ديسمبر 24. 2024

بنسبة تبلغ 75%: تركمان حمص يستوطنون غالبية بلدة “ميدان أكبس”


عفرين بوست-خاص

احتل الغزو التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين وهو ميليشيا “فيلق الشام” في الثامن والعشرين من فبراير\شباط العام 2018، بلدة ميدان أكبس الحدودية التابعة لناحية راجو، ومارس منذ ذلك الحين شتى صنوف الانتهاكات بحق مَن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين.

وتتواجد في البلدة ثلاثة مقرات عسكرية تابعة للميليشيا، إضافة لسجن مركزي، افتتحه في أول أيام الاحتلال، حيث تم اعتماده كنقطة لسوق الشباب والشابات الكُرد والتحقيق معهم فيه، إلى جانب ممارسة شتى صنوف التعذيب بحقهم، وفقاً لشهود مروا من السجن السيء الصيت.

ويتزعم المدعو “صليل الخالدي” التركماني الأصل، والمنحدر من حمص، ما تسمى “الأمنية” التابعة للميليشيا، حيث تتحكم الاخيرة في كل شاردة وواردة في البلدة، وكان صليل في البداية يأوي الإبل /6 رؤوس/، ولكن مع تحسن وضعه المادي بعد أعمال النهب والسلب، ترك تربية الإبل، وبات يدير أعمالاً زراعية بعد أن استولى على نحو 50 هكتاراً من الأراضي الزراعية الخصبة في محيط البلدة.

وعلى صعيد النهب، أقدمت الميليشيا عقب الاحتلال على إزالة خط السكك الحديدية الذي يمر من البلدة، ولمسافة تقدر بنحو 500 متر، في المنطقة الواقعة بين ميدان أكبس وقرية خرابي سلوك.

ويبلغ العدد الإجمالي لمنازل ميدان أكبس قربة الـ 500 منزل، حيث كانت البلدة عامرة بسكانها الكُرد، لكن الغزو التركي دفع غالبيتهم إلى التهجير القسري، نتيجة الأعمال الحربية المتعمدة ضد السكان الاصليين الكُرد، فتوجهت الأغلبية العظمى من سكانها نحو مناطق الشهباء وحلب وغيرهما.

وفيما بعد، عادت 125 عائلة فقط من سكانها الكُرد الاصليين، إلى ديارها ومزارعها في البلدة، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من حمص وجلهم من التركمان، منازل المهجّرين الكُرد والبالغة نحو 375 منزلا.

أما بالنسبة لحقول الزيتون والأراضي الزراعية العائد للمهجرين، فيستولي عليها متزعموا ميليشيا “فيلق الشام” ومسلحوها بشكل كامل.

وكغيرها من قرى إقليم عفرين وبلداته، تتعرض الأحراش والغابات الجبلية الطبيعية لعمليات احتطاب ممنهجة ومدمرة بحق الأشجار الحرجية وخاصة الزعرور والسنديان وغيرها، لتساق إلى وادي “يالي شلة” حيث افتتح متزعم الميليشيا معملاً لإنتاج الفحم النباتي من أحطاب الغابات.

كما أنشأ المسلحون مركزاً لتجميع الحطب في قرية ميدانا المجاورة، حيث يتم إرسالها من هناك إلى إدلب لتباع فيها.
اما مبنى محطة القطار الشهيرة، فحولتها المليشيا إلى مستودع للأسلحة والذخائر، بينما تحولت مدرستها إلى تكية دينية يرتادها المستوطنون المتطرفون ليزرعوا في عقول أطفالهم وأطفال الكُرد التعاليم الدينية المتشددة، تحت إشراف مدرسين من المستوطنين أنفسهم.

وترتكب المليشيا جرائم متعددة بحق الاهالي الكُرد، ففي يوم الاربعاء السادس من نوفمبر، اقتحمت مجموعة مُسلحة من ميليشيا “فليق الشام” منازل عدد من المواطنين الكُرد، واعتدت بشكل مُبرح عليهم، كان بينهم امرأة حامل.

وذكر مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مجموعة مسلحة مؤلفة من تسعة مسلحين التي يتزعمها المدعو أبو تركي (محمود قندي) من تركمان حمص، اقتحمت ليلاً منزل المواطن “شعبان حميد كومي”، واعتدت بالضرب المُبرح عليه وعلى ضيفه “فاروق خالد” وزوجته سيفين وهي حامل، ما أدى لتدخل الجيران الذين تعرضوا للضرب بدورهم من قبل المجموعة المسلحة.

وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الجُناة هددوا الضحايا بالقتل في حال عدم اسقاط الدعوى المقدمة لميليشيا “الشرطة العسكرية”، التي عمدت بدورها إلى اتلاف التقرير الطبي المرفق بالشكوى والضغط على الضحايا لتغيير شهاداتهم وإسقاط دعواهم القضائية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons