عفرين بوست – تقارير
في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الأتراك على أعلى المستويات الحديث عن مواصلة المسار التصالحيّ واستمرار اللقاءات على المستويات الأمنيّة والتطلع إلى لقاء قمة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان و بشار الأسد، تروّج أوساط المعارضة والميليشيات التابعة لها لقرب عملٍ عسكريّ كبيرٍ في ريف حلب الشماليّ.
من جهة ثانية تشهد إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” المصنّفة على قوائم الإرهابِ تصعيداً عسكريّاً من قبل قوات النظام السوريّ وتستهدف يومياً مواقع الهيئة بالقصف المدفعيّ والطائرات المسيّرة، بينما تواصل “تحرير الشام” تحضيراتها لهجوم مزعوم!
وفيما تواصل إسرائيل استهداف مواقع القوات الإيرانيّة، بالتزامن مع الحرب على حزب الله لبنان، وقد انعكس بشكلٍ مباشر على واقع الانتشار العسكريّ في سوريا. الأمر الذي فرض على القوات الإيرانية وحزب الله انسحابات أو إعادة الانتشار العسكريّ، وبخاصة في ريف حلب، وبذلك دفعت حكومة دمشق بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريفي إدلب وحلب من جهة مناطق سيطرتها.
“تقييم تركي ميداني عسكري، دون إعلان عمل عسكري محتمل على الأراضي السورية”
من جهتها أجرت أنقرة تقييماً عسكريّاً عبر زيارة ميدانيّة لوفدٍ عسكريّ رفيع المستوى برئاسة قائد القوات البريّة إلى إدلب وعفرين، وذلك لاستيعاب المتغيرات المحتملة. ولم تتحدث عن عملٍ عسكريّ محتمل، بل جعلت التهديد في إطار الإعلام. خلافاً لعادة أنقرة التي يصدر التهديد فيها من أعلى هرم السياسة.
معلوم أنّ أي عملٍ عسكريّ تقوم به تركيا، يسبقه إعادة صياغة للميليشيات التابعة لها، فتنقلها وتعيد انتشارها على خطوط التماس، إلا أنّ هذه الميليشيات حالياً تمرّ بحالات توتر على خلفيّة أوامر تركية بحلّ ميليشيا “لواء صقور الشمال”، وبدأ الانقسام الفصائليّ بوضوح ما بين ميليشيات تركمانيّة وأخرى ذات خلفيّة عربية، وكلمة السرّ أنّ مسلحي ميليشيا “صقور الشمال” ينحدرون من جبل الزاوية في إدلب. ولذلك كان انضمامها إلى ميليشيا “الجبهة الشاميّة” متوقعاً لأنّ هي الأخرى مهددة بالتصفية.
موسكو تسعى لإنهاء ملف إدلب، وأنقرة تتطلع إلى إنهاء وجود الكُرد في ريف حلب الشمالي، ولكن فرص التوصل إلى اتفاق مقايضة صعب في هذه المرحلة، ويعارض المسار التصالحيّ الذي ترعاه موسكو بين أنقرة ودمشق، إلا إذا تم إعلان “نعي” لهذا المسار.