ديسمبر 23. 2024

أستانه بيانٌ جديدٌ بمضمونٍ قديم وإرضاءُ أنقرة بتجديدِ استهداف الإدارة الذاتيّة

عفرين بوست ــ متابعة

أنهت منصة أستانه للدول الضامنة اجتماع الجولة الـ20 اليوم 21 يونيو، ببيان ختاميّ، لم تختلف صيغته عن البيانات السابقة، بإرضاء أنقرة كليّاً، بتجاهل الاحتلال التركيّ والانتهاكات التي تمارس بحق السوريين في المناطق المحتلة، والتركيز على الإدارة الذاتيّة.

وعقدت الجولة الأخيرة من أستانه حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية على مدى يومين، بمشاركة روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة، ووفود الأردن والعراق ولبنان كمراقبين، وحضور المبعوث الأمميّ الخاص غير بيدرسن وممثل لجنة الصليب الأحمر الدوليّة.

وقال كانات توميش نائب وزير الخارجية الكازاخستاني، في اختتام الجولة الأخيرة إن “الوضع حول سوريا يتغير ومن سماته سعي الدول العربية لإعادة العلاقات معها وعودة دمشق للجامعة العربية”، ووصفه بـ ”الإنجاز”. وعلى خلفية ما اعتبره الوزير الكازاخي بأنه ثمة “تطورات إيجابية” في سوريا، فقد دعا لأن يكون هذا الاجتماع هو الأخير في مسار أستانا.

وقال ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسيّ إلى سوريا، إن “صيغة أستانا” ستستمر لكن بمكان آخر، وشكر سلطات كازاخستان على استضافتها 18 من أصل 20 جولة من المحادثات على مدى أكثر 6 سنوات.

لم يخرج بيان أستانه عن الإطار المعهود للبيانات السابقة، في مجاملة أنقرة وتجنب أدنى إشارة إلى احتلال أراضٍ سوريّة ولا حتى أدنى مطالبة لها بالانسحاب أو وضع جدولٍ زمنيّ للانسحاب، كما لم يذكر البيان الانتهاكات المروعة في المناطق المحتلة والفوضى الأمنية فيها وعمليات التغيير الديمغرافي والتتريك، ولا حتى مستجدات الوضع الميدانيّ والتصعيد العسكريّ التركيّ واستهدافه لمواقع قوات الحكومة السوريّة.

وفي تماهٍ مع سياسة أنقرة ركّزت المحادثات لدرجةٍ لافتة على مناطق الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا، وجاء في الفقرة 4: “ممثلو الوفود أعربوا عن عزمهم على مواصلة العمل معا لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومعارضة الخطط الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة، بما في ذلك الهجمات والتسلل عبر الحدود، كما أدانوا أنشطة الجماعات الإرهابيّة والهياكل ذات الصلة التي تعمل تحت علامات مختلفة في أجزاء مختلفة من سوريا.

وفي الفقرة 6: “ناقشنا الوضع في الشمال الشرقي من منطقة البحث والإنقاذ واتفقنا على أن تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في هذه المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحفاظ على سيادة سوريا وسلامتها الإقليميّة. تم رفض جميع المحاولات لخلق حقائق جديدة “على أرض الواقع”، بما في ذلك المبادرات غير القانونية للحكم الذاتيّ بذريعة مكافحة الإرهاب. وكرر المشاركون معارضتهم للاستيلاء غير القانونيّ ونقل عائدات النفط التي يجب أن تنتمي إلى سوريا.

بالمقابل كانت الإشارة إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام /النصرة والمدرجة على لوائح الإرهاب بتعابير إنشائيّة فضفاضة.

وتوقف على مسار التصالح بين أنقرة ودمشق ووصف مشاورات نواب وزراء خارجية (روسيا – تركيا – سوريا – إيران) بأنها “بناءة”، والتي تم خلالها إعداد خارطة طريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا (بالتنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة للأربعة شدد على أهمية مواصلة الجهود النشطة في هذا المجال عملا بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات الرباعية في موسكو لوزراء الخارجية في 10 أيار/مايو 2023 ووزراء الدفاع في 25 نيسان/أبريل 2023.

إلى جانب التأكيد على النهوض بهذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية والكرامة للسوريين بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وبذلك فإنّ البيان أوضح من حيث لا يقصد بأنّ التركيز على الإدارة الذاتية ينسجم مع مسار محادثات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق والتي ترعاها موسكو وتدفع بها قدماً بصرف النظر عن الانسحاب التركيّ الذي سبق وأن أكدت عليه دمشق.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons