نوفمبر 22. 2024

أخبار

للتشويش على دعوات التحرير.. موالون للاحتلال التركي يروجون اخباراً مُلفقة عن عودة المُهجرين العفرينيين

عفرين بوست-خاص

نفت مصادر أهلية متقاطعة الانباء التي تناقلها موالون للاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، حول عودة مجموعات من الأهالي المهجرين في مخيمات الشهباء إلى عفرين، واصفين ذلك بمحاولة التشويش على الدعوات المطالبة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بتحرير الإقليم الكردي من براثن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية.

الترويج للعودة..

وتناقل نشطاء من المستوطنين الموالين للاحتلال التركي في عفرين خبراً مقتضباً جاء فيه أن “عناصر من الحزب يتجولون بين خيم نازحي منطقة عفرين بمنطقة الشهباء بريف حلب الشمالي ويخيرونهم بين العودة لمنطقة عفرين أو أخذهم معهم للرقة، وحسب الأخبار من هناك أغلب القوات انسحبوا من تل رفعت ومحيطها لشرق الفرات وبقي عدد قليل منهم، وسط أنباء عن عودة عشرات العوائل النازحة لمنطقة عفرين بالأيام القليلة الماضية بعد أنباء عن أتفاق وشيك بين تركية و روسيا حول تل رفعت ومحيطها ومن المفترض فتح معبر أنساني لتسهيل عودة الأهالي لبيوتهم بمنطقة عفرين”.

كما روجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي اخباراً عن عودة مجموعة عوائل من عدة قرى بريف عفرين إليها خلال الأسبوع المنصرم، لكن وبالتواصل مع مصادر خاصة في مجموعة من تلك القرى، تبين بأنه لا صحة لتلك المعلومات عن عودة الأهالي.

وقال مصدر محلي لـ “عفرين بوست”: “ليس هناك عفريني لا يتمنى العودة إلى عفرين، والخلاص من حياة المخيمات، لكن كيف لهم العودة وهي باتت مستباحة من قبل مسلحين لا رادع أخلاقي او قانوني لهم”.

مردفاً: “قد يكون هناك أهالي يتمكنون من العودة بين الفينة والأخرى، وهو امر لا يمكن نفيه أو تأكيده بالكامل، حيث أن المسلحين يخبرون السكان الأصليين في القرى بإمكانية عودة أي عائلة مهجرة لقاء دفع مبالغ مالية معينة، وذلك عن طريق سلك طرق تهريب خاصة بهؤلاء المسلحين”.

متابعاً: “عودة الأهالي بأعداد قليلة قد تتم بعد أن يدفع العائدون مبالغ مالية طائلة للحواجز وكذلك للميليشيات المحتلة لقراهم، إلا أن حركة التهجير القسري أيضاً مستمرة منذ عام، حيث يدفع الاحتلال التركي عن طريق المضايقات والانتهاكات الباقين في عفرين للخروج القسري من ديارهم”.

مضيفاً أن عودة الأهالي تعتبر باب رزق جديد للمسلحين، حيث تمثل عودة العائلات مصدراً جديداً للمسلحين بغية ابتزاز العائدين بحجة علاقتهم مع الإدارة الذاتية أو وحدات حماية الشعب.

مختتماً بالقول: “في حال كانت المعلومات التي يتناقلها هؤلاء صحيحة، لماذا لا يعرضون لنا مقاطع مصورة أو لقاءات مع العائدين، الاحتلال التركي نفسه لا يقبل بعودة الأهالي الكُرد”.

الروس لا يريدون مخيمات الشهباء..

من جهة أخرى قال مصدر محلي في الشهباء لـ “عفرين بوست”، أن أعضاء في مجالس الاحتلال حاولوا قبل فترة الترويج بين الأهالي لعودة المهجرين، حيث يمثل وجود مخيمات الشهباء عامل ضغط على الاحتلال التركي والروس، ويحاول الاخير تخيير الأهالي بين العودة إلى عفرين تحت كنف الاحتلال أو التوجه لشرق الفرات، بغية افراغ منطقة الشهباء من المهجرين وعقد صفقة جديدة بين الروس والاتراك قد تسمح لتركيا بالتمدد هناك.

وأضاف المصدر أن الروس توجهوا قبل عدة أيام إلى مخيمات الشهباء، وخيروا المهجرين بين العودة إلى عفرين أو الرحيل إلى شرق الفرات، إلا أن المهجرين الكُرد قد طردوهم من المخيم، مؤكدين على حقهم في العودة إلى ارضهم، وطرد الاحتلال التركي منها.

من تل رفعت إلى نبل والزهراء..

وفي ذات السياق، سربت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” معلومات عن رغبة تركية بالسيطرة على تل رفعت امتداداً إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام السوري، والتي يتواجد فيها مسلحون من دول إقليمية كذلك.

وأكدت المصادر أن روسيا وتركيا قد تنفذان ذلك المخطط لإفراغ نبل والزهراء وتل رفعت من اهاليها والمهجرين إليها، لكن رفض النظام السوري وقوى إقليمية مساندة له، إضافة لرفض العفرينيين، يقف عائقاً امام تنفيذ صفقة بيع جديدة على غرار صفقة مقايضة عفرين بالغوطة وباقي المناطق التي استسلمت فيها المليشيات الإسلامية بريف ادلب ودمشق وحمص وغيرها.

وقالت المصادر أن النظام السوري عمد في الفترة الأخيرة إلى زيادة اعداد المسلحين والاليات العسكرية في مناطق تل رفعت ونبل والزهراء، في تأكيد منه على رفضه أي صفقة تركية روسية هناك، دون أن يستبعد كون الهجمات الأخيرة في منطقة الشيخ نجار الصناعية القريبة من بلدات يقيم فيها مهجرون كُرد، رسالة روسية عن طريق الإسرائيليين، عما قد تأول إليه الأوضاع في حال تنعت النظام والقوى الإقليمية المساندة لها بمواقفها.

التشويش على دعوات التحرير..

وفي الصدد، رجحت مصادر عسكرية خاصة لـ “عفرين بوست” أن الشائعات التي يروجها موالون للاحتلال التركي، حول عودة الأهالي الى عفرين هي لسببين أساسيين، أولهما (محاولة تفريغ المطالبات الكُردية لـ قسد بتحرير عفرين)، وثانيهما، (محاولة المسلحين زيادة اعداد المواطنين الكرد في عفرين، لتحويلهما إلى دروع بشرية في حال شن أي عملية عسكرية لتحرير الإقليم الكردي).

ويرى مراقبون أن قوات سوريا الديمقراطية جاهزة عسكرياً لشن هجوم على مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وأن ذلك يتوقف حالياً على تهيئة الظروف السياسية قبل البدء بالعمل العسكري.

ومن المعروف أن روسيا هي التي منحت تركيا الضوء الأخضر لشن الغزو ضد عفرين، فيما يرى ساسة كُرد أن عفرين تحتاج إلى ظروف سياسية دولية معاكسة للظروف التي رافقت احتلالها، وذلك يتوقف اساساً على حدوث خصام بين روسيا وتركيا، وهو لن يكون مستبعداً في حال الغاء الاحتلال التركي لصفقة الاس 400 الروسية، تحت ضغط الأمريكيين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons