عفرين بوست ــ متابعة
في مقطع بث مباشر تحدثت زوجة أحد شهداء مجزرة جنديرس التي وقعت عشية عيد نوروز 20 مارس 2023، وأوضحت مجريات ما حدث معهم في أول جلسة لمحاكمة منفذي المجزرة، وأن المحكمة انحرفت عن مسارها الحقوقيّ والأخلاقيّ بالكامل إلى استفزاز عائلة الضحايا، كما تمت عرقلة أفراد عائلة الشهداء في طريق عودتهم على الحواجز عبثاً لترهيبهم.
تقول زوجة أحد شهداء مجزرة جنديرس: “اليوم مرت ثلاثة أشهر على قضيتنا وعقدت أول جلسة للمحاكمة وذهبنا إلى بلدة الراعي لحضورها، هناك تم استجوابنا وأخذ أقوالنا، وطرح المحامي وكيل المتهمين أسئلة استفزازيّة علينا فقال: هل أنتِ غاضبة من أبو حبيب؟ فأجبت: بل غاضبة من كل الجيش الحر”، وتضيف المواطنة: “تصوروا بعد مقتل أربعة أفراد من عائلتي يُطرح مثل هذا السؤال؟!”.
يُذكر أنّ المدعو “حسن الضبع” المعروف باسم “أبو حبيب خشام” ويشغل منصب مسؤول أمنيّ في ميليشيا “جيش الشرقية” وهو المتهم الأساسيّ في تنفيذ المجزرة، وولده “حبيب” هو أحد منفذيها، وتم إخلاء سبيله بأمر من المدعو “حسين حماي” متزعم ميليشيا “جيش الشرقيّة”.
وفي تقرير مفصل نشرته منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة في 16/5/2023، نقلت عن شاهد عيان أنّ المدعو “أبو حبيب” أعطى السلاح لابنه ومن معه وكان يقف على بعد 25 أو 50 متراً عن موقع الجريمة، ويضيف الشاهد “حينما انتهى الثلاثة من إطلاق الرصاص على الضحايا الأربعة، توجهّ حبيب ومن معه إلى حيث يقف أبو حبيب وسلّموه السلاح، فقال لهم: “اذهبوا الآن!”، فركب الثلاثة دراجة ناريّة وغادروا”.
تقول المواطنة الكرديّة في المقطع المصور أيضاً إنه “بسبب ما قلته في المحكمة تمت عرقلتنا في طريق العودة وتم توقيفنا زمناً أطول على حواجز أعزاز وكفرجنة وحتى عفرين وتهجموا على شقيق زوجي وحاولوا اعتقاله، وقالوا عنا: هؤلاء غاضبون من الجيش الحر”.
أضافت المواطنة الكرديّة مستغربة: هؤلاء يطالبوننا بمودتهم ومحبتهم بعدما قتلوا أربعة أشخاص من عائلتي، وألا نقول إننا غاضبون منهم! لقد اختلقوا علناً مشاكل واستغرقنا أربع ساعات بسبب إيقافنا المتعمد على الحواجز.
وأشارت المواطنة الكرديّة أنّ الغاية من كل ذلك تخويفهم وترهيبهم ليتوقفوا عن متابعة الدعوى التي رفعوها وإجبارهم على التنازل، وأكدت أنهم سيواصلون مسار الدعوى مهما واجهوا من مضايقات حتى وصل الأمر إلى القتل، فهم ليسوا أفضل من أفراد عائلتهم الذين قتلوا ليلة نوروز.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد أصدرت الأربعاء 22/3/2023، تقريراً عن المجزرة ألقت فيه المسؤولية على سلطات الاحتلال التركي وقالت: “بصفتها قوة احتلال وداعمة للفصائل المحلية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمالي سوريا، فإنّ تركيا ملزمة بالتحقيق في عمليات القتل هذه وضمان محاسبة المسؤولين عنها”.