عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن الإقليم يعاني من غياب طقوسه التي لطالما عهدها حتى في أحلك ظروف الحصار والتهديد التي كانت تطال الكُرد من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، والتابعة للاحتلال التركي.
وأكد مراسلنا، أنه ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، لم يُقم أي بازار اربعاء، وهي كانت أشهر بازار يقام في الإقليم، رغم وجود أيام أخرى لبارزات ثانوية في مراكز النواحي الأخرى.
وعادة ما كان القرويون الكُرد يتوجهون إلى بازار الأربعاء، بغية بيع أي مواد زراعية من مواسهم أو من انتاج مواشيهم ولو بكميات صغيرة، وهو ما كان يوفر لهم دخلاً يقتاتون به، أو يشكل منفرجاً يمكنهم من تسديد مبالغ صغيرة لقاء حاجيتهم كزيارة الأطباء من قبل المسنين وغيرها.
حيث كان القرويون الكرد يتوجهون من مختلف قرى عفرين إلى البازار في يوم الأربعاء صباحاً، ليقوموا بعرض أي مواد يريدون بيعها سواء أكانت بكميات كبيرة أو صغيرة لا تتعدى في بعض الحالات الـ 5 كيلو غرامات.
ولعل أبزر المشاهد في البازار كانت جلوس السيدات أو الرجال الكرد على ارصفة شوارع البازار وهم يضعونها امامهم المواد التي يرغبون ببيعها لبعض الوقت، قبل أن يأتي التجار او الزبائن المتبضعون لشرائها، ليقوم البائع على أثرها بالتوجه إلى مركز المدينة لقضاء حاجياته ومن ثم العودة إلى قريته.
ويطلق مسمى البازار على ذلك الطقس الأسبوعي، كونه كان يعقد لمرة واحدة في الأسبوع، كما أن بضائعه هي في الغالب غير محددة السعر، حيث كانت تعتمد على التبازر بين البائع والشاري، وحاجة كل منهما للمال والبضاعة المعروضة للبيع، ولطالما كان الباعة يبيعون منتوجاتهم الزراعية او من مشتقات الالبان بمبالغ صغيرة بما يسد رمق حاجاتهم.
وكان المقر الأساسي لبازار الأربعاء سابقاً في مكان “ساحة الحرية\ميدانى آزادي” الحالي، قبل أن يُنقل في عهد النظام السوري إلى منطقة قريبة من المدينة الصناعية بالمدينة، على مقربة من الكراج القديم، فيما أسست الإدارة الذاتية كراجاً جديداً أمام البازار، وهو ما سهل الأمور أكثر على أهالي القرى القادمين للبيع أو الشراء.
وتقول المراجع التاريخية الكُردية، أنه وبغية تأسيس سوق جديدة في مركز مدينة عفرين، ونقل فعاليات سوق كلس إليها، أذاع الفرنسيون في ربيع عام 1927 خبر إقامة سوق أسبوعية “بازار” كل يوم أربعاء في “الجسر”، وهو الاسم القديم لموقع مدينة عفرين.
وقد دعوا كافة المواطنين إلى المشاركة في البازار الأول، وكان حينها “جميل آغا بافي” رئيسا لبلدية عفرين، فتوافد أهالي القرى المجاورة إلى عفرين بالطبل والزرنة، ودشنوا “بازار عفرين” في ذلك اليوم.