عفرين بوست
في إطار دورها الآثم، الذي لم يحترم الجيرة ولا التاريخ، تواصل المليشيات التي شكلها أهالي إعزاز دورها الدنيء تجاه الأهالي المنتمين إلى إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
فبعد أن ساهمت تلك المليشيات بالمسلحين والسماح للاحتلال بشن غزوه انطلاقا من اعزاز، عقب سنوات من الحصار، والقصف الذي كان يطال القرى الكردية في الريف الشرقي من عفرين، وإصابة عشرات المدنيين الكُرد خلالها، عمدت المليشيات التي يشكلها أهالي اعزاز مؤخراً، الى توسيع عمليات الاختطاف التي تطال المواطنين الكُرد المقيمين فيها، أو المارين عبرها.
وفي هذا السياق، تناقل ناشطون كُرد صورة مسربة من محادثة تطالب فيها المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، تطالب فيها بفدية عن 3 مواطنين كُرد من جنديرس وهم: ١- شرف الدين سيدو، ٢- رشيد حميد خليل من قرية بيليه، ٣- وابن رشيد اسمه محمد رشيد خليل.
ووفقاً للمعلومات، فإن المليشيات تطالب منذ أسبوعين بفدية مالية وقدرها ١٠٠ ألف دولار أميركي، فيما قام مسلحو اعزاز بتعذيب المواطن “شرف الدين سيدو” بشكل وحشي عقب تسريب صورة محادثة الواتس اب التي طالبوا عبرها بمبلغ الفدية.
وقام مسلحو اعزاز بتصوير مقطع مصور للمواطن شرف الدين، طالب فيها أبنائه (حمودة وجوان ولزكين)، ببيع السيارة وبيع بيته في حلب، علهم يستطيعون دفع مبلغ الفدية، مؤكداً تعرضهم للتعذيب بشكل يومي، فيما بدت آثارها والدماء واضحة على جسد ووجه الكهل الكُردي، دون أن يظهر المختطفان الآخران.
ولا يعد اختطاف المواطنين الكُرد الثلاث ظاهرة جديدة، فبعد أن عاثت دماراً ونهباً وسطواً وسرقةً وخطفا في عفرين وريفها، يبدو أن المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً، وخاصة تلك التي ينتمي مسلحوها إلى مناطق ريف حلب الشمالي كـ اعزاز ومارع ومنغ وتل رفعت وغيرها، تحاول الانتقام من الشعب الكردي وتجربته الناجحة في إدارة نفسه بـ عفرين.
ففي الرابع من مايو الجاري، أفاد المراسل باختطاف المواطن “عبد الرحمن حنان سوكو” المنحدر من قرية عليقينا، وهي قرية صغيرة تقع في المناطق الزراعية بين قرية “بوفالونيه\بوفاليون” واعزاز. وكشف مراسل “عفرين بوست” حينها أن عملية الاختطاف تمت قبل أسبوعين من الإعلان عنها، من مدينة اعزاز حيث كان يقيم المواطن الكُردي هناك منذ فترة جيدة، فيما طالب المسلحون من ذوي المواطن عبد الرحمن بـ ١٠٠ ألف دولار مقابل الإفراج عنه.
ولا تعد عملية الاختطاف إلا وسيلة من وسائل المسلحين في ابتزاز الأهالي للحصول منهم على الأموال، وهي آلية مُتبعة بإشراف الاحتلال التركي الساعي إلى تهجير أكبر قدر ممكن من السكان الكُرد من عفرين، بغية توطين عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية في الإقليم الكردي.
وتأتي رغبة مليشيات ريف حلب الشمالي التابع لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في الانتقام من أهالي عفرين، من كون الكُرد كانوا الوحيدين في منطقة شمال غرب حلب، الذين كشفوا خداع الاحتلال التركي ولم يقبلوا بتحولهم إلى أدوات تركية لقضم الأراضي السورية أو تبرير الاحتلال بحجة مناهضة النظام او السعي الى اسقاطه.
وأكد الكُرد أن المشكلة السورية ليست في شخصيات الحكم او انتماءاتها الطائفية، وإنما في شكل النظام الحاكم (المركزي) الذي يسمح للاستبداد بدق جذوره في الأرض، وطرحوا الفيدرالية كحل لسوريا المستقبل، بما يسمح لجميع المناطق السورية بحكم نفسها ضمن نظام تشاركي ديمقراطي، وهو ما كان سيسمح للمعارضة بالاحتفاظ بمناطقها فيما لو قبلت بالتشارك مع قوات سوريا الديمقراطية.
لكن تعارض ذلك المشروع مع المشروع التركي الساعي لاستبدال (نظام الحزب الواحد) الحاكم في دمشق بآخر يقوده الإخوان المسلمين، ليكون تابعاً لأنقرة، دفع الاحتلال التركي لتصويب نيران ميلشياته تجاه الكُرد، وشركائهم في قوات سوريا الديمقراطية، تاركين عدوهم الافتراضي (النظام) خلف ظهورهم!