عفرين بوست – خاص
كغيره من المحاصيل الزراعية في إقليم عفرين المحتل، تعرّض موسم السمّاق لهذا العام أيضاً لنزيف وخسائر فادحة جراء السرقات الواسعة التي نفذها المستوطنون، قبل أن يحن موعد قطافه من العام الجاري.
اضطرّ بعض الأهالي في قرى ناحية بلبله/بلبل إلى جنيه قبل أوان نضوجه، لإنقاذ ما تبقى منه بسبب استعجال لصوص من المستوطنين في سرقته وبيعه.
تقول سيدة كردية (رفضت الإفصاح عن اسمها لأسباب أمنية) إن السماق ينضح مع بدء نضوج العنب أي في أواسط شهر يوليو من كل عام، إلا إنها سارعت إلى تحويش ما تبقى من المحصول جراء السرقات التي قام بها المستوطنون الذين يحتلون القرية رفقة أبنائهم من مسلحي ميليشيات “السلطان مراد”.
وأكدت السيّدة العفرينية أن عمليات السرقة للمحصول جرت على نطاق واسع، وشملت القرى المجاورة لقريتها خليلاكا أبضاً.
من جهة أخرى، عبرت امرأة أخرى في قرية ديكه عن حسرتها لحرمانها موسم السماق لهذا العام بسبب إقدام مستوطنين يحتلونها العديد من منازل قريتها على قطع أشجار السماق الواقعة على أطراق الحقل الزيتون العائد لها.
وأضاف السيّدة العفرينية أن بعض أهالي قريتها ممن سلمت شجيراتهم يقوم بحراسة المحصول حتى حان موعد القطاف.
واجه موسم السماق الذي يعرف أيضاً بـ “الموسم الأحمر” تحديات وتعديات جمة في مختلف أرجاء الإقليم الكردي المحتل، بينها فرض الإتاوات.
ففي قرية كاخرية – ناحية موباتا/معبطلي، فرضت ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه/ العمشات” إتاوة مالية كبيرة على أهالي القرية، عقاباً لهم بسبب قيامهم بجني محاصيلهم دون أخذ إذن متزعم الميليشيا في القرية.
وأكد نشطاء محليون أن المدعو “أبو حسين العشارنة” فرض إتاوة /40/ ألف دولار على حوالي 70 عائلة من أهالي قرية كاخريه، بحجة أنهم قاموا بجني محصول السمّاق دون استئذانه!
وفي 9 يوليو الجاري، رصدت “عفرين بوست” قيام مسلحين يستوطنون في ناحية راجو، بسرقة محصول السماق من حقول أهالي قرية قيسم وديكة وزفنكة وعشونة وعلى الطريق الواصل بين قرى سوتيو وكوخرة وميركان، مهددين أصحاب الحقول بالسلاح إذا حاولوا منعهم أو الاقتراب منهم.
ويعد المحصول مدخلاً مهماً للاقتصاد المحلي، ويُباع كيلو السماق حالياً في أسواق المنطقة (على شكل عناقيد) بـ 30 ليرة تركية، أما السماق الحب بـ 60 ليرة تركية.