نوفمبر 14. 2024

أخبار

بعد مشهد تعذيب الجنود الأتراك للاجئين سوريين… موجة سخط عارمة والقلق يستبد بالسوريين حول مصيرهم

عفرين بوست ــ متابعة

كان نشر المحتوى الصادم لاعتداء قوات حرس الحدود التركيّ (الجندرما) بقسوة على لاجئين سوريين متزامناً مع حملة كبيرة ضد اللاجئين السوريين في عموم البلاد وعمليات الترحيل القسريّ إلى الحدود، ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على السوريين بل تجاوزتهم إلى المحيط الإخوانيّ في الخليج الذين أعلن تضامنه مع اللاجئين وانتقد سلوك السلطات التركيّة وحذر أردوغان من فقدان احترامه بين العرب والمسلمين.

ويظهر في المقطع المصور جنود أتراك وهم يدوسون على رأس أحد لاجئ سوريّ ويضربونه بعنف، فيما كان البعض الآخر ينتظر نصيبه من الإهانة والتعذيب. ووفقا لما هو متداول، فإنَّ الفيديو تم التقاطه في نقطة أمنية بقرية كفر لوسين، الواقعة ضمن حدود ريف إدلب. ونشر موقع “روسيا اليوم” الخبر بعنوان “جنود أتراك يعذبون سوريين بوحشية على الحدود!”. وقال الموقع: “يعد هذا الفيديو تجسيداً حياً للانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها السوريون على يد قوات الجندرما الاحتلال التركيّ”. وأضاف: “يعد هذا الفيديو تجسيداً حياً للانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها السوريون على يد قوات الجندرما الاحتلال التركي، حيث أنه منذ فوز الرئيس التركي أردوغان في الانتخابات الأخيرة، كان هناك تصاعد واضح في اعتداءات القوات التركية ضد السوريين، حيث تم تسجيل مئات الحالات من التعذيب والاعتداءات اللاإنسانية على اللاجئين السوريين.

موجة غضب واستياء

ومع انتشار الفيديو بشكل كبير، عبّر رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز ضويحي بن رميح عن غضبه الشديد من الإهانة التي تعرض لها الشبان السوريين. وقال في تدوينة له عبر “تويتر” مستنكرا ما جرى: “الشعب السوري ماي دري من وين يحصلها من بشار الجحش ولا من حرس الحدود الأتراك العنصريين، حسبنا الله ونعم الوكيل على كل حكومة خذلت الشعب السوري”.

وأضاف أن “أردوغان مسؤول أمام الله أولاً ثم أمام الأمم المتحدة التي تدفع له مقابل اللاجئين السوريين حتى التركي الكحيان شاف نفسه على الشعب السوري”.

ووجه “ضويحي” إنذاراً للحكومة التركية، مهدداً بحملة مقاطعة للمنتجات والسياحة في تركيا إذا تم اضطهاد السوريين. وتعهد رجل الاعمال الكويتي بأنه سيقوم هو بقيادة الحملة شخصيّاً مع التعهد بالترويج لها ماليّاً في حال تخلت الحكومات عن الشعب السوريّ”. وأضاف:” نحن الشعوب العربيّة لن نتخلى عنهم وسوف نعمل عليكم عقوبات شعبيّة عربيّة”.

وتسبب الفيديو بموجة غضب عارمة بين المغردين وخاصة السوريين، الذين استنكروا المهانة التي تعرض لها شبان عزل.

وفي هذا السياق، قال المغرد ماهر قاسم: “أقسم بالله القهر واصل لحدود الشمس الحامي ودمنا احمى منها الفاتورة أصبحت طويلة وثقيلة”.

وقال المغرد “فيصل” مستنكرا ما جرى: “هل هذا الجيش المحمدي هذا جيش مسيلمة الكذاب الذي يقول نحن الأنصار وأنتم المهاجرين”.

فيما قال المغرد “أبو أحمد”: “من أمن العقاب أساء الأدب”.

حملة تضامن إخوانيّة

تسببتِ الإجراءات التي تتخذها أنقرة بحق اللاجئين السوريين بموجةِ انتقادات في أوساط “الإخوان المسلمين”، فنظموا حملة تضامن مع اللاجئين السوريين وانتقدوا انتهاكات وتفتيش السلطات التركيّة عنهم وترحيلهم وحذّروا أردوغان من فُقدان احترامه من العرب والمُسلمين. وكان لافتاً دخول شخصيّات مُصنّفة “إخوانيّاً” ومُوالية للرئيس أردوغان على خطّ التضامن مع اللاجئين السوريين، وهم إذ عبروا عن رفضِ خطّة ما يسمونه العودة الطوعيّة، فإنّ بعضهم حمّل شخصياتٍ من المُعارضة التركيّة المسؤوليّة، وطالبوا الرئيس التركيّ بالتدخّل.

لكن الحقيقة أنّ المعارضة التركيّة التي خسرت الانتخابات الأخيرة ليست في موقع القرار، ولم يتجاوز موقفها من إعادة اللاجئين الوعود، فيما كل الإجراءات الفعلية تتخذها حكومة العدالة والتنمية. ومن الشخصيات الإخوانيّة التي انضمت لحملة التضامن الإعلامي علاء عثمان، الإعلاميّ في قناة “الجزيرة” أحمد منصور، أستاذ الشؤون الدوليّة بجامعة قطر ورئيس (مشارق ومغارب) محمد مختار الشنقيطي، وقال النائب الكويتيّ السابق وليد مساعد الطبطبائي “إنّ الانتخابات في تركيا أفرزت عن موجة عنصريّة حاقدة على العرب والسوريين قادتها المعارضة حتى صار (اطردوا السوريين) شعاراً انتخابيا”، وطالب “الحكومة التركية والرئيس أردوغان تحديداً بالتدخل لتعديل المسار كيلا يخسر شعبيته الكبيرة في الوطن العربيّ.. تكرار المضايقات العنصرية صار أمراً لا يطاق”.

اعتقال في المناطق المحتلة

في 21/7/2023 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة، المحامي والقاضي السابق في تنظيم “هيئة تحرير الشام” المدعو “عصام الخطيب” والشرعي السابق في التنظيم المدعو “أبو شعيب المصري” من بعد صلاة الجمعة أمام مسجد أبو بكر الصديق في مدينة ‎أعزاز.  وجاء الاعتقال بأوامر مباشرة من الاستخبارات التركية بعد نشر المحامي “عصام الخطيب” مقطع تعذيب الجنود الأتراك وضربهم المبرح لمواطنين سوريين، وانتقد صمت ميليشيات “الجيش الوطني” حول حادثة الاعتداء. وكتب: “لو كانت المناسبة نجاح أردوغان في الانتخابات لكانت بيانات التبريك والتهاني من فصائلنا تناطحت وتزاحمت في فضاء وسائل التواصل.. ولكن المناسبة هنا إهانة أبنائنا والدعس على رؤوسنا، فالقوم لا حس ولا خبر!!”.

أفاد “تلفزيون سوريا” بأن عدد المرحلين يبلغ يوميّاً نحو 100 شخص عبر منافذ العبور الحدودية الثلاثة باب الهوى وباب السلامة وتل أبيض. وأضاف موقع التلفزيون بأن 552 شخصا رحلوا عبر معبر تل أبيض فقط منذ مطلع شهر تموز/يوليو وحتى 12 من نفس الشهر، و838 شخصا خلال نيسان/أبريل و966 شخصا خلال أيار/مايو، و1538 خلال حزيران/يونيو وأكثر من 700 في منذ بداية يوليو/ تموز الجاري. وفي معبر باب الهوى شمال إدلب بلغ عدد المرحلين خلال النصف الأول من العام 6307 أشخاص.

تفتيش وتضييق على السوريين

في 16/7/2023 أدلى وزير الداخلية التركيّ علي يارلي كايا بتصريحٍ جاء فيه أنّ عمليات مكافحة الهجرة غير الشرعيّة من أولويات الحكومة في جميع الولايات التركيّة. وأضاف أنّه ستقلّص أعداد المهاجرين غير الشرعيين بشكل كبير خلال الأشهر الأربعة القادمة، وأن المهاجر غير النظامي، في حال ضبطه “سيحال إلى إدارة الهجرة لإصدار قرار الترحيل وسيمنع من دخول تركيا مستقبلاً”.

أعلنت السلطات في إسطنبول في 15/7/2023 تعليق إصدار تصاريح إقامة جديدة للأجانب بالمدينة “في إطار جهود مكافحة الهجرة غير النظاميّة ومواجهة التزايد الملحوظ لعدد الأجانب في إسطنبول”، إلا لحالات استثنائية تشمل الإقامة لأسباب صحيّة أو تعليمية أو تجارية دولية أو حالات اللجوء التي تشكل خطراً على حياة الأفراد.

وبالتوازي مع تصاعد خطاب الكراهية يشكو كثير من اللاجئين السوريين من التضييق عليهم في الآونة الأخيرة، وتصاعدت هجمات الأتراك عليهم على منازل ومحال تجاريّة لسوريين، وتم تداول مقاطع مصوّرة لاستهداف محال السوريين. آخرها اعتداء شابٍ تركيّ على مطعم سوريّ في سلطان غازي بمدينة إسطنبول مع ترديد جملة ستذهبون إلى بلادكم. وقد ازداد الأمر سوءاً اعتباراً من مايو/أيار 2022، حين أعلن الرئيس التركيّ ما سمّاه مشروع “العودة الطوعية”، والذي يهدف لإعادة مليون لاجئ سوري إلى شمالي سوريا في منازل أقيمت خصيصاً لهم.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons