عفرين بوست خاص
في إطار التعديلات التي يحاول الاحتلال التركي إدخالها على بنية المجتمع العفريني على كافة الصعد، كشف مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن الاحتلال التركي سيعمد خلال العام القادم إلى تغيير النظام التعليمي، في حال كان الاحتلال لا يزال مستمراً.
وقال مراسل “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي قام بتوزيع البطاقات الخاصة بتقديم الشهادات الإعدادية والثانوية للعام الجاري، لكن تسريبات أخرى تتحدث عن تعديل النظام الدراسي العام القادم، بحيث تكون شهادة التعليم الإعدادي في الصف الثامن، وشهادة الثانوية في الصف الثاني عشر، وإضافة امتحان اليوس، ليكون العام الدراسي الثالث عشر.
واليوس هو امتحان تركي للطلبة غير الاتراك، يمنحهم الاستحواذ عليه احقية الانتساب للجامعات التركية، وتتضمن مواد رئيسية هي اللغة التركية والرياضيات.
وحرم الاحتلال التركي عقب شنه العدوان في يناير العام 2018، أكثر من 49 ألف طالب من أبناء عفرين من التعلم بلغتهم الأم الكُردية، إضافة لحرمان المئات من طلاب جامعة عفرين ومعاهدها من إتمام تحصيلهم العلمي.
ومن الانتهاكات التركية لخصوصية الشعب الكُردي والوطن السوري، عمل الاحتلال التركي على إدخال رموزه وشعاراته وتعليمها لأطفال عفرين على أنها رموز وطنية، كوجود العلم التركي كمثال على مرادفة “العلم-AL” ضمن مقرر الصفوف الابتدائية، وهو ما يقدم برهاناً على محاولات الصهر القومي، وسياسات انكار وجود الشعب الكردي.
وبداية مايو الجاري، نشرت مواقع إخبارية كردية تقريراً، اكدت فيه انخفاض عدد المدارس التي تستقبل الطلاب في إقليم عفرين، من 324 مدرسة إلى 204 مدرسة، فيما قالت إن عدد الطلاب الذين يلقون التعليم فيها يصل الى 45 ألف، وأن أكثر من 70% من طلابها هم من المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً.
وبحسب المعلومات، تبين أن عدد الطلاب بكافة مراحل الدراسية قد بلغ 45 ألف طالب، حيث كان عددهم قبل الغزو على المدينة 49 ألفاً، كما أن مُعدل الطلبة من أبناء المستوطنين يبلغ 70%، أما نسبة الطلاب من السكان الأصليين الكُرد فتصل الى 30%.
وقبل الغزو التركي على إقليم عفرين، كان معدل الطلاب الكُرد يبلغ 95%، حيث كان هؤلاء يتلقون تعليمهم باللغة الكردية الخالصة في جميع المواد، بينما كان أبناء المكون العربي المقيمين في عفرين يتلقون تعليمهم باللغة العربية.
وبعد الاحتلال التركي، اقتصر تعليم الكُردية على تعليم مادة اللغة الكُردية فقط، فيما بات التعليم حالياً بالعربية إلى جانب ادخال لغة الاحتلال التركي بشكل إجباري للمنهاج.
وفي الوقت الذي كانت تنتقد فيه جهات حزبية ما تعتبره ادلجة للمنهاج من قبل “الإدارة الذاتية”، لم تبادر تلك الجهات حتى اللحظة لإصدار أي بيان يدين تهميش اللغة الكُردية، وإدخال لغة الاحتلال (التركية)، إضافة إلى الادلجة الدينية الفاضحة التي يسعى الاحتلال إليها، لتنشئة أجيال على أفكار متشددة وتعليم ديني مكثف!