عفرين بوست-خاص
أصدرت مليشيا “الشرطة العسكرية” بياناً أعلنت من خلاله القبض على منفذي تفجير جنديرس الذي وقع في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول الماضي، في مركز ناحية جنديرس.
وادعت مليشيا “الشرطة العسكرية” أن مجموعة تابعة لمليشيا “فرقة الحمزة” تقاضت من “قوات تحرير عفرين” مبلغ 5 آلاف دولار أمريكي، لقاء تنفيذ عملية التفجير تلك، مُدعية القبض على 30 مسلح على ذمة التحقيق، بينهم قائد المجموعة الذي ينحدر من مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي.
ونشرت مليشيا “الشرطة العسكرية” بيانًا تشكرت فيه متزعمي مليشيا “فرقة الحمزة” المتمثلة بـالمدعو “سيف أبو بكر، وأبو جابر”، قائلةً إنهما ساعدا بإلقاء القبض على المسلحين المتهمين.
ويبدو واضحاً أن المليشيا سعت من خلال البيان إلى اصطياد عدة عصافير بحجر واحد، كان أولها (إبراز ذاتها وكأنها سلطة تلاحق المجرمين)، وثانيها، (إلصاق التفجير بـ “قوات تحرير عفرين” في محاولة لإبراز القوات على أنها تستهدف المدنيين).
أما المكسب الثالث، فقد حققته مليشيا “فرقة الحمزة” التي (تخلصت بموجب هذا الاتهام من أحد متزعمي مجموعاتها من بلدة اللطامنة بريف حماه)، حيث يتنازع المسلحون على اساس الانتماء المناطقي، خاصة بين مسلحي ريف حلب الشمالي الذين يعتقدون أنهم الاحق بالسلب والنهب في عفرين، مُقارنة مع المسلحين الذين طردهم النظام من مناطق داخلية.
وعقب وقوع التفجير في الرابع والعشرين من سبتمبر، أكد مراسل “عفرين بوست” أن الانفجار تسبب بوقوع أضرار مادية للمحال التجارية والأبنية السكنية، ولفت بأن التفجير استهدف شارع يلانقوز المعروف بأن غالبية محلاته التجارية وأبنيته السكنية مسكونة من قبل السكان الكرُد الأصليين، مشيراً بان الهدف من التفجير هو تهجير من تبقى من الأهالي.
ونوه المراسل حينها، أنه وعقب الحرب التي شنها النظام في ادلب، اكتظت جنديرس بالمستوطنين من ادلب وريفها، ولم يتبقى فيها منازل فارغة، وهو ما فسر رغبة المسلحين في استهداف السكان الاصليين الكُرد، بغية تهجيرهم والاستيلاء على منازلهم لمنحها للمستوطنين.
مضيفاً أن الحيثيات التي كُشفت عقب التفجير بينت بعض خيوط الجريمة والهدف منها، حيث ظهر فيها مقتل متزعم في مليشيا “نور الدين الزنكي”، ما رجح فرضية أن تكون العملية تصفية حسابات بين إحدى المليشيات ومليشيا “الزنكي”، حيث قتل متزعم في الأخيرة يدعى “بسام كابي” واصيبت زوجته وتدعى “فاطمة كابي”.
ويشهد إقليم عفرين الكُردي المُحتل فوضى عارمة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي آذار العام 2018، وسط انفجارات متكررة عبر سيارات ودراجات نارية مفخخة، أو عبوات ناسفة، نتيجة الخلاف بين الميليشيات الإسلامية على تقاسم أملاك مهجري عفرين، والرغبة في تهجير السكان الاصليين الكُرد.