عفرين بوست ــ متابعة
وصف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة وجود القوات التركيّة في سوريا بأنه غير شرعيّ، وأنّه يعيق تثبيت الاستقرار فيها جراء الاستمرار بدعم وحماية الإرهابيين.
عقدت، الأربعاء 23 أغسطس، جلسة لمجلس الأمن الدوليّ لمناقشة الأوضاع في سوريا، وتحولت الجلسة إلى سجالات وتبادل للاتهامات بين الأطراف الضالعة في الأزمة السوريّة.
المندوب السوريّ بسام الصباغ، أورد في حديثه جملة مسائل، أولها الاعتداءات الإسرائيليّة على مواقع في سوريا وطالب المجتمع الدوليّ بدورٍ فاعلٍ إزائها.
المسألة الثانية كانت محل تركيز أكبر في حديث صباغ، وتتعلق بالوجود الأمريكيّ شرق الفرات، وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة تواصل دعم التنظيمات الإرهابيّة وتوظيفها لها، فيما كان للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية حصة كبيرة من الانتقاد والتي وصفها بالميليشيات الانفصالية. كما انتقد الزيارات الأوربية ولقاءاتها مع الإدارة الذاتية.
انتقدها منفردة وأثنى عليها ضمن أستانه
المسألة الثالثة تتعلق بالوجود التركيّ في سوريا، حيث لفت صباغ إلى أنّ استمرار الوجود غير الشرعي للقوات التركيّة على الأراضي السورية، يعيق تثبيت الاستقرار فيها، وذلك جراء استمرارها بدعم وحماية الإرهابيين، بما في ذلك تنظيمات مدرجة على لوائح مجلس الأمن للكيانات الإرهابيّة، إلى جانب سياسات التتريك والتغيير الديمغرافي التي تخدم مصالحها.
وفي انتقال لافت تحدث صباغ عن مسار أستانه وقال إنّه حقق منذ إنشائه إنجازات مهمةً على صعيد تقليص مساحة الإرهاب في سوريا، وأنّ الدول المشاركة فيه أكّدت على نحو متكرر التزامها الراسخ بسيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتصميمها على متابعة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، والوقوف في وجه الأجندات الانفصاليّة، كما أدانت أنشطة التنظيمات الإرهابية والجماعات التابعة لها التي تنشط تحت أسماء مختلفة في أجزاء متعددة من سوريا.
والمفارقة أنّ تركيا التي أشار إليها المندوب السوريّ بالوجود غير الشرعيّ وأنّها تعيق الاستقرار وتدعم الإرهاب، هي في الوقت نفسه جزءٌ من مسار أستانه الذي يلتزم بسيادةِ سوريا ووحدتها والوقوف في وجه الأجندات الانفصاليّة.
اتهام لأوروبا وأمريكا بالوضع الاقتصاديّ
وفيما يتصل بالظروف الاقتصاديّة اتهم صباغ الاتحاد الأوروبيّ والولايات المتحدة، بفرضِ الإجراءات القسريّة الانفرادية غير الشرعيّة على الشعب السوريّ، وأنّ نهبها للثروات الوطنية يؤثر سلباً في الوضع الاقتصاديّ والاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أنَّ تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوري وتوفير البيئة المناسبة للاستقرار، وطالب برفعٍ فوريّ وغير مشروط لما وصفه بالإجراءات غير القانونية وغير الإنسانية، وإنهاء الوجود العسكريّ غير الشرعيّ على الأراضي السورية الذي يمنع شعبها من الاستفادة من موارده وثرواته الوطنية.
بيدرسون قلق
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، عن قلقه البالغ بشأن جمود العملية السياسيّة السورية، وأشار إلى تواصله مع جميع الأطراف من أجل دعم مواصلة العملية.
وفي إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدوليّ، رحّب المبعوث الأممي، بإمكانية إعادة انعقاد “اللجنة الدستورية” في سلطنة عمان، مشيرًا إلى ضرورة إعادة انعقادها بين كل الأطراف. وتحدث بيدرسون عن تدهور الأوضاع في سوريا ومعاناة السوريين داخل وخارج وطنهم بسبب “الصراع وغياب العملية السياسية الحقيقية”، حيث تجسدت تلك المعاناة في تدهور الوضع الاقتصادي.
مندوبة واشنطن تنتقد موسكو
وعلقت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، في كلمتها قائلة: “في الأيام الأخيرة، شهدنا احتجاجات سلميّة في مدن مثل درعا والسويداء، حيث دعا السوريون إلى تغييرات سياسية وطالب جميع الأطراف باحترام القرار 2254.
وأضافت أنّه “إلى أن تتحسن الظروف، لن تكون العودة الآمنة والكريمة للاجئين ممكنة، ولن يعود السوريون طالما أنهم يواجهون خطر التجنيد في الجيش السوري، والاعتقال ظلمًا، والتعذيب، والاختفاء القسري، وقد شهدنا العديد من حالات العائدين الذين تعرضوا للمضايقات أو ما هو أسوأ من ذلك”.
وتحدثت جرينفيلد عن بيان لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا الذي صدر في 15 آغسطس، والذي أعرب عن التطلع إلى استئناف عمل اللجنة الدستورية في سلطنة عمان بحلول نهاية العام.
وأشارت المندوبة الأمريكيّة إلى أنّ روسيا تدّعي دعمها عملية سياسيّة يقودها ويمتلكها السوريون، لكنها تحاول فقط استغلال الوضع من أجل النفوذ.
جلسة مهزلة
من جانبه قال نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إنَّ الولايات المتحدة، باختيارها المتحدثين، حوّلت اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا إلى “مهزلة ومشهد لا طائل منه ضد دمشق”. وأضاف: “نأسف لأنَّ الرئاسة الأمريكيّة قررت تحويل اجتماعنا إلى مهزلة ومشهد لا طائل منه ضد سوريا”.
أنقرة تجدد مزاعمها
وفيما تواصل أنقرة الاعتداءات على شمال سوريا عبر القصف المدفعيّ والمسيرات، وحملات الترحيل القسريّ للاجئين السوريين، فقد زعم مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة سادات أونال، أن حكومته ستواصل الحرب ضد الإرهاب والأجندات الانفصاليّة، بذريعة حق الدفاع عن النفس.
وفيما يتعلق بموقف تركيا تجاه اللاجئين، ذكّر أونال بأن بلاده استضافت ملايين اللاجئين السوريين لأكثر من عقد من الزمن. ولفت إلى أن تركيا هي الدولة التي تستضيف حاليًا أكبر عدد من اللاجئين، مؤكداً ضرورة تسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين وأن تكون جزءا أساسيا من الجهود المبذولة لحل الأزمة في بلادهم.