عفرين بوست ــ متابعة
مجدداً تنفذ عمليات اعتقال لقياديين من تنظيم “داعش” الإرهابيّ في منطقة تخضع للاحتلال التركيّ، فالمنطقة الآمنة التي تتحدث عنها أنقرة هي التي يحظى فيها قياديو وعناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ بالحماية والحرية.
قالت القيادة المركزيّة الأمريكيّة، في بيان أصدرته 25/9/2023، إنّ قواتها اعتقلت قياديّاً في تنظيم “داعش”ّ، بعد تنفيذ غارة بالحوامات في شمالي سوريا، يوم 23/9/2023.
وجاء في البيان “تم القبض على أبو هليل الفدعاني، وهو مسؤول العمليات والتسهيلات في تنظيم داعش بسوريا، خلال الغارة، وتشير التقديرات إلى أنّ للفدعاني علاقات في جميع أنحاء شبكة التنظيم بالمنطقة”.
ولم تكشف القيادة المركزية الأمريكية ولا قيادة التحالف الدوليّ معلومات إضافيّة حول “الفدعاني”، واكتفت بالقول إنّه لم يسقط أي قتلى أو جرحى من المدنيين خلال العملية.
وقال تروي غارلوك، المتحدث باسم القيادة المركزيّة الأمريكيّة إنَّ “إلقاء القبض على مسؤولين في تنظيم داعش مثل الفدعاني يزيد من قدرتنا على تحديد أماكن الإرهابيين واستهدافهم وإخراجهم من ساحة المعركة”.
وأشار مدير المرصد إلى أن عملية الاعتقال، تمت بناء على تعاون استخباراتي أمريكي مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تملك مصادر أمدتها بمعلومات وتفاصيل نقلتها لقوات التحالف الدولي. وأوضح عبدالرحمن، أنّ العملية نجحت في اعتقال شخصين آخرين، إحداهما عراقيّ والآخر سوري، إضافة إلى قيادي بارز بتنظيم داعش.
وتابع أنّ العناصر الإرهابيّة كانت في حماية تنظيمٍ موالٍ لتركيا، مؤكدًا أنّها “ليست المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ عمليات ضد الإرهاب، داخل المناطق الخاضعة للسيطرة التركية بشمال سوريا”، ما يؤكد انتقال العناصر الإرهابيّة من مناطق سيطرة (قسد) إلى مناطق أخرى توفر لها الحماية.
ورأى مدير المرصد، أن تلك العملية ليست ذات تأثير قوي بالنسبة للتنظيم، الذي لم يعد يعمل تحت قيادة هرميّة تدير العمليات، بل باتت هناك خلايا نائمة في مناطق متفرقة. ولفت إلى أنّ الخلايا النائمة لتنظيم داعش عادت للنشاط من جديد، بسبب عدم الاستقرار في سوريا، ونفذ التنظيم منذ بداية العام الحالي أكثر من 200 عملية داخل سوريا.
عملية “أم جلود”
وذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان، قبل يومين، أنّ القوات الأمريكية نفّذت إنزالاً جويًا على قرية “أم جلود” قرب مدينة رأس العين/سري كانيه المحتلة والتي تُسيطر ميليشيات تابعة للاحتلال التركيّ مضيفًا أنّه جرى القبض على 2 من قياديي داعش أحدهما عراقيّ الجنسيّة والآخر سوريّ.
ونقل موقع أخبار الآن عن مصادر سوريّة في شمال شرق سوريا أنّه جرى القبض على 4 أشخاص في الهجوم بينهم 3 من قيادات داعش في سوريا، خلال الإنزال الأخير الذي نفذته القوات الأمريكية وهم أبو طه العراقي، وهو قيادي داعشي عراقي الجنسية، وأبو هليل الفدعاني والذي يُعرف بكنية أخرى داخل التنظيم هي “أبو فهد الشنير”، وهو سوري الجنسية من أبناء عشيرة الفدعان.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإن الثلاثة (أبو طه العراقي، وأبو هليل الفدعاني، وأبو وائل الفدعاني) عملوا ضمن ما يُعرف بمكتب الأرض المباركة أو مكتب الشام، والذي يُمثل القيادة الإقليميّة لداعش في سوريا. وتولوا مسؤولية العمل على إعادة بناء شبكات داعش في شمال شرق سوريا والتي يوجد بها أكثر من 50% من إجمالي عناصر داعش في سوريا وعملوا على تنسيق عملية الدعم اللوجيستيّ لتلك الشبكات بما في ذلك نقل أموال حصلت عليه مفارز التنظيم عن طريق “الإتاوات” التي تفرضها على التجار، وعلى الشركات العاملة في نقل النفط في شمال شرق سوريا.
وأوضحت المصادر أن عملية اعتقال أبو هليل الفدعاني، ووائل الفدعاني، وأبو طه العراقيّ تمت نتيجة القبض على أفراد من التنظيم ممن يعملون في مهام الإمداد والدعم اللوجيستيّ، والذين أدلوا بمعلومات ساهمت في التوصل إلى هوية طأبو هليل الفدعاني” و”وائل الفدعاني”، والذين كان لا يبدو عليهما أنّهما من قيادات “داعش” وكانا يعيشان بصورةٍ طبيعيّة، وكان “أبو هليل الفدعاني/ أبو فهد الشنير” يسكن في قرية بير مليحان، قرب بلدة سلوك شمال محافظة الرقة، و”أبو وائل الفدعاني” هو نازح من محافظة حمص، ويسكن في منطقة جاموس الزيدي، قرب بلدة سلوك، ولديه بسطات على الطرقات لبيع المحروقات.
نفذت القوات الأمريكيّة العملية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطيّة بعد جمع معلومات عنهما والتوصل إلى أنّهم موجودان مع “أبو طه العراقيّ” في قرية أم جلود، ليلة تنفيذ الإغارة الأمريكيّة، صباح 24/9/2023، بدعم من طائرات الاستطلاع.