عفرين بوست- تقارير
بعد سيطرة ميليشيات “القوة المشتركة” الموالية لتركيا، بدأت بممارسة أفظع الانتهاكات في قرية الزيارة بريف عفرين الجنوب شرقي، ولم يسلم منها الرجال والنساء والأطفال.
خلال تسجيل صوتي أرسلته عدة نساء من القرية، تبين حجم الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء القرية ونسائها، وقالت إحداهن “تعرضت للانتهاك الجسدي من قبل عناصر الميليشيات، وجهوا السلاح إلى صدري وأجبروني على الذهاب معهم، وبعد ساعات أعادوني إلى بيتي ولن أستطيع الحديث عما حدث”، كل هذا حدث بعد قيامهم باعتقال زوجها لأيام.
تقول سيدة أخرى، يبدو من صوتها أنها في العقد الخامس من عمرها، إن نساء القرية خائفات جداً، “إذا لم يأتي أحد لإخراجنا من القرية، سنموت، لن نستطيع الاستمرار في هذا الخوف، الخوف من الاغتصاب والموت، أطفالنا لا ينامون، شبابنا هربوا خوفاً من القتل والاختطاف”.
تؤكد النسوة أنهن انتظروا طويلاً قافلة الإنسانية التي كانت من المقرر أن تأتي إلى قرية الزيارة، لكن المتبقين في القرية لم يجدوا أحداً، وفي ذاك اليوم الذي وصلت الأخبار عن انطلاق القافلة، تجمعت 10 نساء في ساحة القرية بالقرب من الفرن، لكن مع الوقت وانطفاء أمل وصول القافلة للأسف، جاء المرتزقة واختطفوا النساء.
تم نقل 10 نساء على الأقل إلى عفرين، وإلى اليوم لا توجد أي معلومات عن مصيرهن، وهنا تقول السيدة المسنة “حاولنا التواصل مع أشخاص في عفرين لمعرفة مصيرهن، لكن للأسف لم نصل إلى شيء، حياتهن في خطر”.
السيدة الأخرى في العقد الثالث من عمرها تتحدث عن تعرّض زوجها للضرب والاعتقال؛ “كل يوم يمرون على منزلنا ويهددونا بالقتل والذبح، لم يكتفوا بالاعتداء على جسدي، قاموا بتعذيب أطفالي الصغار، أحرقوا يد طفلي الرضيع وهددوني بقتل زوجي وشقيقه أمام أعيننا”.
وأضافت، “نحن في الجحيم، إذا لم تأتي قافلة أخرى لإجلائنا سنموت”، بهذه الكلمات أنهت السيدة كلامها في التسجيل الصوتي، وقالت إنها لا تملك وسيلة اتصال، لأن مسلحي الميليشيات صادرت هاتفها، وهي الآن تتحدث من هواتف الجيران، لذا تختم “لم يبقى أمامنا سوا ساعات قليلة، وإلا اعتبرونا أموتاً”.
هذا، ومعلومات عدة أكدت أن ميليشيات “الجيش الوطني السوري” قامت باختطاف عشرات النساء ومارسوا انتهاكات بحقهن، دعت منظمات حقوقية عدة لضرورة تقصي الحقائق والكشف عن هذه الانتهاكات وتقديم مرتكبيها للمحاسبة.