عفرين بوست-خاص
منذ اليوم الاول لإطباق الاحتلال العسكري التركي، قسم الاحتلال إقليم عفرين الكُردي إلى قطاعات، واستلمت مليشيا واحدة دفة الامور في كل قطاع، لتطبق فيها تشريعاتها الخاصة، وتستولي على ما يستطيب لها من أملاك وبيوت وسيارات ومصانع ومشاغل وأرزاق للمُهجرين الكُرد، سكان عفرين الاصليين، ممن ارغمتهم حربٌ ظالمة على ترك أرضهم والتهجير القسري عنها.
ورغم مرور عام ونصف على إطباق الاحتلال، لا تزال الفوضى والفلتان الأمني وغياب القانون وسيادة الاحكام العرفية والتشريعات التي تسنها بندقية المسلحين بلغة التهديد هي السائدة، في وضع اسوء بكثير مما كانت تقاسيه البلاد إبان العمل بقانون الطوارئ قبل إندلاع النزاع المُسلح على السلطة بين النظام والمعارضة المُمولة تركياً في العام 2011.
تعامل المليشيات الإسلامية مع ممتلكات السكان الاصليين الكُرد على انها غنائم مُستباحة، جعلتهم يتصارعون في كثير من الحالات عليها، لتقع اشتباكات مسلحة واقتتالات متواصلة على نهب وسرقة ممتلكات المهجرين، وهي حال مستمرة منذ آذار العام 2018، والتي كان آخرها مقتل مستوطن في قرية “ميدانكي” السبت الماضي، بعد تصارع بين مليشيتين، إحداها حامت له والاخرى نافسته في الاستيلاء على منزل مواطن كُردي مُهجر.
حيث اقرت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية بوقوع اشتباكات بين مسلحي مليشيا “فيلق الشام” وآخرين من مليشيا “فيلق المجد” التابعين للاحتلال التركي، بسبب خلافهما في الأستيلاء على منزل مُهجر كُردي في قرية “ميدانكي” التابعة لناحية “شرا\شران”، حينما أراد كل طرف استيطان ذوي مسلحيه داخله.
ويدعى المستوطن القتيل “صالح المحمد” وهو مُقرب من مليشيا “فيلق المجد”، وقتل على يد أحد مرافقي المتزعم في مليشيا “فيلق الشام” المدعو “أبو الشيخ” أثناء اشتباكه معهم، نتيجة رفضه تسليم منزل استولى عليه في القرية الكُردية.
وفي الوقت الذي تُحامي فيه المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي لذويها من المستوطنين، خاصة في مُواجهة السكان الاصليين الكُرد، بات الكُردي بلا حول ولا قوة، نتيجة تهجير أكثر من 75% منهم في عموم الإقليم، وغياب الشبان في السجون أو توجههم إلى مناطق التهجير القسري في الشهباء وشرق الفرات، خشية تعرضهم للاختطاف والتعذيب من جانب المسلحين.
وعليه، تمتنع المليشيات الإسلامية عن تسليم المنازل لسكانها الاصليين الكُرد في حال عودتهم، بحجة أنها مسكونة من قبل ذويهم المستوطنين، ليلجئ الكُرد إلى السكن لدى أقربائهم في قرى مجاورة لقريتهم أو بالآجار في مركز عفرين.
ورغم كل المعلومات التي كانت ولا تزال تنقلها المراصد الإخبارية الكُردية للعالم والمنظمات الحقوقية والإعلامية حول هول الانتهاكات المرتكبة في عفرين، لا تزال تلك الجهات تلتزم الصمت المُطبق، حتى في تقاريرها المتعلقة بالوضع الكارثي في عفرين.
وتحاول المنظمات الدولية تحاشي اتهام سلطات الاحتلال التركي بالمسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها مسلحو المليشيات الإسلامية في عفرين، مُلقية باللوم على المسلحين فحسب، رغم أن هؤلاء ما فتئوا يرفعون العلم التركي بجانب رايات تشكيلاتهم الميليشاوية، في تأكيد منها على تبعيتها للاحتلال التركي وتنفيذها سياسات أنقرة الرامية إلى القضاء على آخر مركز بشري كُردي صاف غرب الفرات.