نوفمبر 15. 2024

أخبار

بالصورة: تدمير مزار “شيخ محمد” في مسكة.. وسرقة جامع القرية!

عفرين بوست-خاص

في إطار جهوده لمحو الخصوصية القومية والثقافية في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، يواصل الاحتلال التركي تدمير الاوابد الاثرية والمعالم التاريخية والمواقع المباركة كالمزارات والمساجد، عبر تجييش مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني) التابعين لتنظيم الاخوان المسلمين (المصنف إرهابياً في العديد من الدول).

وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس تدمير مزار الشيخ محمد القريب من قرية مسكة، حيث جرى تدميره بشكل متعمد بالتركس من قبل مسلحي المليشيات.

إلى ذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس، تعرض جامع قرية مسكة فوقاني إلى السرقة بشكل كامل، من كل ما كان يحتويه من تجهيزات، كالسجاد والبرادات والمكيفات والفلاتر واللحف وغيرها.

ونوه المراسل أنه عقب احتلال القرية العام الماضي جراء الغزو التركي، عين المسلحون أحد المستوطنين كإمام للجامع، وبعد قرابة أسبوع فقط، لاحظ أهالي القرية اختفاء الإمام الذي عينه المسلحون، وقد سرق من الجامع كل التجهيزات التي كان يحتويها، مبقياً على بعض السجاد القديم البالي فيها!

وعقب ذلك، اضطر الأهالي في القرية إلى بسط السجاد البالي الذي تبقى لهم من الامام (اللص)، في مشهد ذكرهم بالمُفارقة بين ما يدعيه المسلحون (التابعون في غالبهم لتنظيم الاخوان المسلمين)، لمحاربة الكُرد باسم الدين، ومحاسبتهم الأهالي على من يؤدي الصلاة ومن لا يؤديها، وبين حقيقة هؤلاء في كونهم لصوص، قادرون على السرقة حتى من الجوامع!

وأكد مراسل “عفرين بوست” أن جامع القرية يعاني منذ سرقة الامام (اللص) لمحتوياته، من الإهمال والتسيب مع هيمنة المستوطنين عليه، وهو ما لم تعهد سابقاً في أي وقت، منوهاً أن حتى توابيت دفن الموتى الموجودة في الجامع، مرمية ضمن حرمه، دون أدنى اهتمام او رعاية من المستوطنين.

وخلال الفترة التي استلم فيها الامام (اللص) إدارة الجامع، قام المسلحون بجمع تبرعات اجبارية من أهالي القرية (5000 ليرة من كل بيت)، بحجة أنهم سيعمدون إلى تركيب طاقة شمسية لتشغيل مكبرات الصوت في الجامع (علماً ان كل الواح الطاقة الشمسية وانظمتها التي انتشرت بين سكان عفرين في عهد الإدارة الذاتية، قد جرى سرقتها من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية والمستوطنين)، ليتكفل الامام (اللص) بسرقتها ايضاً.

وتحتل قرية مسكة مليشيا احرار الشرقية، فيما يقودها متزعم يطلق على نفسه لقب “أبو فواز”، وهي مليشيا ينحدر غالبية مسلحيها من المنطقة الشرقية وبالتحديد من محافظة دير الزور.

ومنذ بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، تبنت المليشيات الإسلامية في تعاملها مع الشعب الكُردي رواية أنه مُلحد أو كافر، ليبرر من خلالها المسلحون الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين (المصنف ارهابياً في العديد من الدول)، قتالهم ضد أبناء الشعب الكُردي.

وفي عفرين، استخدم المسلحون تلك الرواية لتبرير تهجير الكُرد من ارضهم، وسرقة املاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، فيما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري، بسرقة كل شيء امام عدسات الكاميرات.

وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!

كما تبنت تلك المليشيات والهيئات المدنية والسياسية التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمون بشكل مباشر أو بشكل مستتر كـ (الائتلاف السوري المعارض)، الخطاب التركي المُعادي للشعب الكُردي، من خلال إطلاق صفة العمالة للنظام السوري على “وحدات حماية الشعب” لتبرير عدم قبولهم بالكُرد في صفوف المعارضة.

أما الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية، فقد انتهجت بروبوغاندا خاصة، بناءاً على تعليمات الاستخبارات التركية، لصقت من خلالها كلمة “الانفصالية” بكل جملة ترد فيها “وحدات حماية الشعب”، لتأليب باقي المكونات السورية على الكُرد، وزرع روح العداء فيهم تجاهه.

ومع تطور الحرب الاهلية وتوالي انكسارات الاحتلال التركي، فقد الاخوان المسلمون أي آمال لهم باحتلال عفرين عبر ميليشياتهم التي تسيطر عليها الفوضى والفساد والاحتراب الداخلي نتيجة المصالح الشخصية والفئوية، ليضطر الاحتلال التركي إلى شن عملية عسكرية في العشرين من يناير العام 2018، استخدم فيها أعتى صنوف الاسلحة المقدمة له نتيجة عضويته في حلف الشمال الاطلسي.

وتمكن الاحتلال التركي في الـ 18 من آذار العام 2018، من تحقيق المحال الذي كان يحلم به على مدار عقود، والمُتمثل بتهجير مئات الآلاف من سكان عفرين الأصليين الكُرد، وتوطين عوائل المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) المعروفة بولائها في المُجمل لتنظيم الإخوان المسلمين، بدلاً عنهم في الإقليم الكُردي.

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، تسعى جماعة الاخوان المسلمين بمختلف السبل المادية والمعنوية، بغية تثبيت المستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل المسلحين، للإقامة في إقليم عفرين الكُردي، مستفيدين من الدعم المالي المقدم من “قطر” التي تعتبر المُمول الأساس للتنظيم المصنف ارهابياً.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons