ديسمبر 26. 2024

بعد أن سيطر المستوطنون على املاكه وقطعوا اشجاره.. مُهجر عفريني ينتحر في الشهباء!

بعد أن سيطر المستوطنون على املاكه وقطعوا اشجاره.. مُهجر عفريني ينتحر في الشهباء!

عفرين بوست-خاص

بثت وكالة (روماف-وجه الحق) أمس الاثنين، شريطاً مصوراً تعرض إلى جنوح مسن عفريني إلى الانتحار، بعد أن سلبه الاحتلال التركي اعز ما كان يملكه في الحياة، من فلذات كبد واملاك واشجار زيتون.

وعمد المواطن “صلاح الدين خليل عمر” إلى الانتحار خلال الأسبوع الجاري، عبر إطلاق طلق ناري على نفسه، مما أودى بحياته، ليكون ضحية جديدة من شهداء القهر، الذي انتجه إطباق الاحتلال التركي، وجرائم مسلحي مليشيات “الجيش الحر” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، إضافة إلى انتهاكات وتعديات عوائلهم من المستوطنين.

وينحدر الرجل الكردي الذي يبدو أنه في الخمسينات من العمر، من قرية بيله التابعة لناحية بلبلة\بلبل شمال إقليم عفرين، وقد أكد شقيقه أنه منذ العشرين من يناير العام 2018، موعد بدء الغزو التركي المعروف بـ “غضن الزيتون\غصن الدم” فقد بدأت عمليات السلب والنهب والسرقة والانتهاكات تتواصل بحق العفرينيين، بعد سنوات من تنعمهم بالهدوء والطمأنينة بعيداً عن صراع المليشيات الإسلامية والنظام.

وتطرق شقيق الضحية “صلاح” إلى أن الغزو التركي قد تسبب في تهجيرهم كسائر العفرينيين عن ديارهم (حيث تقدر نسبة المهجرين من عفرين بقرابة 70% من المجموع العام للسكان الكُرد)، فيما استولى المستوطنون على أملاك المهجرين الكُرد، وباتوا يشكلون قرابة الـ 70% من مجموع القاطنين في عفرين.

ورغم الألم والمصاب الأليم الذي حل بهم كباقي العفرينيين، يؤكد أبناء “صلاح” وأخوته أنهم سيواصلون تعلقهم بأرضهم، مؤكدين أن العفرينيين لن يتنازلوا عن حقهم في العودة إلى ارضهم واملاكهم، وأن العودة ستكون بفضل سواعد أبنائهم المقاتلين، وليس تفضلاً من اردوغان الذي كان السبب في مآسي العفرينيين وتهجيرهم.

والضحية “صلاح” اسم آخر يضاف إلى قائمة شهداء القهر، حيث اسفرت ممارسات المستوطنين ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي عن فقدان عدة مواطنين لحياتهم، نتيجة القهر الذي يشعرون به مع عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم التي أفنوا أعمارهم في بنائها.

وكان من هؤلاء المواطن “رمزي حسين” من قرية “ميدان اكبس”، الذي عاد إلى قريته بعد أشهر من تهجيره، لكنهُ كان مستولاً عليه من قبل أحد قادة المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي ويدعى “ابو مرهف الحمصي” وهو متزعم في مليشيا “فيلق الشام”، وقد أحاط نفسه ببعض إخوته وأخواته في المنازل المجاورة للمنزل الذي استولى عليه، لمنع أي شخص من الاقتراب من المنزل، ونتيجة تعرض المواطن الكردي “رمزي حسين” للتهديدات والشتم عند مطالبته بمنزله، استشهد المواطن الكُردي نتيجة اصابته بجلطة قلبية.

وفي التاسع عشر من أغسطس\آب العام 2018، توفى مسن في قرية “بربنده” التابعة لناحية راجو، إثر نوبة قلبية بعد تعرضه للسلب والنهب من جانب مسلحي الميليشيات الإسلامية، حيث توفى خليل حنان، البالغ من العمر 70 عاماً، بعد تعرضه لعملية سطو مسلح، إذ قام المسلحون بسلب ماشيته والأواني النحاسية من منزله وجراره الزراعي، ما أدى إلى وفاته بسكتة قلبية قهراً في اليوم التالي.

وبداية يناير العام الجاري، توفي كهلان كرديان من قرية “شرقيو” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، وهما “خليل احمد مصطفي” وزوجته “زينب” اللذين وافتهما المنية في وقت مُتقارب، خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، نتيجة القهر الذي لاقوه من مرارة اغتراب الأحبة، واستيطان الغرباء في مكانهم.

ويستقوي مسلحو المليشيات الإسلامية على العفرينيين بالسلاح والعدة التركية، مدركين أنهم قوة غاصبة للإقليم الكُردي، وأنهم ساهموا في قتل ما يقارب من 4 آلاف مُقاتل ومدني كُردي، من أبناء الإقليم، مع تقمص الغزاة من مسلحي المليشيات الإسلامية الرواية التركية بكون الكُرد انفصاليين، ليبرروا غزوهم للإقليم.

وكان رئيس النظام التركي اردوغان قد قال قبل غزو عفرين في يناير العام 2018، أن نسبة السكان الكُرد في عفرين تبلغ 40%، وأنه يريد أن يعيد عفرين إلى أصحابها الحقيقيين، في إشارة إلى مساعيه بالتغيير الديموغرافي في الإقليم الكُردي.

وأعلنت الداخلية التركية الأسبوع الجاري، أن 330 ألف من السوريين قد عادوا الى سوريا، ضمن المناطق التي تحتلها تركيا شمال البلاد، حيث يتم توطين غالبية هؤلاء في عفرين، إضافة للمستوطنين الذين تم جلبهم من ارياف حص ودمشق، كما يسعى الاحتلال التركي الى توطين مستوطنين من ادلب في عفرين بحجة المعارك هناك.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons