عفرين بوست-خاص
تمكن مراسل “عفرين بوست” اليوم، من رصد تواجد طبيب داعشي في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو يُزاول مهنته منذ فترة ليست بالطويلة في “مشفى قنبر” الذي استثمر المستوطنون بعض أقسامه وقاموا بتعديل اسمه إلى “مشفى عفرين المركزي الخاص” ضمن ساحة (ميدانى آزادي\البازار القديم).
وأكد المُراسل أن المدعو “غسان جاموس” وهو طبيب اختصاصي في الجراحة العظمية، قد افتتح إلى جانب عمله بالمشفى، عيادة في جوار مدرسة “الثانوية الشرعية” في حي عفرين القديمة، ويزاول مهنته بشكل اعتيادي.
وكان المدعو” جاموس” قد أعلن في العام 2015، بشكل رسمي وصريح مقاطعته للميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر”، ومبايعة تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونشرت عدة وسائل إعلامية تقارير عن التحوّل الذي أبداه الطبيب المتطرف، بينها صحيفة “القدس العربي” التي أكدت في تقرير لها بتاريخ 7/أكتوبر 2015، خبر التحاق المدعو “جاموس” بمناطق التنظيم الإرهابي في المنطقة الشرقية من سوريا، تحت عنوان ” الحملة العسكرية في سوريا تدفع بطبيب من المعارضة المعتدلة في إدلب للإنضمام لتنظيم «الدولة» في الرقة”.
وينحدر المدعو “غسان جاموس\39 عام” من منطقة “طيبة الامام” الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة حماة، وتخرج العام 2004 من كلية الطب البشري في جامعة حلب، وتخصص في مجال الجراحة العظمية.
وعقب سقوط آخر معقل للتنظيم الإرهابي في بلدة الباعوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، على يد قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019، أكدت مصادرة موثوقة لـ “عفرين بوست” وصول تكفيريين من تنظيمي “داعش” و”الاخوان المسلمين” إلى إقليم عفرين المُحتل، حيث لقوا الترحاب من قبل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له.
الترحاب ذاك لم يكن الأول، ففي بداية فبراير\شباط العام 2018، أكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن تركيا جندت ودربت مسلحي تنظيم “داعش” للمشاركة في غزوة “غصن الزيتون” التي أطلقتها ضد عفرين بهدف القضاء على “الإدارة الذاتية”، حيث لاذ التكفيريون المنتمون إلى تنظيم “داعش” بالفرار من مُختلف المناطق الشرقية، خشية اعتقالهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها إبان عهد ما سمي “الخلافة”.
ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن “فرج\32 عام” وهو مسلح سابق في التنظيم المُتطرف، وينحدر من مدينة “الحسكة”، أن أغلب المسلحين المشاركين في الحرب على عفرين، ينتمون إلى “داعش”، موضحاً أن القادة العسكريين الأتراك يحاولون تغيير الطرق السابقة التي اعتمد عليها مسلحو “داعش”، مثل العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، كي لا يستخدموها في قتالهم بعفرين، ولا يعتقد بالتالي الآخرون أن “أنقرة” تتعاون مع التنظيم الإرهابي.
وفي سبتمبر\أيلول العام 2018، نشرت صحيفة The Region مقالاً يشير إلى تعرض المدنيين في عفرين إلى تهديدات على غرار التهديدات التي استخدمها تنظيم داعش، حيث أشار المقال إلى أن الميليشيات الإسلامية التي تسمى “الجيش الحر، الجيش الوطني” تستخدم تكتيكات داعش لتهديد المدنيين.
واستذكرت الصحيفة وجود اعتقاد بأن تركيا استخدمت أعضاء سابقين في داعش في “عملية غصن الزيتون”، وأنه في تسجيلات الفيديو لمسلحي “غصن الزيتون”، أنشد هؤلاء أناشيد داعش واستجوبوا المدنيين بخصوص ممارسات دينية ليحددوا عقيدتهم، كما هددوا بقطع رأس “الأكراد الكفار”.
وأنهت الصحيفة مقالها بالقول: إن هذه الممارسات تؤكد التحذيرات التي أثارتها السلطات المحلية والناشطون بأن غزو تركيا واحتلالها لعفرين سوف يخلق ملاذاً جديداً وآمناً للتطرف في سوريا.