عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن المنظمات التي يديرها مستوطنون وبدأت عملها عقب الاحتلال التركي المصحوب بمليشيات إسلامية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، تميز على أساس الجنس في منح فرص التوظيف.
وقال مراسلنا أن عدداً من السيدات الكُرديات اللواتي يحملن شهادات علمية ومنهية وخبرة طويلة في مجالاتهن، اشتكين من حرمانهن من فرص التوظيف ضمن منظمات وجمعيات يديرها المستوطنون.
وأكدت عدة نسوة كُرد من حملة الشهادات الجامعية أنه تم رفضن طلبهن بالتوظيف، وان المستوطنين أخبروهن أن التوظيف لديهم حصري بالرجال فقط!
وفي حين ادعي هؤلاء المستوطنون أنهم قد انتفضوا لإنقاذ السوريين من هيمنة النظام، اثبتت وقائع عفرين التي يجري نقلها بشكل مستمر كونهم يسعون لإقامة نظام شمولي عنصري، يقصي أي دور للمرأة أو المكونات العرقية والدينية في المناطق الخاضعة لاحتلالهم.
وتكثر حالات التحرش اللفظي التي يمارسها مسلحو الميليشيات الإسلامية، وكذلك المستوطنون المنحدرون من بيئات متشددة، حيث تتعرض الفتيات للمضايقات بشكل يومي في الشارع، وكذلك في المنازل أثناء الاقتحام بقصد التفتيش أو السرقة.
وشهد إقليم عفرين حالات مشابهة في المدارس، إذ قالت طالبات من المستوطنات أنهم قدموا ليفرضوا على نساء عفرين الشريعة الإسلامية، ووقع سابقاً عراك بالأيدي بين طالبات كُرد وأخريات من المستوطنات في إحدى ثانويات عفرين، لذلك السبب.
ولا يمكن مقارنة الأوضاع التي تعايشها المرأة حالياً بأوضاعها السابقة في ظل عهد “الإدارة الذاتية”، حيث عملت الأخيرة خلال سبع سنوات من حكمها على تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، ومنحتها منصب الرئاسة المشتركة في جميع “هيئات” الإدارة الذاتية، (وهي مؤسسات إدارية بمثابة الوزارة في حكومة الإدارة الذاتية).
كما تمتعت المرأة بحقوقها كاملة في التعليم والعمل وريادة السلطات المدنية والعسكرية، إلى جانب إقرار الزواج المدني من قبل محاكم “الإدارة الذاتية”، والذي كان هدفه تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة كشريكين يسعيان لبناء حياة مشتركة، يتقسمان فيها القرارات، الحقوق والواجبات.
وإلى جانب توفر فرص عمل واسعة للمرأة العفرينية ضمن مؤسسات “الإدارة الذاتية”، تم تشكيل جهاز أمني خاصة بالمرأة سمي بــ “اسايش المرأة”، وجميع عضواته كن من النساء، حيث اختص الجهاز بقضايا المرأة، إلى جانب سن تشريعات تحض على احترام المرأة كمنع الزواج القاصرات دون سن 18 عام، ومنع تعدد الزوجات.
لكن، ومع اطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي، خسرت المرأة العفرينية كل تلك الامتيازات، وتحولن إلى الانزواء في منازلهن، تجنباً لعمليات الخطف ومختلف الانتهاكات التي يمكن أن يقدم عليها مسلحو المليشيات الإسلامية، في ظل سعي الاحتلال التركي لسيادة الفوضى وانعدام القانون، وهيمنة شريعة الغاب والاحكام العرفية.