيل مطابخ جماعية، سعت إلى تامين الوجبات بشكل متواصل للمقاتلين في الجبهات الامامية، حيث كانت الامهات يقمن باعداد الطعام على مدار الساعة. اما مؤسسات الإدارة الذاتية، فبقيت تؤدي مهامها حتى اليوم الخامس والاربعين من الغزو تقريباً، ولعل ما كان لافتاً حينها، إنه ورغم الغزو، بقيت المؤسسات الخدمية كالبلدية على رأس مهامها، حيث بقيت المدينة نظيفة خلال فترة الغزو رغم التضخم السكاني الذي اصاب مركز الإقليم، إلى جانب تخفيض الإدارة الذاتية حينها لاسعار المواد الاساسية كالخبز.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تظاهر الآلاف من أهالي عفرين الاصليين الكُرد، المهجرين في الشهباء، بسبب الهجوم التركي على إقليم عفرين، رفضاً لاحتلال جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين على مناطق شمال سوريا وعفرين. واحتشد آلاف المهجرين من أهالي عفرين، والقاطنين حالياً بصفة مؤقتة في تل رفعت التابعة للشهباء، في مظاهرة رفضوا فيها تهديدات الاحتلال التركي بغزو المناطي التي هجروا إليها. وقالت مصادر إعلامية إن المظاهرة إنطلقت من ساحة البازار مروراً بالشوارع الفرعية لتل رفعت، حيث ردد خلالها المتظاهرون شعارات تنادي بـ”تحرير عفرين” وسط زغاريد وتصفيق الأمهات على وقع الأغاني الثورية. بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المهجرين رددوا “إن كانت عوائل تل رفعت في عفرين تريد العودة لديارهم، فليخرجوا من أراضينا ليعودوا هم أيضاً لديارهم”. ويطالب مهجرو عفرين بخروج الاحتلال التركي ومليشياته من أرضهم، وبدأت الاربعاء الماضي، أحزاب سياسية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بإطلاق حملة جمع تواقيع، للمطالبة بعودة أهالي عفرين المهجرين قسراً نتيجة هجمات الاحتلال التركي إلى ديارهم، ولإرسالها إلى القنصلية الروسية. وتهدف الحملة وفقاً للقائمين عليها، لإظهار رفض الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي بحق السكان الاصليين الكُرد في عفرين، إضافة لإيصال صوت أهالي عفرين للمحافل الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حول ما يحدث من انتهاكات من قبل تركيا ومليشياتها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
كذلك، أكدت مصادر متقاطعة لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، إن مسلحي الاحتلال باتوا يختبئون في بيوتهم، خشية ارسالهم إلى شرق الفرات، خاصة مع توالي وصول جثث قتلى المليشيات إلى عفرين. وفي هذا السياق، يختبئ مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في بيوتهم أو لدى اقربائهم في عفرين، للتهرب من ارسالهم إلى معارك شرق الفرات التي يخوضها الاحتلال التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يلتزم به الاحتلال ومسلحوه. واشارت المصادر أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق. ومع استمرار المواجهات المسلحة في ريف تل تمر وريف عين عيسى، يستمر وصول جثث قتلى المليشيات الإسلامية إلى عفرين، حيث رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم مساء الجمعة، وصول سيارتي إسعاف محملتين بجثث قتلى الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” إلى مشفى الشهيد فرزندا العسكري. وتضمنت السيارتان عدداً من جثث القتلى بحدود الـ 10، وكانت ملفوفة بالراية الخاصة بمبلشيا “فيلق الشام”، المُشارك في غزو واحتلال مناطق شرق الفرات. بدورها، كانت مليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد اكدت في السادس من نوفمبر الجاري، مقتل متزعم بارز في صفوفها خلال المعارك الدائرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” والمليشيات الإسلامية في ريف مدينة “سريه كانيه\رأس العين” بشمال سوريا.
كذلك، دفنت ميليشيا “أحرار الشرقية”، 3 من مسلحيها ممن قتلوا في المعارك التي يخوضها مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في شرق الفرات ضد قوات سوريا الديمقراطية. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن ميليشيا “الشرقية” دفنت ثلاثة من مسلحيها القتلى في إحدى مقابر مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين المُحتل، وسط إطلاق كثيف للرصاص، ما يرجح وجود متزعمين بينهم. وشهدت مدينة جنديرس ليلة أمس أيضاً، إطلاق أعيرة نارية مع وصول جثث القتلى من المسلحين الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا، تحت مسمى “نبع السلام”. وخلال مشاركتهم في غزو مناطق شرق الفرات، نشر مسلحو المليشيا في منتصف أكتوبر الماضي، مقطعاً مصوراً أظهر انتشار مسلحيه على الطريق الدولي، وتنفيذهم إعدام ميداني بحقق عدد من ركاب السيارات الذين وقعوا بين أيدي هؤلاء. وأظهرت المشاهد حينها المسلحين وهم يتباهون بقتل الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل وهي المهندسة الكُردية السورية هفرين خلف (36 عاما) ويصفونها بألفاظ مسيئة.
في الحادي عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقيم عفرين الكُردي المُحتل، إن بوادر الارتياح بدأت تظهر على سكان مركز المدينة عقب توجه غالبية المسلحين إلى مناطق شرق الفرات، مما تسبب بانخفاض كثافتهم مقارنة مع السابق. وارسل الاحتلال التركي اعداد كبيرة من المسلحين للقتال كمُشاة في الخط الاول، حيث لا يدخل الاحتلال جنوده إلى المعارك إلا بعد أن يتم احتلال المنطقة المستهدفة من قبلهم، في سبيل سعيه لحماية جنوده، فيما يقتل العشرات من مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. واضاف المراسل أنه لاحظ خلال الشهر المنصرم، والذي شهد بدأ الغزو التركي لمناطق تمتد من “سريه كانيه\راس العين” إلى “كري سبي\تل ابيض”، حالة من الاتياح لدى السكان الاصليين الكرد في عفرين، تمثلت في تمكنهم من زيارة اقرانهم و جيرانهم، وهو أمر كان ممنوعاً عليهم بسبب مضايقات الاحتلال ومسلحيه. ويخشى المسلحون من اجتماع اي عوائل كردية في لقاءات اسرية، كونهم يدركون أنهم قوة احتلال عسكري، وبالتالي يخاف هؤلاء من خروج الامور من تحت سيطرتهم، فيما لو تمكن السكان الاصليون من تنظيم صفوفهم. وسبق أن اقتحمت المليشيات الإسلامية بطريقة همجية قرىٍ واجه اهلها انتهاكات المسلحين بشكل مشترك، كما حصل في قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، التي شهدت منتصف سبتمبر، مداهمة وخطف للعشرات من سكانها الكُرد، نتيجة تصديهم للمسلحين. كما انخفض تعداد المسلحين في عفرين، نتيجة اختبائهم، حيث كشفت مصادر متقاطعة يوم أمس الاحد، إن مسلحي الاحتلال يختبئون في بيوتهم، خشية ارسالهم إلى شرق الفرات، خاصة مع توالي وصول جثث قتلى المليشيات إلى عفرين. واشارت المصادر أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق.
كذلك، خرجت مظاهرة قبل اربعة ايام، في قرية “خليلاكا /خليلاك أوشاغي”، احتجاجاً على اتاوات يعتزم المجلس المحلي التابع للاحتلال في ناحية “بلبل/بلبلة” فرضها على أهالي القرية، تحت مسمى ضرائب. وقال مراسل “عفرين بوست” في الناحية، أن العشرات من أهالي قرية خليلاكا خرجوا في تظاهرة أحتجاجاً على تلك الاتاوات الجديدة التي يعتزم مجلس الاحتلال في الناحية فرضها عليهم، وعلى أهالي قرى (قوطا وبركاشيه)، بحجة تأمين مستلزمات تشغيل البئر الارتوازية، لتزويد تلك القرى بالمياه. وأوضح المراسل أن مجلس الاحتلال يريد جباية ضريبة مقدارها /16/ ألف ليرة سورية من كل منزل، بذريعة تأمين المصاريف من محروقات وتصليح بئر “قوطا” الذي يزود القرى الثلاثة بالمياه، رغم أن جمعية بهار الاغاثية هي التي تتكفل بتشغيل البئر ودفع تكاليفه بموجب عقد مدته ستة أشهر.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين” في بيان صادر عنها، أن وحداتهم نفذت بتاريخ 10 تشرين الثاني عملية عسكرية ضد تجمع لمليشيات جيش الاحتلال التركي في قرية عنابكي في ناحية شرا. واسفرت عن تدمير سيارة جيب ومقتل 4 مسلحين متطرفين وإصابة آخر من مليشيات ما يعرف بـ (الجيش الوطني\المتشكل من بقايا داعش والنصرة). متابعةً إنها وفي نفس اليوم، نفذت عملية عسكرية ضد المليشيات التركية في قرية مرعناز في ناحية شرا، وأسفرت العملية عن مقتل مسلح متطرف. ونوهت قوات تحرير عفرين في بيانها إلى تكثيف طائرات الاستطلاع التابعة لجيش الاحتلال التركي لطلعاتها في سماء مناطق مقاطعتي عفرين والشهباء.
في الثالث عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وسائل إعلام محلية في إقليم كردستان العراق، إن حملة مقاطعة البضائع التركية متواصلة وقد بدأت تؤتي أكلها، من خلال ملاحظة تراجع المبيعات في المحال التجارية التي تعتمد على البضائع التركية. وبينت تلك الوسائل إن المطاعم التركية المنتشرة بكثرة في الإقليم، بدأت تشهد في الشهر الاخير كساداً كبيراً في مبيعاتها، وهو ما بات يدفع كثيراً من مدرائها للتفكير بإغلاقها. وذكر عاملون في تلك المطاعم، أن ايام العطل في الإقليم كالجمعة والسبت إضافة ليوم الاحد، كانت تشهد عادة ازدحاماً كبيرة لديهم، لكنهم في الشهر الاخير يستقبلون عدداً محدوداً من الرواد. وقال أحد العاملين أن الزبائن الكُرد يقولون لاصحاب تلك المطاعم أن اصدقائهم يقاطعون البضائع التركية وبالتالي فإنهم يفضلون التوجه لمطاعم أخرى محلية لا تقدم الوجبات او البضائع التركية. ويشير مراقبون أن استمرار اهالي إقليم كردستان العراق في حملتهم لمقاطعة البضائع التركية ستؤدي غالباً في حال استمرارها شهراً آخر، إلى إغلاق المطاعم التركية، وهو ما يبدو أن القائمين على حملات مقاطعة تركيا يسعون له. وفي السابق، كانت البضائع التركية غازية للاسواق في اقليم كردستان، لكن حملات العدوان التركي على مناطق روجافا وشمال سوريا دفعت نشطاء مدنيين لإطلاق حملة #قاطع_تركيا سعياً لمنع تنفع الاحتلال التركي من ابناء الشعب الكردي. ولا تقتصر الحملة على إقليم كردستان، إذ يقاطع ابناء الشمال السوري بمختلف مكوناتهم البضائع التركية، كما أن الدعوة وجهت للمواطنين العرب في مصر والخليج العربي والاردن وشمال افريقيا، وكذلك شعوب اوروبا وامريكا، بحيث يقاطع الجميع كل ما له صلة بتركيا.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن نحو 200 مستوطنة من زوجات وذوي المسلحين، نظمن تظاهرة احتجاجية في شارع طريق راجو بحي المحمودية، للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق “رأس العين/سريه كانيه” و”تل أبيض/كري سبي”. وأكد المراسل أن جنود الاحتلال التركي قاموا بتفريق التظاهرة بالقوة ومنعها من التقدم صوب مبنى السراي، الذي تتمركز فيها قيادة قوات الاحتلال، مشيراً إلى أن المُحتجات يطالبن بالالتحاق بأزواجهنّ أو إعادتهم إليهن في عفرين المُحتلة. يأتي ذلك وسط سيادة حالة صدمة، يأس وخوف تسود أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، أو تواري بعضهم عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليششيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين.
كذلك، للمرة الثانية على التوالي، خلال أقل من 24، شهد حي المحمودية في عفرين، خروج تظاهرة من قبل المُستوطِنات من زوجات وأمهات مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، والذين يعملون كـ “قتلة مأجورين” ضد مكونات الشعب السوري في شمال شرق سوريا، حيث تدور المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية. وذكر مراسل “عفرين بوست” أن التظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت في حي المحمودية، بدأت بالقرب من كازية داديكو على الطريق العام، بمشاركة نحو 30 امرأة، جلهم من ذوي مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية”، التي تشارك بعدد كبير من المسلحين في الغزو التركي على مناطق شمال شرق سوريا. ورددت النسوة شتائم طالت متزعمي الميليشيات الإسلامية والاحتلال التركي، حيث طالبن بإعادة أزواجهن وأبنائهن من معارك شرق الفرات، في ظل وصول المزيد من جثث القتلى إلى عفرين. وتأتي مُظاهرات المُستوطِنات من ذوي المسلحين، في ظل سيادة حالة صدمة، يأس وخوف بين أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، أو تواري بعضهم عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليششيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين. واشارت مصادر “عفرين بوست” سابقاً، أن عدداً كبيراً من المسلحين يتوارئ حالياً عن الانظار خشية ضبطه من قبل متزعمي وباقي اعضاء المليشيات التي يعملون فيها كـ “قتلة مأجورين”، حيث يتقاضى هؤلاء مرتبات من مليشياتهم لقاء اعمال الترهيب والقتل والتنكيل التي يمارسونها في عفرين، لكن الحال تبدلت في شرق الفرات، حيث يواجه هؤلاء مخاطر مُحدقة بالموت، ما يدفع بالكثير منهم للعزوف عن الذهاب لتلك المناطق.
مجالس الاحتلال..
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أصدر ما يسمى “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تعميماً يقضي بتخفيض عدد ساعات الانارة المنزلية إلى النصف، وذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته اسعار مادة المازوت، بحكم الغزو التركي لمناطق شمال سوريا الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مجلس الاحتلال المحلي عمّم قراراً على أصحاب المولدات الكهربائية، يقضي بتشغيل مولدات الأمبيرات الكهربائية لمدة خمس ساعات يومياً، بسعر /1500/ ليرة سورية للأمبير الواحد أسبوعياً، بعد أن كانت مدة الانارة عشر ساعات. ووصل سعر البرميل الواحد من المازوت\الديزل لنحو /95/ ألف ليرة سورية، بينما بلغ سعر ليتر البنزين بين 550-600 ليرة سورية. ويعود سبب ارتفاع أسعار المحروقات إلى الضرائب التي تفرضها ميليشيات الاحتلال التركي على صهاريج المحروقات القادمة من مناطق شرقي الفرات، وبدرجة أقل إلى انقطاع الطريق الدولي بسبب الغزو التركي. والقى ارتفاع سعر المازوت بظلاله على جوانب عدة للحياة، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء، ما زاد في مُعاناة السكان الاصليين الكُرد في إقليم عفرين المُحتل، حيث يُجابه هؤلاء الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية، إضافة لسياسة التفقير القائمة على السرقة والغلاء.
اقتتال المليشيات..
في الثامن من نوفمبر\تشرين الثاني، أغلق تنظيم “جبهة النصرة\هيئة تحرير الشام” وهو الفرع السوري من تنظيم القاعدة ويقوده المدعو ابو محمد الجولاني، يوم أمس الخميس ، معبر الغزاوية الواصل بين الريف الجنوبي لإقليم عفرين الكُردي المُحتل من جهة، ومحافظة إدلب من الجهة الاخرى. وقالت وسائل إعلامية تابعة للميليشيات الإسلامية أن تنظيم “النصرة” أغلق معبر قرية الغزاوية في الريف الجنوبي لعفرين بشكل نهائي أمام المسافرين والتجار دون معرفة الأسباب، مشيرةً إلى أن عشرات السيارات التي تحمل المسافرين والبضائع ما تزال عالقة على طرفي المعبر. وادعت تلك الوسائل أن سبب الإغلاق هو منع مسلحي ميليشيات “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي من الدخول إلى غرب حلب في ظل توتر تشهده مدينة كفرتخاريم شمال إدلب مع التنظيم. لكن تلك الادعاءات لا يبدو إنها صحيحة حيث لا تتحرك مليشيات الجيش الوطني إلا بأوامر تركية، كما أن المليشيات التابعة للاحتلال فرت من ادلب عندما دخلت في مواجهات سابقاً مع النصرة، وجلبت عائلاتها إلى عفرين للاستيطان فيها. وقالت تلك الوسائل إن التوتر في كفر تخاريم جاء عقب طرد مسلحي التنظيم من لجان جمع أموال “الزكاة” من معاصر الزيتون، ما دفع بالتنظيم لمحاصرة المدينة ومحاولة أقتحامها. وفي الوقت الذي يدعي فيه ذوي المسلحين من المليشيات الإسلامية المعروفة بـ الجيش الوطني، أن النصرة تفرض عليهم الاتاوات وتقاسمهم في ارزاقهم، فإن المسلحين وذويهم المستوطنين ينهبون عفرين بشكل مستمر منذ عام و8 شهور، فارضين اتاوات بالجملة على سكان عفرين الاصليين، إضافة للفوضى والفلتان الامني المتعمد.
في العاشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية في حيي المحمودية والزيدية، الواقعان في مناطق مرتفعة بمركز المدينة، تعمد بشكل مستمر إلى قطع الطريق المؤدي لهما مروراً بدوار نوروز. وأضاف المراسل نقلاً عن سكان محليين كُرد، إن المليشيات تعمد إلى قطع الطريق عند “دوار نوروز”، خشية المفخخات التي ترسلها في العادة مليشيات منافسة لتلك التي تحتل الحيين، وهي في غالبها مليشيا “احرار الشرقية”. ويعد حي المحمودية في مدينة عفرين معقلاً للمسلحين المنحدرين من المناطق الشرقية في سوريا كـ “احرار الشرقية”، ويعرف عنهم قربهم الشديد من مسلحي داعش. ومنذ احتلال عفرين كان هؤلاء يسيرون حُفاة في شوارع المدينة قائلين إنهم لن يرتدوا الاحذية حتى يعودوا للمنطقة الشرقية، وكذلك يعرفون بشعرهم الطويل واللباس القصير الخاص بالجهاديين. ويشهد إقليم عفرين الكُردي المُحتل فوضى عارمة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي آذار العام 2018، وسط انفجارات متكررة عبر سيارات ودراجات نارية مفخخة، أو عبوات ناسفة، نتيجة الخلاف بين الميليشيات الإسلامية على تقاسم أملاك مهجري عفرين، والرغبة في تهجير السكان الاصليين الكُرد.
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أن ثلاثة من مسلحي ما يعرف بـ مليشيا “جيش شهداء بدر”، وجدوا مقتولين صباح الخميس، في عفرين، دون إي معلومات عن الجهة المسؤولة، في عملية تصفية جسدية اعتادتها المليشيات للتخلص من منافسيها على السرقة أو كاسلوب لحل الخلافات في ظل انعدام القانون وسيادة شريعة الغاب، التي هيمنت منذ إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقالت وسائل إعلام المليشيات الإسلامية أنه قد عُرف من القتلى المدعو “أحمد عمر الشاكر”، مذكرةً باستهداف سيارة تابعة لذات المليشيا ليل الامس الاربعاء، في بلدة الراعي شمال شرق حلب، الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين من متزعميها، وهم “أبو خلف” ويتبوئ ما يعرف بـ (نائب قائد الجيش)، والمدعو ”أبو القاسم” أحد متزعميه العسكريين. ولم تعهد عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية أي عمليات تصفية او قتل خارج القانون، حيث تمكنت الإدارة الذاتية من فرض الامن عبر نظام امني متكامل من جهاز الاسايش إلى المرور إلى الجمارك والمخابرات والقوات الخاصة، فلم يسمح للعصابات المسلحة بأن تجد لنفسها موطئ قدم، وهو الحال الذي تعيشها جميع مناطق الاحتلال التركي وآخرها عفرين.
النظام السوري..
في الرابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، أن مديرية التربية في حلب، والتي تعد المسؤولة عن توظيف المدرسين في عفرين وصرف مرتباتهم، عمدت خلال الشهر الاخير إلى اتخاذ اجراءات تعسفية بحق معلمي الإقليم الكُردي المُحتل، دون أي اعتبارات وطنية لتقدير وضعهم الخاص بحكم وقوعهم تحت سطوة الاحتلال والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وكشف المصدر أن المديرية عاقبت مسؤولي المجمع التربوي في عفرين، بسبب صرفهم مرتبات مدرسين من عفرين عن طريق زملاء لهم، نتيجة صعوبة المجيئ من عفرين إلى حلب بشكل شهري، مُدعيةً أنه يتوجب حضور المدرسين بشكل شخصي لقبض رواتبهم. وفي هذا السياق، اعتقلت سلطات النظام، مسؤولي المجمع التربوي في عفرين، بما فيها رئيسها لمدة يومين، حيث تقول مديرية التربية في حلب أنه يتعين حضور المدرسين بشكل شخصي لاستلام رواتبهم، رغم أن الإقليم الكردي يقع حالياً تحت الاحتلال التركي. واعتبر مدرسون من عفرين تلك العملية تصرفاً تعجيزياً، في ظل استحالة القدوم والذهاب بشكل شهري، لما فيه من مُخاطرة بالمرور على عشرات الحواجز التي تتبع لـ مليشيات إسلامية متطرفة تسمى (الجيش الحر، الجيش الوطني). ويسعى بعض المعلمين للبقاء في الإقليم، بغية الحفاظ على املاكهم وارزاقهم من النهب والسلب، حيث سيتم الاستيلاء عليها من قبل المسلحين وذويهم المستوطنين، فيما لو تركت خالية. وسيلجئ غالباً هؤلاء المدرسون إلى تقديم إجازة من الدوام بدون راتب لمدة عام، كي يضمنوا عدم فصلهم من وظائفهم، وأيضاً حماية ممتلكاتهم، لكنهم سيبقون دون مصدر دخل، كون رواتبهم مصدر دخلهم الوحيد.