عفرين بوست-خاص
شنت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الخميس\الثامن والعشرين من مارس، حملة اختطاف طالت مجموعة من العاملين الكُرد في السلك التعليمي في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا، موزعين على مدارس (صالح العلي وميسلون وسليمان الحلبي)، كان بينهم كل من: “رشيد بيرم\مدير مدرسة سليمان الحلبي – بهزاد خليل – صديقة خليل – روناهي شيخ سيدي – جوليت.
وبعد عدة أيام من الاختطاف، أفرج المختطفون عن المدرسين يوم الإثنين\الاول من ابريل، بعد التحقيق معهم من قبل سلطات الاحتلال التركي ومسلحيه.
لكن لا يبدو أن الافراج عن المدرسين الكُرد قد نال رضى المستوطنين الذين جاءوا مع الاحتلال للاستيلاء على ارض شعب مهجر، تحت حجج وذرائع واهية.
حيث نشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تطلق على نفسها اسم “منبر معلمي عفرين-غصن الزيتون”، تحريضاً طال المعلمين الكُرد، فيما يتضح من تسمية الصفحة أن القائمين عليها، هم من المعلمين المستوطنين الموالين للاحتلال التركي في الإقليم الكُردي، والتي تتخذ من الشعارات الإسلامية رمزاً لها، مُبرهنةً تبعيتها لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في كثير من الدول.
وقال القائمون على تلك الصفحة: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما رأيكم بنشر لأغلب شخصيات وصفحات البي كي كي وypk. PKK عن الاساتذة التي تم اعتقالهم من قبل السياسية الخميس الماضي، والتهجم وشتم وسب الأخوة الأتراك، تُرى ما العلاقة بين هذه الشخصيات المصنفة ع قائمة الإرهاب لدى تركيا وبين هؤلاء الأساتذة، وماذا يترتب في حال تم إعادتهم إلى رأس عملهم). ويضيف هؤلاء المستوطنون: (أليس وجودهم خطر ع أبنائنا وع المنطقة ككل بعد الاعترافات من قبل صفحات pkk و ypk).
ويتضح بجلاء تبعية هؤلاء المستوطنين لفكر الاخوان المسلمين القائم على تمييع الانتماء القومي، ومحاولة بث النفس الطائفي المتشدد، الذي لطالما استخدمه الاتراك خلال فترة الاحتلال العثماني بغية إخضاع الشعوب الغير تركية، تحت حجة اخوة الدين ورفع يافطة “كلنا مسلمون”، لتبرير احتلال باقي الشعوب ونهب ثرواتهم، ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية على ارضهم.
وقال هؤلاء المستوطنون: (وهذه بعض تصرفات هؤلاء الأساتذة المنحرفين الذين باعوا دينهم وأعلنوا الولاء إلى قوميتهم علانية فكم طرد أ. رشيد بيرم أساتذة ذو كفاءات ومعلمين أفاضل لما رأى حالهم الاستقامة والالتزام ذنبهم أنهم من خارج عفرين وهذا الأمر ليس فقط عند بيرم وإنما فعله كثير من المدراء الأكراد في عفرين فأما إن كان الأستاذ كرديا او آنسة كردية يقوم بتعيينها مباشرة، وأما من تعين في التدريس بعد معاناة ووسائط لقي من حقده وعنصريته للإسلام مالا يخفى على كل ذي عقل، وتشاجر كثيرا مع المعلمين المستقيمين لما أبو أن ينصاعوا لدكتاتوريته وعنصريته وتضييقه عليهم وهو أخطر شخص على الإطلاق اذا يعتبر المرجع الأعلى والشيطان الأكبر).
وتشير المعلومات التي يحاول المستوطنون بثها عن المدرسين الكُرد إلى رغبتهم بإلحاق الضرر بهم وتحريض الاحتلال التركي لفصلهم، كي يستلم المستوطنون زمام الأمور بكاملها في عفرين، ويقوموا بنشر الفكر الديني المتشدد المستلهم من تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، أو دفع مسلحي المليشيات الإسلامية لخطف المدرسين الكُرد، وهو ما دأبت على فعله مع السكان الأصليين الكُرد منذ احتلال الإقليم الكُردي في الثامن عشر من آذار العام 2018.
وكانت ذات الصفحة التي يديرها المستوطنون الموالون لتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً في كثير من الدول، والتابعين للاحتلال التركي، قد حرضوا على عيد النوروز، حيث كان العيد القومي الكُردي قد منع من قبل مسلحي المليشيات بحجة أنه عيد المجوس والكفرة.
وطبقت المليشيات الإسلامية ذات الأدوات القمعية التي كانت يستخدمها النظام السوري قبل اندلاع الحرب الاهلية السورية العام 2011، لمنع الكُرد من الاحتفال بعيدهم، من عمليات ملاحقة للمواطنين وإطفاء للنيران والاختطاف والاعتداء على الكُرد الذين اوقدوا النيران.
وقالت المستوطنون الذين يديرون الصفحة: “#الأعاجم_(الكرد والفرس )#والنيروز.. قصص وروايات عجيبة اذا سمعتها من أفواه معتنقيها تذكرت قول نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يناصح أباه بترك عبادة الشيطان فقال:( { يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا }.. وهل كان أبوه إلا عابدا للأصنام فكل من اتبع الشيطان وما يريده وترك عبادة الله سبحانه وتعالى يكون قد عبد الشيطان شاء أم أبى كالذي يعبد الشمس أو النار أو اي مخلوق من المخلوقات قال الله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }”.
“فقصة الملك الضحاك والافاعي والنار من قصص الشيطان التي يرغبها كل منحرف وضال عن عبادة الله سبحانه وتعالى وعجبي أكثر من المسلمين الأعاجم الذين يحتفلون بها ويقيمون الأعياد وهم يخالفون دين ربهم وشريعة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام ويقومون بطقوس عباد النار والشمس وعندما أرى ارتباط هذا الأمر بالشهوات والملذات أتذكر قول الله تعالى: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}”.
مضيفين: “{ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ } فإن كنت مسلما فلا حاجة إلى تلك الخرافات والعبادات الوثنية التي انقضى عهدها بظهور الإسلام فلا يجمع في قلب العبد بين الشرك وبين التوحيد فتنبه أخي المسلم وتنبهي أختي المسلمة”.
وتشير هذه العينة من الأفكار التي يحاول هؤلاء المستوطنون نشرها عن الشعب الكردي، إلى الطريقة التي يفكرون بها تجاه الكُرد، فمنذ بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، تبنت المليشيات الإسلامية في تعاملها مع الشعب الكُردي رواية أنه مُلحد أو كافر، ليبرر من خلالها المسلحون الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين (المصنف ارهابياً في الكثير من الدول)، قتالهم ضد أبناء الشعب الكُردي، ورفضهم أن يتمتع هذه الشعب بالحقوق التي يدعي هؤلاء المسلحون أنفسهم أنهم قد قاموا بـ (ثورة) لأجلها!
وفي عفرين، استخدم المسلحون رواية أن الكُرد (كفرة وملحدون)، لتبرير تهجيرهم من ارضهم، وسرقة املاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، فيما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري، بسرقة كل شيء امام عدسات الكاميرات. وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!
كما تبنت الهيئات المدنية والسياسية التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمون بشكل مباشر أو بشكل مستتر كـ (الائتلاف السوري المعارض)، الخطاب التركي المُعادي للشعب الكُردي، من خلال إطلاق صفة العمالة للنظام السوري على “وحدات حماية الشعب” لتبرير عدم قبولهم بالكُرد في صفوف المعارضة.
أما الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية، فقد انتهجت بروبوغاندا خاصة، بناءاً على تعليمات الاستخبارات التركية، لصقت من خلالها كلمة “الانفصالية” بكل جملة ترد فيها “وحدات حماية الشعب”، لتأليب باقي المكونات السورية على الكُرد، وزرع روح العداء فيهم تجاهه.