قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شرا\شران، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تواصل اختطاف المواطنين الأصليين الكُرد بحجج وذرائع واهية كالعمل مع الإدارة الذاتية السابقة أو موالاة وحدات حماية الشعب.
وفي هذا السياق، قال مراسلنا، أن المليشيات التي تحتل قرية قطمة بريف عفرين الشرقي، اختطفت ليل أمس السبت\السادس من ابريل، الشاب جوان حميد كلي\قرابة ثلاثين عام، من منزله في القرية، وذلك بعد أن تم تطويق المنزل.
وأكد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحي المليشيات الإسلامية عمدوا إلى دفع زوجة الشاب جوان اثناء محاولتهم القبض عليه، حيث جرت عملية الاختطاف بعد أن تدخل شقيق جوان وهو حجي حميد كلي\في الاربعينات من العمر، وجرى اختطافه هو الآخر واخذ الشقيقين، قبل أن يقوم المسلحون بفك اسر حجي بعد ساعات من خطفه، في حين بقي جوان قيد الاختطاف.
وقال مراسلنا أن المعلومات الأولية أفادت باقتياد جوان إلى إحدى المُختطفات التي يستخدمها المسلحون لاختطاف المواطنين الكُرد بالقرب من دوار كاوا بقلب مدينة عفرين.
وفي سياق متصل، أكدت إحصائية جديدة لـ “عفرين بوست” أن اعداد المستوطنين ازدادت في قرية قطمة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث باتت تقارب ما نسبته 80% من العدد الإجمالي للسكان في القرية.
وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شرا\شران، أن معلومات جديدة أوضحت أنه من مجموع يقارب الـ 845 منزل تتشكل منها القرية، وتتوزع على ثلاث مناطق (المفرق، قطمة الجديدة وقطمة القديمة)، فإن 160 منزل فقط، يقطنه السكان الاصليون الكُرد.
وكانت “عفرين بوست” قدرت في فبراير الماضي، نسبة العائدين للقرية من سكانها الأصليين الكُرد بـ 50 % تقريباً، لكن المعلومات الجديدة تبين أن النسبة قد انخفضت بشكل أكبر مع تهجير المزيد من العائلات الكُردية نحو الشهباء وحلب، حيث يتواصل خروج الأهالي الكُرد من عفرين وقراها، نتيجة ما يتعرضون له من انتهاكات ممنهجة بتخطيط واشراف الاحتلال التركي.
وتشير المعلومات الجديدة إلى أن كامل منطقة “المفرق” وهي منطقة مترامية على جانبي الطريق بين الأوتوستراد الرئيسي لطريق حلب-عفرين، قد تم الاستيلاء على جميع بيوتها، حيث يمنع أهلها من العودة إليها.
ويستولي على تلك المنطقة إضافة إلى منطقة شارع الفيلات ومطعم ميديا مسلحو مليشيا احرار الشرقية التي ينحدر غالبية مسلحيها من دير الزور، كما توجد مجموعات مسلحة تابعة للمدعو أبو الحسنين وهو متزعم للمسلحين من ريف حلب الشمالي.
وتتواجد في القرية العديد من المقرات العسكرية لمسلحي المليشيات الإسلامية، وهي في مجملها منازل مواطنين تم الاستيلاء عليها، كـ (صالة اوريا) ومنازل المواطنين: (جلال عزو، منان ياسين، حميد دادا في المحطة، حسين مراد) وآخرين.
وبالإضافة إلى احرار الشرقية، تحتل القرية مليشيات أخرى كـ مليشيا “الجبهة الشامية” ومليشيا اللواء 55، التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف حلب الشمالي كبلدات منغ وتل رفعت ومرعناز، إضافة إلى مليشيا الفرقة الشمالية التي تتألف من مستوطنين من حمص.
ويقوم المسلحون والمستوطنون في القرية بعمليات سرقة واسعة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي آذار العام 2018، وكان من بينها سرقة سيارة سرفيس للمواطن “صادق نجار” قبل شهر، قبل أن يتم إعادتها له عقب عدة أيام من سرقتها، كما تجري سرقة مستلزمات المنازل كجرات الغاز والزيت وغيرها، وهو ما يجبر السكان الأصليين الكُرد على البقاء في منازلهم وعدم إخلائها بالكامل.
اما على صعيد التجاوزات التي يقوم بها المستوطنون والمسلحون، فقال مراسل “عفرين بوست” أن عمليات قطع أشجار الزيتون طالت ممتلكات مجموعة واسعة من المواطنين ومنها (علي كجو 10 شجرات زيتون، يحيى دادا 50 شجرة زيتون، بشير معجونو 115 شجرة زيتون\تقليم)، كما قام المستوطنون بقطع الأشجار الحراجية الواقعة شمال القرية، حيث كان يتم قطع ما معدله 40 إلى 50 طن من الأشجار الحراجية بشكل يومي، مما قضى على قسم كبير جداً من الغابة الحراجية التي كانت متنزه لأهالي القرية، وعمدوا على الدوام للحفاظ عليها.
وأعلنت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في السادس من آذار\مارس العام 2018، احتلالها قرية قطمة الكُردية، عقب سقوط خطي الدفاع الأول في قسطل جندو والثاني في بوفالونيه، نتيجة القوة العسكرية المفرطة بحق المقاتلين الكُرد، من قبل سلاح الجو التابع للاحتلال التركي.
وعقب دخول المليشيات الإسلامية إلى القرى الكُردية، عملت على توزيع ممتلكات السكان على مسلحيها، وفق تصنيف تطلق عليه “قطاعات”، حيث يتكون كل “قطاع” من قرية او قريتين، او بالإمكان مُشاركة أكثر من مليشيا في القرية ذاتها، عبر كتابة أسماء المليشيات المستولية على كل منزل، على الجدران الخارجية له.
وتحاول المليشيات الإسلامية ترهيب الأهالي وافقارهم، عبر حملات سرقة ممنهجة طالت جميع ممتلكات المهجرين، وسبق أن تم اعتقال (زوج وزوجته) في قرية “قطمة”، نتيجة تصديهما للسرقة التي طالت بيوت اقربائهم المُهجرين، حيث جرى خطفهما لأسبوعين، إلى جانب سرقة ممتلكاتهما بما فيها سيارة نقل “هيونداي”.
كما مارس المستوطنون المرافقون للمليشيات الإسلامية انتهاكات عديدة بحق السكان الأصليين الكُرد، ففي السابع والعشرين من يونيو العام 2018، أكد ناشطون استشهاد السيدة “فاطمة حمكي\ ٦٦ عاماً” في قرية “قطمة”، جراء إلقاء قنبلة يدوية على منزلها (أكد الناشطون أن المستوطنين من فعلها، لدفع العائلات الكُردية لترك القرية)، وأشار المركز أن “حنان بريم” زوج السيدة المغدورة قد تعرض للخطف والتعذيب سابقاً.