عفرين بوست ــ متابعة
كشف موقع المونيتور الأمريكيّ في تقرير نشره أمس الأربعاء 3/5/2023 أنّ الغارة الجويّة للطائرة المسيرة التركيّة لمطار السليمانيّة جاءت بعد عودة القائد العام قوات سوريا الديمقراطيّة مظلوم عبدي من الإمارات في زيارة محاطة بالسريّة. وأشارت إلى هدف الزيارة هو قيام أبو ظبي بدور الوساطة مع دمشق.
وقالت “المونيتور” إنّها علمت أنَّ الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا طلبت مساعدة الإمارات العربيّة المتحدة للتوسط في صفقة مع النظام السوريّ وسط تلاشي الثقة في التواصل الأمريكيّ والعربيّ مع دمشق.
المونيتور أكدت زيارة عبدي إلى الإمارات استناداً إلى أربعة مصادر مطلعة ومسؤولين في المنطقة، وقد تحدثوا للمونيتور شرط عدم الكشف عن هويتهم بشكل صارم. وقال مصدران إنَّ عبدي التقى مسؤولين إماراتيين من أجل طلب مساعدة أبو ظبي للضغط على قضية الكرد السوريين مع نظام الأسد. وقال أحد المصادر الإقليميّة إنَّ عبدي التقى مستشار الأمن القوميّ الإماراتيّ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي عُين نائباً لحاكم أبو ظبي في 29 مارس / آذار. فيما نفت الإمارات حدوث مثل هذا الاجتماع.
ونقل التقرير ردَّ مسؤول إماراتي عبر البريد الإلكتروني على طلب المونيتور للتعليق على جهود الوساطة الإماراتية المزعومة بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام فقال: “المزاعم المشار إليها في بريدك الإلكترونيّ كاذبة ولا أساس لها من الصحة”.
بالمقابل أصر المسؤولون الذين أطلعوا المونيتور على أن عبدي ذهب بالفعل إلى الإمارات في الفترة ما بين أواخر مارس وأوائل أبريل. دون تقديم أي تواريخ محددة. وقال أحد المسؤولين: “هذا صحيح مائة بالمائة”. فيما قال مسؤولان في إحاطة لـ “المونيتور” إنَّ بافل طالباني، رئيس “الاتحاد الوطني الكردستاني”، ثاني أكبر حزب في إقليم كردستان العراق قد سافر معه. ولكن مكتب طالباني لم يرد على طلب المونيتور للتعليق.
من جهته وبحسب المونيتور فقد أكد بدران جيا كرد، رئيس مكتب العلاقات الخارجيّة في الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، أن الإمارات العربية المتحدة أعربت عن اهتمامها بمساعدة الكرد السوريين في إبرام اتفاق مع نظام الأسد. وقال جيا كرد للمونيتور في مقابلة أجريت في 28 نيسان / أبريل في قامشلي: “قالوا إنّهم مستعدون للمساعدة، لكن حتى الآن ليس لدينا برنامج (خارطة طريق) لهذا”. وأضاف جيا كرد “نريدهم أن يلعبوا دورًا في المحادثات مع دمشق”، ورفض التعليق فيما إذا كان عبدي قد سافر مؤخرًا إلى الإمارات.
ضربات أنقرة
وأضاف التقرير أنّ رحلة كوباني المزعومة إلى العاصمة الإماراتية جاءت قبل أن تستهدفه طائرة مسيّرة تركيّة أثناء انتقاله في موكبٍ من مقر استخبارات الاتحاد الوطني الكردستانيّ المعروفة باسم “مجموعة مكافحة الإرهاب في السليمانيّة” في 7 أبريل / نيسان. وأنّ غارة الطائرة المسيرة حدثت بعد عودة كوباني من الإمارات.
وتوجّه الموكب باتجاه مطار السليمانية الدوليّ. وكان من المقرر أن يعود عبدي إلى شمال شرق سوريا على متن طائرة للتحالف الدوليّ. وضم الموكب رئيس مجموعة مكافحة الإرهاب في السليمانيّة CTG، وهاب حلبجي، وثلاثة عسكريين أمريكيين في الموكب، وكذلك إلهام أحمد، المسؤولة الكرديّة السوريّة الكبيرة.
وأبلغ مسؤولٌ المونيتور اعتقاده الكبير أنَّ الطائرة المسيّرة التركية أخطأت الهدف عمدًا، وعاد عبدي بسلام. وأنّه يتكهن أنّ الهدف كان إثارة غضب أنقرة بشأن نقل زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني مظلوم عبدي إلى الإمارات العربية المتحدة.