عفرين بوست-خاص
أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تواصل عقد الاجتماعات بين الضباط الروس وضباط من الاحتلال التركي في مبنى المجلس التشريعي لمقاطعة عفرين\السراي الحكومي، والذي تتخذه حالياً القوات المحتلة مركز رئيسياً لإدارة ميليشياتها المسلحة.
وأضاف المراسل أن الضباط استقلوا ثلاثة عربات تابعة لميلشيا الشرطة العسكرية ودخلوا إلى مدينة عفرين لعقد اجتماع مع الاحتلال التركي في مبنى المجلس التشريعي\السراي، في الساعة الواحدة تماماً من ظهر يوم السبت\العشرين من ابريل.
ونوه المراسل أن الاجتماع تم وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار للمصفحات التركية حول مبنى المجلس التشريعي سابقاً، مع قطع الطرق داخل المدينة.
وفي الوقت الذي يتخذ الاحتلال التركي من مبنى المجلس التشريعي مركزاً لإدارة اعماله العسكرية من تخطيط وتوزيع مهام على المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني) المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً في كثير من الدول، يحتل مجلس الاحتلال المحلي مبنى جامعة عفرين، ويتخذه مقراً!
ويهيمن الغموض والترقب على مستقبل عفرين وتل رفعت، في ظل مخاوف المواطنين الكُرد في عفرين من اقتطاع الاحتلال التركي لإقليمهم وضمه لتركيا بحجة استفتاء يبدو أنها تعتزم القيام به بعد استكمال خططها بتهجير السكان الأصليين الكرد، وتوطين المستوطنين من عوائل المليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً.
وعمد الاحتلال التركي خلال الأسبوع الماضي إلى إزالة أبراج الاتصال السورية من عفرين بغية قطع الاتصال بين أهالي عفرين في الداخل والمهجرين في الشهباء وحلب وغيرهما، كما بدأ بالعمل على وضع جدران عازلة بين القرى المحتلة في شيراوا والقرى الخاضعة لقوات النظام السوري، وهو ما اعتبره أهالي عفرين دليلاً دامغاً على الرغبة التركية في ضم الإقليم الكردي.
ويزيد تباين المواقف بين الروس والإيرانيين والنظام من ضبابية المشهد هناك، حيث قالت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في الثالث عشر من ابريل، إن روسيا تغض الطرف عن استيلاء تركيا على الأراضي السورية، ولفتت إلى اتفاق روسي تركي جديد لاحتلال تل رفعت، وأكدت أن النظام السوري وإيران يرفضان هذا الاتفاق.
وبحسب الصحيفة، أشارت تقارير إلى أن هناك اتفاقاً جرى بين كل من موسكو وأنقرة، على إثره قام الروس بدوريات مشتركة مع الجيش التركي في منطقة تل رفعت. كما تلفت الصحيفة إلى أن الوضع الراهن اختلف إلى حد كبير اليوم، ويبدو أن دمشق لم تعد تستمع إلى نصيحة موسكو وهي مستعدة للرد على العدوان.
كما رفضت إيران مطالب تركيا بالانسحاب من المدن ذات الأغلبية الشيعية مثل نبل والزهراء في الريف الشمالي من محافظة حلب. وأعلنت وحدات حزب الله بالفعل أنها ستدافع عن هذه الأراضي من أي عدوان تركي محتمل. ورأت الصحيفة الروسية أن كل هذه الحقائق تتحدث عن شيء واحد: روسيا في سوريا تتبع مصالح لا تتفق إلى حد ما مع أهداف النظام السوري وحليفها الرئيسي إيران.
وكان الآلاف من أبناء عفرين المهجرين في الشهباء قد توجهوا يوم الخميس\الثامن عشر من ابريل، صوب نقاط التنسيق الروسية الموجودة في المنطقة، وذلك للتنديد بالصمت الروسي حيال الاطماع التركية الساعية إلى تقسيم سوريا واقتطاع أراضيها.
ورفع المتظاهرون صور المئات من شهداء المقاومة في عفرين، إبان الغزو التركي على الإقليم الكردي والذي بداً عسكرياً في العشرين من يناير واستمر حتى الثامن عشر من آذار العام 2018، رغم أن الحرب لا تزال مستمرة على العفرينيين الصامدين في الداخل والمهجرين بأساليب وطرق شتى.
وتصاعدت المطالب بتحرير عفرين، مع ورود صور ومعلومات حول بناء الاحتلال التركي لجدار عازل بين قرى شيراوا المحتلة والقرى التي لا تزال بيد أبنائها الكُرد، حيث طلب مهجرو عفرين من روسيا إخراج الاحتلال التركي، وتحمل مسؤولياتها باعتبارها كانت السبب في إدخاله إلى إقليمهم.