عفرين بوست-خاص
منذ بداية ابريل الماضي، بدأ الاحتلال التركي تشييد جدار للفصل العنصري بين إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وباقي المناطق السورية، في خطوة أكدت المساعي الاحتلالية لتركيا، الساعية لضم الإقليم بغية ترسيخ التغيير الديموغرافي ومنع السكان الأصليين من العودة.
صور ومقاطع فيديو بثت للمجنزرات التركية وهي تهدم الأبنية والبيوت التي هُجر سكانها في قرية جلبرة\جلبل التابعة لناحية شيراوا، إضافة لقريتي مريمين وكيمار، فيما عمد الاحتلال الى وضع جدران اسمنتية جاهزة بارتفاع ثلاثة أمتار، في خرق فاضح للقانون الدولي، متعديةً على حدود دولة مجاورة، لا يزال نظامها يلتزم الصمت، دون تقديم أي شكوى لمجلس الامن، مما يثبت تورطه هو الآخر فيما يجري.
أهالي عفرين في الداخل، والذين تقدر نسبتهم حاليا بقرابة 35% من مجموع القاطنين في الإقليم، مقارنة بنسبة المستوطنين المُقدرة بـ 65%، يؤكدون أن الجدار له هدف رئيسي (نفسي)، الا وهو احباط عزيمة الأهالي بآمالهم في تحرير إقليمهم من نير المحتل التركي ومسلحيه.
وفي هذا السياق، قال مواطنون لمراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، أن بناء الجدار جاء بالتزامن مع انهاء تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات سوريا الديمقراطية، والدعوات التي وجهت للقوات بغية تهيئة الأجواء الدبلوماسية لشن حملة عسكرية لتحرير الإقليم الكردي.
مضيفين أن مخاوف الاحتلال التركي من تحول تلك الدعوات إلى عمل حقيقي دفعه إلى تنفيذ هذه الخطة، عبر تشييد الجدار للفت الأنظار نحوه، وبالتالي دفع السكان الأصليين الكُرد في الداخل والمهجرين في الشهباء، لقطع آمالهم بعودة عفرين إلى أهلها وإحباط نفسياتهم.
وأكد المواطن أبو جوان من مركز عفرين في حديثه لـ “عفرين بوست” أن “الاحتلال التركي سعى من خلال اثارة موضوع الجدار الى احباط عزائم الأهالي الذين عادت إليهم الآمال بالتحرير عقب انتهاء داعش في الباغوز، حيث كان ينتظر الأهالي بفارغ الصبر الإعلان الرسمي لبدء حملة تحرير عفرين”.
مستدركاً: “ندرك بأن التوافقات السياسية الحالية صعبة، لكننا لا نقطع الامل، ونطالب أهلنا في الشهباء بأن لا يقطعوه، وعلى كافة الأحزاب الكردية أن ترفع من سوية عملها النضالي، فخمسون عام من النضال في وجه السلطة في كفة، والنضال لأجل تحرير عفرين في كفة أخرى”.
بدورها قالت السيدة أم عزيز من مركز عفرين في حديثها لـ “عفرين بوست” أنهم “كأهالي عفرين مستاؤون من غياب النشاطات الدبلوماسية للأطر والأحزاب الكردية”، مضيفةً: “عفرين ليست لطرف سياسي واحد، عفرين لكل أبنائها، لماذا لا تتحرك كل الأحزاب وفقأ لعلاقاتها في الخارج بغية إيصال صوتنا، نحن لن نتأقلم مع الاحتلال، ونعيش على أمل التحرير، خلاص عفرين ليس مهمة جهة سياسية معينة، إنها مسؤولية جماعية، اعملوا لأجل عفرين”.
ويبدو أن أهالي عفرين في الداخل مدركون تماماً للمساعي التركية من بناء الجدار، وهدفها في القضاء على آمالهم بتحرير إقليمهم وإعادة المهجرين، لبناء ما دمره المحتلون وما احرقه المسلحون وما سرقه المستوطنون، لكن الاحتلال لا يدرك بأن العفرينيين لا ييأسون مهما طال الزمن، وسيستمرون بالعمل حتى زوال ليل الاحتلال، وشروق شمس الخلاص والتحرر على يد أحفاد “كاوا الحداد”!