عفرين بوست – خاص
علمت “عفرين بوست” من عدة مصادر عاملة في المنظمات الإغاثية، أبرزها جمعية العيش بكرامة لفلسطيني 48، أن تركيا تجهّز لإرسال 160 عائلة فلسطينية إلى إقليم عفرين المحتل، كدفعة أولى بغية توطينهم فيها.
وقالت المصادر إن تلك العائلات يتم إدخالها إلى الأراضي التركية تحت مسمى “جرحى الحرب ومرضى السرطان” وبرعاية الهلال الأحمر القطري، ليتم نقلهم فيما بعد إلى المستوطنات التي تم بناؤها في ناحية جنديرس وخاصة المستوطنات المقامة في محيط قريتي دير بلوط وشاديريه/شيخ الدير لتوطينهم فيها.
ونزح مئات آلاف الفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، وإجبار سكان شمال قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية.
من جهتها، ترفض مصر رفضاً قاطعاً تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة بالنزوح داخلياً أو خارج أراضيهم، مؤكدة رفضها إفراغ قطاع غزة من أهله، وتنفيذ مخطط إسرائيلي بتهجير الفلسطينيين قسراً إلى منطقة سيناء.
كما رفضت المملكة الأردنية أي حديث أو سيناريوهات يتحدث بها البعض عن مرحلة ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها، مؤكدة أن ما يُطرح من سيناريوهات في هذا السياق “غير واقعي ومرفوض ولا يتعامل معها الأردن”.
وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، في 7 نوفمبر، إن “أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية خط أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب”.
بينما تركيا تستغل الأحداث وتلعب على وتر الجرحى الفلسطينيين بقصد نقل أعداد منهم إلى إقليم عفرين المحتل لترسيخ التغيير الديمغرافي من خلال توطينهم في المستوطنات المقامة بتمويل قطري.
وأعلنت بتاريخ 3 نوفمبر الجاري، استعداد بلاده لنقل مرضى السرطان من قطاع غزة إلى تركيا بأسرع وقت واستكمال علاجهم. وكشف وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، في 21 نوفمبر، عن إعداد قائمة تضم 50 مريضاً لإجلائهم من قطاع غزة كدفعة ثالثة، مشيراً أنهم أحضروا حتى اليوم 88 مريضاً من قطاع غزة، إلى جانب 62 من مرافقيهم، إلى تركيا.
إن جلب الفلسطينيين إلى إقليم عفرين المحتل ليس بجديد، فقد استقدم المسلحون مئات العائلات الفلسطينية بشكل خاص من مخيم اليرموك، بغية الاستيطان في أراضي المهجرين الكُرد، وقال مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في 15 فبراير 2020، بأن أعداد المستوطنين الفلسطينيين في الشمال السوري يبلغ قرابة الـ7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك.
ونقل ناشطون في 7/4/2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مدينة عفرين ومخيم المحمدية بريف جنديرس، وروّج الإعلام أنهم نُقلوا إلى منطقة الباب، فيما استوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينيّة.
ذكرت عفرين بوست في 18/10/2020 أن جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48 استولت، على الأراضي المحيطة بالعقار الذي استولت عليه بقرية تل طويل، في أيار 2020، لبناء جامع عليه بتمويل جمعيات إخوانيّة قطريّة.
وقد عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء مخيمات استيطانية عديدة في مناطق حدودية بين عفرين وتركيا، كما في قرية “سوركي” التابعة لناحية راجو، ومخيمات قرب قرى “دير بلوط” و”المحمدية”، وآخر بالقرب من مدينة جنديرس، في إطار خططه لإقامة حزام تركماني-إخواني على طول حدود عفرين مع تركيا، لتوطين أدواته فيها.