نوفمبر 28. 2024

حكومة دمشق تصدر بياناً مختزلاً حول المتغيرات الميدانية في ريفي حلب وإدلب، وسط تقدم قوات “تحـ رير الشّـ ام”

عفرين بوست ــ متابعة

أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة لحكومة دمشق، اليوم الخميس 28 تشرين الثاني/نوفمبر، بياناً رسمياً مقتضباً حول الهجوم الذي شنّه مسلحو “هيئة تحرير الشام”، يوم أمس الأربعاء، على قرى ومواقع في ريف حلب الغربيّ. جاء فيه: “في انتهاك سافر لاتفاق خفض التصعيد وبإيعاز من مشغليها الإقليميين والدوليين قامت التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية” والموجودة في ريفي حلب وإدلب بشنّ هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27/11/2024 مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق”.

وتابع البيان: “وقد تصدت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتقوم قواتنا بمواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف الوسائط النارية وبالتعاون مع القوات الصديقة وصولاً لإعادة الوضع إلى ما كان عليه”.

وبالتزامن مع المعارك الدائرة في ريفي حلب الغربي وإدلب الجنوب الشرقي، تم الإعلان عن زيارة مفاجئة للرئيس السوريّ بشار الأسد إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي تطورات الميدان سيطرت قوات “هيئة تحرير الشام”، يوم أمس الأربعاء، على القرى والمواقع التالية في ريف حلب الغربي: (الفوج 46، تلة الضبعة، عينجارة، السلوم، قبتان الجبل، كفربسين، القاسمية، حير دركل، بالا، الشيخ عقيل، معمل الزعتري، عاجل، بسرطون، أورم الصغرى، أورم الكبرى، عويجل، الهوتة، جمعية السعدية، جمعية المعري).

وأعلنت اليوم الخميس السيطرة على كل من: أرناز والشيخ علي ومعمل الزيت، إضافة إلى ريف المهندسين الثاني، كفرجوم، جمعية المناهل، جمعية الرضوان، جمعية أولي الألباب، بريف حلب الغربي، فيما الاشتباكات مستمرة في بلدة كفر ناها.

كما بدأت “هيئة تحرير الشام” الهجوم على جبهة جنوب مدينة سراقب وسيطرت على قرى كفر بطيخ وداديخ جوباس، وأعلنت وصولها إلى بدايات مدينة سراقب الجنوبية. وفي مقاطع مصورة عديدة ظهر مقاتلون شيشان وتركستان مشاركين في المعارك الحالية.

ونقلت وكالة نورث برس عن مصدر عسكري حكوميّ أنّ القوات الحكومية والقوات الرديفة لها، انسحبت من منطقتي المنصورة وكفر داعل غرب حلب، باتجاه خط الدفاع الثاني عن مدينة حلب القريب من حي حلب الجديدة.

وبحسب المرصد السوريّ لحقوق الإنسان ارتفع عدد القتلى العسكريين إلى 153 جراء المواجهات المستمرة بين “الهيئة” والفصائل وقوات النظام في ريفي حلب وإدلب.

المتغيرات الميدانيّة الأخيرة في ريفي حلب وإدلب غير مسبوقة منذ وقف الاتفاق الروسيّ ــ التركيّ لإطلاق النار في 5/3/2020، فالتطورات العسكرية الأخيرة بين قوات حكومة دمشق ومرتزقة الاحتلال التركي هي الأولى من نوعه منذ آذار 2020، رغم عدم التزام الأطراف المعنية به والخروقات اليومية له.

وجاء ذاك الاتفاق بعد مقتل 34 جندياً تركياً في إدلب في 27/2/2020. وتضمن إنشاء ممر آمن وإقامة حزام حول الطريق الدولي إم ــ 4 بعمق 6 كم على جانبي الطريق. وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق بدءاً من 15 مارس/ آذار 2020.

اللافت في هذه المعارك مشاركة مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ، بما فيها الميليشيات المختلفة فيما بينها، مثل ميليشيات “القوة المشتركة” و”الجبهة الشامية”، وهذه الميليشيات لا يمكنها الإقدام على مثل هذه الخطوة إلا بموافقة مباشرة من أنقرة، ما يعزز الاعتقاد أنّ المعركة الحالية قد بدأت بأمر من تركيّا، وليس بمجرد تنسيق معها، بعد مرحلة من المراوحة في المسار التصالحيّ بين دمشق وأنقرة، ويؤكد مراقبون أنّ أنقرة تسعى لتحصيل عامل ضغط عبر الميدان، لتجبر دمشق على خطوات في المسار التصالحيّ. 

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons