عفرين بوست-خاص
مع توسع انتفاضة الحجارة والاحذية التي يلاقي بها اهالي مناطق شمال سوريا ممن تتجول فيها الدوريات العسكرية الروسية برفقة عربات عسكرية تابعة للاحتلال التركي، ضمن الاتفاق الروسي التركي في سوتشي والقاضي بوقف الغزو مانسحاب قسد لـ 30 كم في عمق الاراضي السورية، يبدي اهالي عفرين الصامدون داخلها ابتهاجهم بتلك الانتفاضة.
وفي هذا السياق، قال المواطن “ابو بيروز\تسم مستعار” لـ “عفرين بوست”: “نحن فخورون جداً بما يلاقيه الاحتلال التركي على يد امهاتنا واطفالنا، شبابنا وشاباتنا، الذين يرفضون أن يدنس العدو ارضهم دون أن يجد تلك الاحذية والحجارة في استقبالهم”.
مضيفاً: “هذه هي الشعوب الحرة، التي وإن كابرت على جراحها وسمحت للغزاة بالمرور لسحب الحجة منه في غزوه، لكنه لن يلاقي منا ما لاقاه لدى العبيد الذين حملوا دون ادنى شعور بالخجل، الاعلام التركي في استقبال من جاء يحتلهم، وهو ما حدث في جرابلس واعزاز وادلب وباقي المناطق المحتلة”.
اما الشابة “استير\اسم مستعار” فأضافت من جانبها لـ “عفرين بوست”: “ذكرتنا المقاومة البيضاء في ديريك وسرمساخ وجل آغا وغيرها من مناطق الجزيرة بالمقاومة التي ابديناها في مقاومة الاحتلال التركي في عفرين، لقد قاومنا على مدار شهرين ايضاً مقاومة بيضاء إلى جانب اخوتنا المقاتلين، كنا في حالة استنفار بغية تأمين وجبات الطعام لهم، إضافة إلى التكاتف بين اهالي عفرين بين استقبال النازحين من القرى”.
وشهدت عفرين إبان الغزو التركي عليها من العشرين يناير إلى الثامن عشر من مارس العام 2018، تكاتفاً ملحمياً بين أهاليها، حيث استقبل كل بيت عفريني حينها عدة بيوت من نازحي القرى، وفي كثير من الحالات كان يضطر ذوو البيت إلى المبيت في مرافق منازلهم لاستضافة ضيوفهم داخل بيوتهم.
وعلى صعيد دعم المقاومة العسكرية، عمدت الامهات العفرينيات إلى تشكيل مطابخ جماعية، سعت إلى تامين الوجبات بشكل متواصل للمقاتلين في الجبهات الامامية، حيث كانت الامهات يقمن باعداد الطعام على مدار الساعة.
اما مؤسسات الإدارة الذاتية، فبقيت تؤدي مهامها حتى اليوم الخامس والاربعين من الغزو تقريباً، ولعل ما كان لافتاً حينها، إنه ورغم الغزو، بقيت المؤسسات الخدمية كالبلدية على رأس مهامها، حيث بقيت المدينة نظيفة خلال فترة الغزو رغم التضخم السكاني الذي اصاب مركز الإقليم، إلى جانب تخفيض الإدارة الذاتية حينها لاسعار المواد الاساسية كالخبز.