اختطفت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي مواطنا كُردياً في ريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بعد أن أقدم على اشعال النار على سطح منزله، احتفاءاً بقدوم العيد القومي للشعب الكُردي – نوروز.
وأفاد مُراسل “عفرين بوست” في ناحية بلبل أن ميليشيا “صقور الشام” الإسلامية أقدمت على اختطاف المواطن الكُردي إبراهيم عبد القادر، بإيعاز من مقر الاحتلال الواقع بين قريتي قزلباشا وببلي، بعد أن أقدم على اشعال نيران على سطح منزله في قرية “أحمدي مستي” احتفالا بقدوم عيد النوروز.
وأوضح المُراسل أم الميليشيا المذكورة اقتادت إبراهيم عبد القادر، وهو مدير مدرسة، إلى مقرها وانهالت عليه بالضرب والتعذيب.
وفي قرية قره كول التابعة لناحية بلبلة ايضاً، أكد مراسل “عفرين بوست” تعرض المواطن سعيد حنان البالغ من العمر 67 عاماً للضرب كذلك من قبل المليشيات الإسلامية للسبب ذاته (ايقاد النار ايذاناً بالنوروز).
وكانت الميليشيات الإسلامية وبإيعاز من الاحتلال التركي نشرت حواجز أمنية مكثفة في كافة مفارق وقرى بلدات إقليم عفرين الكُردي بغية منع ما تبقى من السكان الكُرد الأصليين من الاحتفال بعيدهم القومي وتجريم كافة مظاهرها والتي تبدأ بإشعال النيران ليلة نوروز في كافة أصقاع المعمورة.
وفرضت قوات الاحتلال وميليشياته الإسلامية حظراً للتجوال داخل المدينة، وقطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية كثيفة داخل أحيائها، مع تجوال عربات عسكرية ثقيلة داخل المدينة، في سعيها لمنع التجمعات الخاصة بعيد النوروز، وهي إجراءات ذكرت الأهالي بممارسات النظام السوري أيام سطوة اجهزته المخابراتية قبل العام 2011.
والنوروز عيد قومي كردي يرمز إلى التجدد والربيع والامل ومواجهة الطغيان، ولعل المفاهيم التي تستدل نوروز عليها، كانت السبب الأبرز الذي دفع الاحتلال التركي ومسلحيه إلى منع الاحتفال به، رغم أنه لم يكن من المتوقع أن يشارك فيها أهالي عفرين، سوى من أعضاء مجالسه ومن يتعاون معهم.
ويُرجح أن خوف المسلحين من تحول ليلة النيران أو صباح يوم عيد النوروز الذي صادف الواحد والعشرين من آذار، إلى مظاهرات حاشدة للأهالي الأصليين الكُرد، قد دفعهم للضغط في سياق منع الاحتفال به.
وهددت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين الكُردي، بالمحاسبة والاختطاف في حال أقدموا على الاحتفال بأي شكل من الأشكال بعيد النوروز، كون الميليشيات الإسلامية عموما تعتبر “النوروز” عيداً للكفرة والمجوس (حسب زعمها).
وعمد الاحتلال التركي إلى تغيير اسم دوار نوروز إلى مسمى خاص به، في حين أزيلت الشعلة التي كانت قد جهزت في عهد الإدارة الذاتية، حيث كان مسؤولو الإدارة الذاتية وعموم الأهالي قد دأبوا على ايقاد الشعلة التي تتوسط دوار نوروز ايذاناً ببدء الاحتفالات به، في ليلة العشرين من آذار\مارس من كل عام.