عفرين بوست-خاص
من إقليم للتسامح وقبول الآخر، مُحتضن لشتى الطوائف والأديان، إلى مرتع للتطرف والتشدد الديني، المُستمد من فكر تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، هو ملخصٌ محاولات الاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
فصورٌ جديدة تناقلها ناشطون لكتيبات يجري تدريسها في المساجد والجوامع، تقدم برهاناً جديداً على مساعي الاحتلال والمستوطنين لزرع التطرف والتشدد الديني في عقول أطفال في عمر الورود، وحضهم على رفض الآخر وتكفيره.
وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أنه يجري تشجيع الأطفال على الحضور إلى دورات دينية ضمن الجوامع والمساجد، عبر تقديم بعض الهدايا البسيطة لهم، كالمقبلات وبعض قطع البسكويت، إضافة إلى منحهم “عداد البسملة!”.
ويحض الاحتلال التركي عبر هيئات دينية وتعليمية ومن خلال المناهج التي اقرها للتعليم في الإقليم الكُردي السوري المُحتل، إلى توجيه الأطفال نحو التدين، بغية تحضيرهم لاحقاً ليكونوا جنداً في خدمة تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، واحلام تركيا التوسعية من خلفهم.
ويأتي تشجيع الاحتلال التركي للدورات الدينية استكمالاً لسياساته الطائفية التي يعمل على تغذيتها منذ احتلال عفرين آذار العام 2018، حيث افتتح العديد من المعاهد والهيئات الدينية.
فقد افتتح الاحتلال التركي بالتعاون مع “تجمع شباب تركمان سوريا” معهداً دينياً باسم “معهد الفَتح المُبين”، في قرية كورزيليه/قرزيحل التابعة لمركز إقليم عفرين الكٌردي، لتخريج أطفال بأعمار صغيرة جداً من دورات تحفيظ القرآن من المعهد المذكور.
وفي سياق متصل، افتتح الاحتلال التركي مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا” مكان الثانوية الشرعية وسط مدينة عفرين، ويُعرف أن مدارس” باشا كاراجا” تعتبر من أكثر المدارس الدينية رواجاً في تركيا، وتخرج منها الكثير من الشخصيات بينها أردوغان.
وفي السادس من فبراير الماضي، حصلت “عفرين بوست” على صور جلاءات الاحتلال التركي التي وزعت في عفرين، وتتضمن قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية!، حيث تضمنت قائمة المواد الدينية، المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، والتي خصص لكل منها خانة في الجلاء!
وفي التاسع من ابريل الماضي، أظهر مقطع مصور تابعته “عفرين بوست” قيام إحدى المنظمات العاملة تحت عباءة العمل الخيري، بتعليم الأطفال في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، للصلاة مع توزيع مجموعة من المقبلات على الأطفال لدفعهم نحو المشاركة معهم في تلك الأنشطة.
ويقوم هؤلاء بتلقين الأطفال طريقة الصلاة، عبر تجميعهم حولهم على شكل حلقة، حيث تتواجد مجموعة من الأطفال بين ذكور واناث تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 10 سنوات تقريباً، فيما بينت مشاهد مصورة أحد الأطفال وهو يتلو آيات من القرآن، يعقبه طفل يشرح كيفية القيام بالوضوء، بينما يترافق المقطع المصور بأغنية من الطراز الإسلامية تقول “شمس الهدى اشرقت!”.
وتشير اغنية “شمس الهدى اشرقت” إلى الرواية التي تتبناها المليشيات الإسلامية والمنظمات العاملة في كنفها، في التعامل مع الشعب الكُردي على أنه مُلحد أو كافر، وهي الحجة التي برر من خلالها الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً القتال ضد أبناء الشعب الكُردي في عفرين.
ويبرر الموالون للتنظيم المصنف إرهابياً تهجيرهم للعفرينيين من ارضهم عبر تعاونهم مع الاحتلال التركي، وسرقة أملاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”.