عفرين بوست ــ متابعة
في مسعى إنتاج مشهد دعائيّ رافض للانتخابات البلدية التي أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إجرائها في 11 يونيو/ حزيران الجاري، أوعزت سلطات الاحتلال التركيّ لمواليها للقيام بسلسلة أنشطة رافضة لها، من بينها ما سُمّي “مؤتمر العشائر العربية”، الذي حضره أشخاص كُرد موالين لتركيا.
دعا ما يسمى مجلس العشائر والقبائل السورية إلى عقد مؤتمره الخامس يوم الإثنين 3/6/2024 في بلدة سجو بمنطقة أعزاز المحتلة، تحت شعار “نحو سوريا موحدة خالية من الإرهاب والاستبداد والتطرف”، وجاء عقد المؤتمر متزامناً مع حِراك تدفعه سلطات الاحتلال التركيّ لتوظيف الصوت العشائريّ في سياقِ زيادة الأصوات المعارضة للانتخابات البلديّة المزمع إجراؤها في مناطق الإدارة الذاتيّة.
وقد صرّح المدعو” آزاد عثمان المنحدر من قرية ماراته غربي مدينة عفرين” الذي حضر المؤتمر قائلاً: كلنّا حضرنا إلى هنا لنقول، إنّنا نندد ما يحدث في مناطق الإدارة الذاتية، وأننا ضد الانتخابات البلدية، وهذه الانتخابات غير شرعية، وهي تهدف لتقسيم بلادنا، وكما نقول إننا نريد سوريا ديمقراطية موحدة ولن نقبل بتقسيم بلادنا.
من جانبه صرّح المدعو شيخ محمد جلوسي الذي عرّف نفسه بأنه شيخ عشيرة الشكاك في عفرين قائلاً، إنه حضر إلى مؤتمر العشائر العربيّة كمجلس عشائر كُرد عفرين، وأنّهم يمدون أيديهم إلى أيدي العرب والعشائر الأخرى، ويطالبون بسوريا ديمقراطيّة تعدديّة موحدة، ليكونوا معاً قادرين على مواجهة أي عمل إرهابيّ، ويؤكدون على تفعيل دور المؤسسات وإقامة دولة القانون والسيادة.
اللافت أنّه خلافاً للشعار الذي عُقد المؤتمر تحته والذي يشير إلى عنوان سوريّ عام، فالمؤتمر كُرّس لغاية أساسية وهي إنتاج مشهد إعلاميّ ودعائي مناهض للانتخابات البلدية في مناطق الإدارة الذاتية، حيث جاءت الكلمات متناغمة مع موقف حكومة الاحتلال التركي وتصريحات مسؤوليها، الذين رفعوا السقف إلى حدّ التهديد بشن عدوان جديد. وكان إحضار أشخاص كُرد موالين لتركيا في المؤتمر بهدف الإيحاء بوجود شكلٍ صوريّ من الإجماعِ والاتفاق حول موقف موحّد، فيما الحقيقة أنّ ما يحدث في مجمل المناطق المحتلة مجرد صدى لمواقف حكومة الاحتلال وتصريحات مسؤوليها.
وفي سياق المواقف الرافضة للانتخابات البلدية في مناطق الإدارة الذاتية تمّ تنظيم مظاهرات يوم الجمعة الماضية في عدد من المدن والبلدات الخاضعة للاحتلال التركيّ لأجل استنهاض شكل شعبي، كما نظّم ما يسمى المجلس الإسلاميّ السوريّ الذي يهيمن عليه تنظيم الإخوان المسلمين ندوة حول الانتخابات أيضاً لإضفاء توصيف دينيّ على موقف الرفض.