ديسمبر 22. 2024

الهجوم التركي على شمال سوريا – أطماع قديمة تهدد مستقبل الأكراد

عفرين بوست

على نحو مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من الحدود التركية – السورية مُفسِحًا الطريق أمام تركيا لتنفيذ عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية.


ورغم معارضة البنتاغون ووزارة الخارجية وغالبية الكونغرس، يُدلل الضوء الأخضر الواضح الذي منحه ترامب لتركيا على تخلٍ مُذهلٍ عن قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت فقدانها أكثر من 11 ألف مقاتل يتصدرون المعركة ضد “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا.

وقالت دوتش فيليه في تقرير لها اليوم الجمعة، إن تجربة الكرد السوريين في “الحكم الذاتي الديمقراطي” المستند إلى المبادئ الاجتماعية الليبرالية تمثل تحديًا سياسيًّا وأيديولوجيًّا يواجه الاحتلال التركي، يذهب إلى ما هو أبعد من التهديد العسكري.

وتعطي نقاط القوة العسكرية والسياسية والإقليمية التي يتمتع بها الأكراد السوريون أوراق مساومة قوية في أي حل سياسي بسوريا يطالبون من خلاله بالاعتراف بحقوق الأكراد وإلغاء مركزية السلطة، وتسعى تركيا لمنع هذا التطور.
وتخطط النظام التركي، بدعم من جيشه، إلى الاستعانة بجماعات متنوعة من المليشيات الإسلامية المتمردة في سوريا، بمعاركها على الأرض والاحتلال في المنطقة، وهي ما فعلته في عفرين المحتلة.

يُحذر الأكراد السوريون من تطهير عرقي وتغييرات ديموغرافية لمناطق على الحدود، إذ يوجد ما يُقدر بـ1.8 مليون كردي في سوريا، يعيش نصفهم تقريبًا داخل المنطقة العازلة التركية المُقترحة. ويُعتقد بأن المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية تضم ما يقرب من 1.5 مليون عربي وعشرات الآلاف من المسيحيين.

وأوضحت قوات سوريا الديمقراطية، في بيان لها، عزمها الدفاع عن أراضيها “بأي ثمن”، وهي تمتلك ما يُقدر بـ60 ألف مقاتل.

ومن الُمرجح أن يُرغم الغزو العسكري التركي في شمال شرق سوريا مئات الآلاف من المدنيين على الفرار إلى مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية نحو الجنوب وكردستان العراق المجاورة. كذلك، من المتوقع أن تؤجج خطط تركيا التوترات العرقية على مدار أعوام قادمة، تاركة أنقرة في مواجهة تمرد كردي طويل الأمد.

وتحذر قوات سوريا الديمقراطية من أن الحرب مع تركيا ستُجبرها على إعادة توزيع المقاتلين، فضلًا عن أنها ستصرف انتباهها عن تأمين مكاسبها في معركتها ضد داعش. ولفتت أيضًا إلى إمكانية هروب ما يقرب من 11 ألف مقاتل داعشي في سجون قوات سوريا الديمقراطية حال حدوث أي نوع من الاضطرابات.

وغرد المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي على تويتر يوم (الاثنين السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2019) : “لا نتوقع من الولايات المتحدة أن تحمي شمال شرق سوريا، إلَّا أن الأشخاص هنا يستحقون شرحًا بشأن الاتفاق وتدمير التحصينات وفشل الولايات المتحدة في الإيفاء بالتزاماتها”.


وأضاف: “لم تف القوات الأمريكية بمسؤولياتها وبدأت الانسحاب من الحدود، تاركة المنطقة تتحول إلى ميدان حرب. لكن قوات سوريا الديمقراطية عازمة على الدفاع عن شمال شرق سوريا بأي ثمن”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons