عفرين بوست-خاص
على شاكلة الماساة التي حلت بأهالي إقليم عفرين الكُردي المُحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تعرض أهالي منطقتي “سريه كانيه\راس العين” و”كري سبي\تل ابيض” إلى التهجير القسري واقيم لهم مخيم سمي بمخيم “واشو كاني”، حيث سيقاسي هؤلاء كالعفرييين الموجودين في مخيمات “برخدان” و”سردم” حياة قاسية لم يعهدوها من قبل.
ويحذر مراقبون من المخاطر التي يحملها هجرة المواطنين لأرضهم الاصلية في ظل المساعي التركية لتوطين الغرباء في مناطقهم بحجة أنهم سوريين، وهي حجة لا يبدو أنها تنطلي على أحد، بأن الغاية منهم نزع الكُرد السوريين من ارضهم وزرع آخرين من الموالين لتنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه المعروفين بـ (الجيش الحر والجيش الوطني).
ورغم أن حديث الاحتلال التركي عن عودة السوريين الموجودين في تركيا إلى المنطقة التي يسميها بالامنة، قد يوحي لسماعه إن تلك الارض خالية من السكان، او ان هؤلاء الموجودين في تركيا تعود أصولهم إلى مناطق “سريه كانيه\راس العين” و”كري سبي\تل ابيض”، إلا أنها تعتبر دليلاً واضحاً على مساعي التغيير الديموغرافي.
ويرى مراقبون إن إعادة السوريين إلى المنطقة الامنة كذبة مُبتدعة، إذ جرى تهجير قرابة 300 الف مواطن سوري من الكرد والعرب والاشور والسريان من تلك المناطق نتيجة الغزو التركي، ليطرح السؤال نفسه، اي منطق ذلك الذي يقبل أن تهجر سوري لتوطين سوري آخر (وفق التبرير التركي)، إلا إن كانت الغاية واضحة في الهندسة الديموغرافية للمنطقة بسكان على هوى أنقرة.
وقد زار وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مخيم “واشو كاني”، وطالب الوفد عموم المنظمات الإنسانية والدول العالمية بالوقوف أمام هجمات دولة الاحتلال التركي وإعادة النازحين إلى ديارهم، حيث قالت فوزة يوسف “إذا لم يتم تشكيل لجنة دولية لإعادة النازحين، حينها تكون القوى العالمية شريكة في الكارثة الإنسانية التي يواجها أهالي شمال وشرق سوريا”.