عفرين بوست – خاص
تواصل الميليشيات الإسلامية شتى صنوف الانتهاكات والاعتداءات على البشر والحجر والشجر في قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، حيث تعاني تغييراً ديموغرافياً كبيراً وسلباً للأرزاق والممتلكات، في ظل مضايقات واسعة لمن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين.
وتتخذ الميليشيا التي يتزعمها المدعو (أبو عثمان الوعر) ثلاثة منازل عائدة لمهجري القرية مقرات لها، وهي منازل كل من (مصطفى عكاش، عز الدين محمد وأحمد خليل)، وهناك مقران آخران يقعان بالقرب من معصرة القرية، حيث للمدعو “أبو عثمان الوعر” معاونان هما (احمد ميزر وابو تركي) اللذان يبتزان المواطنين في كل شاردة وواردة.
وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق الشام” المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف إرهابيا في العديد من الدول، تواصل التضييق على مَن تبقى من سكان القرية، وتسوقهم إلى التحقيق في أمنية الميليشيا المتواجدة بلدة “ميدان أكبس” مرتين في الشهر.
وأضاف المُراسل ان 12 عائلة أصلية من أصل 40 عائلة (عدد منازل القرية) تمكنت من العودة إلى منازلها، بينما يتوزع المهجرون من أبنائها في مدينة عفرين ومناطق الشهباء، مشيراً إلى أن هناك 15 منزلاً لا يصلح للسكن نتيجة أعمال التخريب والسرقة التي طالت محتوياتها من تفكيك للأبواب والنوافذ وتكسير وحرق الأثاث.
فيما يحتل المستوطنون القادمون من حمص وإدلب المنازل المتبقية، حيث أكد المراسل أن التدمير في القرية نتيجة العدوان آذار العام 2018، كان بسيطاً، لكن التدمير الذي حصل بيد المستوطنين وعمال جني الزيتون كبير جداً، نتيجة حرق وكسر وتحطيم وسرقة الابواب والنوافذ من المنازل التي تم تهجير سكانها قسراً.
ونوه مراسل “عفرين بوست” أن جنود الاجتلال التركي تمركزوا في القرية بعيد احتلال عفرين واستمر بقائهم فيها نحو أربعة أشهر، حيث لم يسمحوا خلالها للأهالي بالعودة، حتى استكملت ميليشيا “فليق الشام” نهب كافة المنازل، وبعدها سمح جنود الاحتلال لعدد من العوائل الكُردية بالعودة لديارهم.
إلى ذلك، تعرض موسم الزيتون في العام الماضي، إلى السرقة بنسبة تصل إلى 50% كما تم فرض أتاوات على موسم ورق العنب، وجلب المستوطنون قطعاناً من الغنم إلى القرية، حيث يقومون برعي المواشي بشكل عشوائي بين الكروم والزيتون سواء رضي أصحابها أم لم يرضوا، إضافة إلى استباحة أملاك المهجرين.
وقد أقدم المسلحون على حرق الأحراش المحيطة بالقرية بحجة وجود خلايا لمقاتلي “وحدات حماية الشعب”، ما أدى لامتداد النيران إلى حقول الزيتون غير المحروثة، مُتسببين باحتراق نحو 3500 شجرة زيتون.
ويواصل المستوطنون قطع الأشجار المزروعة في حواكير المنازل من أشجار اللوز والجوز والمشمش والسماق والتوت، كما طال عمليات الاحتطاب كافة الأشجار الحراجية في محيط القرية، وبالأخص أشجار السنديان المعمّرة والزعرور في الجبال المجاورة، حيث يستخدمها المستوطنون في صناعة الفحم، أو يتم بيعها كحطب تدفئة.
وأكد المُراسل أن أعمال النهب طالت جامع القرية، حيث تمت سرقة كل محتوياته، وقد جلبوا مؤخراً عدداً من الحصائر وبدأوا بإقامة الصلاة فيه!، كما قاموا بقطع أشجار السرو المزروعة في فناء الجامع.
وأضاف مُراسل “عفرين بوست” في راجو أن مسلحي الميليشيا أقدمت على سرقة محتويات مدرسة القرية أيضاً، وهي خارج الخدمة حالياً وكان أحد الرعاة المستوطنين يستخدمها كحظيرة للمواشي، مختتماً بأن الميليشيا افتتحت مقلعاً في محيط القرية لاستخراج الأحجاز البازلتية السوداء.