ديسمبر 23. 2024

بعد الانتخابات التركيّة… دمشق تتحدث عن جدول زمني للانسحاب التركي وليس فوري

عفرين بوست ــ متابعة

متغيّرٌ في سقف خطاب دمشق السياسيّ بعد الانتخابات التركيّة، ففيما كانت تؤكدُ على شرط الانسحاب الفوريّ لمواصلة المسار التصالحيّ وتطبيع العلاقات مع أنقرة، راحت تتحدث بعد الانتخابات عن استراتيجية لبناء المفاوضات من أجل الانسحاب التركيّ ومكافحة الإرهاب.

في تصريحات جديدة تتعلق بالمسار التصالحي مع أنقرة أكدَ الرئيس الأسد أهمية التنسيق في المرحلة القادمة وخصوصاً فيما يتعلق باجتماعات “الرباعية” ومسار أستانا، مشدداً على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ.

وجاء ذلك خلال استقبال الأسد لمعاون وزير الخارجية الإيرانيّ علي أصغر خاجي، أمس 12 يونيو، وبحث معه مواضيع ثنائيّة تهم البلدين، ومن جانبه أيد خاجي الرؤية السوريّة معرباً عن ارتياح بلاده للتطورات السوريّة على الصعيد العربيّ خاصة.

يذكر أنّ دمشق كانت قبل الانتخابات التركية تؤكد على ضرورة الانسحاب التركيّ من الأراضي السورية، شرطاً أساسيّاً لرفع مستوى التفاوض مع أنقرة، فيما كانت موسكو تصر على دفع المسار قدماً لمنح أردوغان رصيداً انتخابيّاً. واختارت دمشق إزاء ذلك خفض مستوى التفاوضِ والإبطاء فيها بانتظار انتهاء الانتخابات في حسابِ لاحتمالِ فوز المعارضة التركيّة لبني على الأمر مقتضاه.

وفي هذا السياق اعتبر الأسد في قمة جدة التي انعقدت في 19/5/2023، أنّ “العثمانيّة المطعمة بنكهة إخوانيّة منحرفة” أحد أهم عناوين الأخطار التي تتهدد العرب. وبذلك نقل الخطر من الحدود السورية إلى الإطار العربيّ، واليوم يعيدُ الصلاحية إلى إطار أستانه والاجتماعات الرباعيّة التي تضم (روسيا وإيران وتركيا وسوريا).

وباجتياز أردوغان وحزبه الاختبار الانتخابيّ عادت إلى نبرة التصعيد السياسيّ وتراجعت الحماسة فيما يتصل بالتفاوض مع دمشق، وكانت قضية اللاجئين السوريين وبناء المستوطنات بدعم قطري أحد أهم العناوين التي ذكرها أردوغان في خطاب الفوز من شرفة المجمع الرئاسيّ.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons