وقع يوم أمس الأحد\السابع من ابريل، انفجار في مركز إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، نجم عن محاولة أحد المستوطنين زرع لغم على مقربة من مقر إحدى المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي.
وتناقل نشطاء من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي في عفرين، ما اسموه “صورة الارهابي الذي حاول زرع لغم وأنفجر به”، مضيفين أن “الاسم: عبد المنعم الزعبي، من ريف حمص، بلدة الرستن”.
وأضاف هؤلاء المستوطنون، أن المستوطن الذي قتل اثناء محاولته زرع اللغم “ضابط منشق ينتمي لداعش جاء لعفرين منذ 8 شهور تقريباً”، لتدين هذه المعلومات المستوطنين والمليشيات التابعة للاحتلال، بكونهم يشكلون حاضنة تحمي الدواعش وتؤمن لهم الملاذ الآمن.
وأكد الناشطون العفرينيون منذ بدء الغزو التركي لعفرين يناير العام 2018، أن الاحتلال التركي يستخدم الدواعش في هجومه على الإقليم الكُردي، حيث لم يتوانى هؤلاء عن بث مقاطع مصورة لغنائهم بنفس أسلوب داعش الخطابي، بهدف شحذ نفوسهم ضد المكون الكُردي في عفرين، ما دفع قادة المليشيات حينها لإصدار قرار بمنع المسلحين من بث أي مقاطع مصورة تحت طائلة المسؤولية.
وحول تفجير الاحد، وصل لـ “عفرين بوست” مقطع صوتي لشقيق المفجر عبد المنعم ويدعى منير الزعبي، قال فيها أن الصورة التي تم تداولها للقتيل هي لأخيه نعمة، مضيفاً: “من ساعة كان عندي، أكل كنافة وقلي انا طالع على البيت، شو فجر ما فجر حالو يا شباب”.
كما وصل لـ “عفرين بوست” مقطع صوتي آخر للمدعو أبو وفيق قال فيها: “هاد الزلمة فجر حالو جنب مقري، شو الأسباب ما منعرف”.
بدوره قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن المستوطن الذي يبدو أنه كان يعمل مع مليشيا الشرقية، حاول زرع لغم بالقرب من دوار القبان القريب من مقر مليشيا (البيانوني/الشامية) قبل أن تنفجر به وتمزقه ارباً.
وأوضح المراسل أن محاولة زرع اللغم هي نتيجة التوتر بين مليشيا الشرقية ومليشيا الشامية، وجاء ذلك بعد اقتتال حصل بين الطرفين على أوتوستراد المازوت لأكثر من ربع ساعة، حيث تتواجد مقرات لمليشيا الفاتح هناك، في حين يدعم الاتراك مليشيات “لواء السلطان محمد الفاتح” و”الجبهة الشامية”.
ولطالما اتهمت الميليشيات الإسلامية “وحدات حماية الشعب” بتنفيذ التفجيرات التي تقع في عفرين منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها آذار العام 2018، بهدف التملّص من المسؤولية، كما دأبت على شن عمليات اختطاف واسعة بين المدنيين الكًرد حصراً بعد كل عمل تخريبي.
لكن الناشطين العفرينيين لطالما أكدوا أن الميليشيات التابعة للاحتلال التركي هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي شامل لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية.
فمنذ احتلال عفرين، قسمت المليشيات الإسلامية بإشراف الاحتلال التركي قرى عفرين ومناطقها إلى قطاعات، حيث تتمركز مليشيا مُعينة في كل قطاع، وتحتكر لنفسها الاستيلاء على أملاك الكُرد المُهجرين وسرقة أملاكهم والاستيلاء على بيوتهم.
لكن خلاف تلك المليشيات على حصصها من المسروقات والنفوذ والحواجز، يدفعها في كثير من الحالات إلى تنفيذ تفجيرات تجاه منافسيها، ونسبها لتنظيم “داعش” أو القوات الكُردية، وهو أمر يتكرر في باقي المناطق التي يحتلها المسلحون من جرابلس إلى اعزاز.
وفي نهاية فبراير الفائت، قال مصدر محلي لـ “عفرين بوست“: “الأهالي الكُرد على إيمان أن للاحتلال التركي اليد الطولى في عمليات التفجير، وأن من يقوم بالتفجيرات هم مسلحو المليشيات الإسلامية أنفسهم”.
مُنوهاً أن سبب في وقوع التفجيرات وفق وجهة نظر العفرينيين، تكمن في رغبة قوى الاحتلال في زعزعة الأمن ضمن المنطقة، حتى لو كان بعض المستوطنين من بين الضحايا!
وشدد المصدر أن المليشيات الإسلامية لها مصلحة في وقوع هذه التفجيرات، كي تقوم بنسبها إلى المقاتلين الكُرد، وتشرعن لنفسها بالتالي تنفيذ حملات خطف جديدة بحق السكان الكُرد في المناطق القريبة من مواقع التفجير.
واستدل المصدر على ذلك بقيام المسلحين باختطاف “قرابة 50 مواطن كُردي من المنطقة الصناعية بحجة التفجيرات والتحقيق، عقب تفجير حافلة بالقرب من “دوار كاوا” القريب من المنطقة الصناعية، في العشرين من يناير، تزامناً مع فاجعة الغزو الأولى، حيث تستمر عمليات الخطف عقب أي تفجير لشهر كامل، ليتلوها تنفيذ تفجير جديد، وإعادة لمسلسل الخطف السابق”.