أكد أهالي في مركز إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن حالة من الخوف والهلع باتت تسيطر على مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني)، إضافة إلى مجالس الاحتلال التي تتشكل من أعوان الاحتلال التركي.
وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أنه على المقابل، بدأت تسيطر حالة من الارتياح العام لدى المواطنين الكُرد، في ظل ارتفاع آماله بقرب معركة تحرير عفرين من الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية، وهو ما سيعني محاسبة جميع مرتبكي الجرائم بحق السكان الأصليين الكُرد.
ومنذ اعلان قوات سوريا الديمقراطية في الثالث والعشرين من مارس، الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي، خلال استعراض عسكري مهيب أقيم في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور، أكدت كلمة الإدارة الذاتية التي القاها عبد الحامد المهباش الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، على ضرورة تحرير عفرين ممن اسماهم “مرتزقة حزب العدالة والتنمية في عفرين”.
ورغم أن عملية تحرير عفرين عسكرياً ستكون محسومة لصالح قسد في حال حصر المواجهة بينها وبين المليشيات الإسلامية، فإن ذلك بحاجة إلى توافق دولي، وبالأخص أمريكي أو روسي، يحيد الوجود التركي وطيرانه الحربي.
وفي هذا السياق، أكد مصدر عسكري لـ “عفرين بوست” أن قسد جاهزة عسكرياً للهجوم على عفرين، لكنها حالياً تخوض جولات اتصال دبلوماسية، لضمان تأييدها سياسياً، موضحاً أن الهجوم محسوم عند الوصول إلى توافق دبلوماسي حول تحرير عفرين.
الوصول إلى توافق دبلوماسي ربما لكن يكون بعيداً، في ظل الاضطراب الواضح في الموقف التركي، نتيجة الضغوط الامريكية لفسخ عقد صفقة الاس 400 مع روسيا، وتخييرها ما بين البقاء في حلف الشمال الأطلسي\الناتو أو شراء الصواريخ الروسية.
في المقابل، يهدد الروس من جانبهم بشكل مبطن من مغبة فسخ الاتراك لعقد الصواريخ الروسية، حيث لمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل عدة أيام إلى ضرورة تحرير جميع بؤر الإرهاب، بما فيها ادلب، التي من المعروف أنها خاضعة لاتفاق هدنة تركية روسية.
واليوم الاحد، شنت قوات النظام عمليات قصف عنيفة على مجموعة مدن في محافظة ادلب وريفها، وهو ما يمكن ربطه بتلك التهديدات الروسية، بينما بث ناشطون مقاطع مصورة تظهر فرار مدرعات تركية من مناطق تتعرض للقصف.
فبقاء تركيا ملتزمة بصفقة الصواريخ الروسية سيعني مواجهة مباشرة مع حلف الناتو، وهو ما لن تكون تركيا قادرة على مواجهته، ما قد يمهد لتوجيه صفعة حقيقية لوجود الاحتلال التركي في الشريط الحدودي من جرابلس إلى عفرين.
وفي حال فسخ عقد الصواريخ الروسية، ستلجئ روسيا في الغالب لعقاب النظام التركي على تملصه، وعلى الأرجح أنه ستمنح الضوء الأخضر لقوات النظام لشن هجوم على ادلب وتحريرها من الإرهاب.
وفي كل الحالات، تترصد قوات سوريا الديمقراطية المواقف، موجهة عيون قناصيها العسكريين والسياسيين لاقتناص الفرصة المناسبة، التي قد تتيح في وقت ليس ببعيد، إعادة عفرين إلى أهلها وتحريرها من السواد الذي يحتلها.
والجدير بالذكر أن اجتماعاً وجهاء عشائر عفرين والشهباء (جرابلس، الباب، إعزاز) عقد أمس السبت في فافين بمناطق الشهباء، للتهنئة بالنصر على داعش، ومن خلال ذلك طالبوا الأهالي في المناطق المحتلة الانتفاض بوجه الاحتلال التركي وإخراجه من الأراضي السورية.
وانتهى الاجتماع بإلقاء بيان ختامي، قرأه أحد وجهاء عشائر عفرين وهو وليد غباري. حيث بارك البيان انتصار قوات سوريا الديمقراطية وجميع القوى الوطنية على داعش، وقال بأنه بعد هذه الانتصارات العظيمة التي تحققت في آخر معاقل داعش “لن يكتمل النصر إلا بتحرير عفرين وإدلب وإعزاز والباب وجرابلس وكافة الأراضي السورية المغتصبة”.
وطالب البيان قوات سوريا الديمقراطية وكافة القوى الوطنية بالتوجه لتحرير عفرين وما تبقى من الأراضي السورية المحتلة، ودعوا الأهالي في المناطق المحتلة للوقوف وقفة تليق “بكرامتهم”.