عفرين بوست
اختطفت الميليشيات الإسلامية التابعة لتركيا عدداً من المدنيين الكُرد في ريف إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، واقتادتهم لمكان مجهول.
وقالت مصادر محلية لـوكالة كُردية أن مليشيا “سمرقند” اختطف الثلاثاء، عدداً من المواطنين الكُرد في قرية كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس، وعرف منهم كل من (ازدهار كدرو 35عاماً، بحري كدرو 30عاما، وشاميران حاج عبدو 40عاما)، وأوضحت المصادر أن أحد المعتقلين كان سبق اعتقاله لمدة ستة أشهر الا أنه جرى اعتقاله مرة أخرى.
وكانت مليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يقودها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة” قد اختطف قبل يومين 9 مدنيين من مركز ناحية شيه\شيخ الحديد، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، الاثنين، أن الخاطفين طلبوا من ذوي المختطفين التسعة (بينهم سبع نساء)، دفع فدية تقدر بـ (25 ألف دولار) لإطلاق سراحهم.
وفي سياق منفصل، اصطدمت سيارتين مدنيتين، نتيجة السرعة الزائدة، على طريق الواصل بين قرية تل سلور ومدينة جنديرس في ريف عفرين، أسفرت عن إصابة تسعة أشخاص بإصابات متفاوتة.
وادعت قوات الاحتلال التركي والمليشيات التابعة له، شن حملة أمنية واسعة في مدينتي عفرين وجنديرس استهدفت عدد من الفصائل وأبرزها (شهداء الشرقية) بدعوى مكافحة ما اسمتهم بـ «الفاسدين والخارجين على قانون”.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد يوم الاثنين، عودة معظم عناصر مليشيا “شهداء الشرقية” مجدداً إلى مدينة عفرين قادمين من محافظة إدلب، بضمانة تركية، على ألا يتم التعرض لهم مجدداً.
فيما أكدت المصادر للمرصد أن قوات الاحتلال التركي اعتقلت أحد مسؤولي “شهداء الشرقية” حال عودته إلى عفرين، فيما لم ترد معلومات حتى اللحظة عن مصير القائد العام لمليشيا “شهداء الشرقية” المدعو أبو خولة، فيما إذا كان سيعود هو الآخر إلى عفرين وينخرط ضمن تجمع فصائل أخرى أم سيبقى في إدلب، وذلك بعد خروجه إليها في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي جرت مع فصائل مقربة من تركيا بمدينة عفرين في الـ 18 من شهر تشرين الثاني الجاري.
وكان المرصد السوري نشر في الـ 19 من نوفمبر الجاري أنه رصد ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية، نتيجة الاقتتال الدامي الذي شهدته مدينة عفرين يوم الـ 18 من تشرين الثاني / نوفمبر، حيث رصد المرصد السوري ارتفاع تعداد الصرعى من مقاتلي طرفي الاشتباك إلى 32 هم 14 مسلحاً من مليشيا “شهداء الشرقية”، والبقية من مسلحي المليشيات الإسلامية الأخرى.
كما وردت معلومات عن سقوط قتلى من قوات الاحتلال التركي التي شاركت في العمليات القتالية ودخلت على خط الاشتباك مدعومة بالآليات الثقيلة والعربات المدرعة، كما تسببت الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة في سقوط عشرات الجرحى بعضهم جراحهم خطرة، ما رشح تعداد القتلى للارتفاع.
ووفقاً للمعارضة السورية، فقد استهدفت الحملة التي أطلقتها المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر”، مليشيا “تجمع شهداء الشرقية”، وانتهت بسيطرة مليشيا “الجيش الوطني” التابع لتركيا على مقراته في مدينة عفرين، بعد تدخل من مليشيا “فيلق الشام” التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، كوسيط لفض الاشتباكات التي دامت لأكثر من 24 ساعة.
حيث تم التوصل لاتفاق يفضي بخروج مسلحي “تجمع شهداء الشرقية” مع عائلاتهم الى جنديرس وهي ناحية تابعة لعفرين، ما يعني أن الهدف التركي لم يكن اجتثاث الفساد كما يدعي مناصروها، وإنما محاولة إخراج تلك المليشيا من مركز مدينة عفرين، لإيصال رسالة إلى الأطراف الدولية بأنها تسعى لضبط الامن في المنطقة الكردية، خاصة بعد تقديم مجموعة من أهالي عفرين شكاوى امام إحدى المحاكم الأوروبية.
لكن المواجهات المسلحة لم تمر من دون تجاوزات، حيث عملت المليشيات الإسلامية على استغلالها للقيام بأعمال السلب والنهب المعتادة، حيث افاد ناشطون بوقوع عمليات سطو مسلح وسرقة تحت حجة التفتيش عن مسلحي شهداء الشرقية.
وقالت وسيلة إعلامية معارضة أن خروج مسلحي “تجمع شهداء الشرقية” المعروف سابقاً بـ “كتيبة الحمزة”، من عفرين، ترافق مع انتشار تسريبات صوتية ومصورة لقادة في مليشيا “الجيش الوطني” قيل إنهم “يتآمرون فيها” على “أبو خولة” قائد “الشرقية”، وقد تسرّبت أيضاً صور لما يسمى بـ “قائد أركان الجيش الوطني” في جلسة حميمة مع امرأة.
كما تسرب مقطع صوتي، لمتزعم مليشيا “الفيلق الاول” في “الجيش الوطني” الملقب بـ “أبو عمار”، وهو يتحدث فيها عن رفع دعوى ضد قائد “تجمع شهداء الشرقية” الملقب بـ “أبو خولة”، بسبب اتهامه قادة “الجيش الوطني” بـ “الخيانة والتواطؤ” نتيجة عدم مساندته أثناء عمل عسكري نفذه “شهداء الشرقية” منفرداً ضد قوات النظام في تادف “نصرة لحوران”.
وكانت “كتيبة الحمزة” بقيادة “أبو خولة” قد استولت على بلدة تادف في ريف حلب الخاضعة لسيطرة النظام، لساعات في تموز/يوليو، قبل أن تنسحب منها تحت ضغط بقية فصائل المعارضة وأوامر تركية.
كما انتشر سابقاً، تسجيل صوتي نُسِبَ إلى ما يسمى “قائد أركان الجيش الوطني” المدعو هيثم العفيسي، يرد فيه على “ابو عمار” ويطلب منه عدم ذكر موضوع معركة تادف أمام الإعلام، كي لا يظهر “أبو خولة” كبطل، وطلب عفيسي، في التسجيل المنسوب له، إثارة دعاوى فساد ضد “أبو خولة”، وبعد إلقاء القبض عليه، تتم محاسبته، بشكل سري، على قيامه بعملية تادف ضد النظام.
ومنذ احتلال المليشيات للمنطقة الكردية، بدأت عمليات السلب والنهب على نطاق واسع، حتى أطلق ناشطون كُرد مسمى يوم “الجراد” على ليلة سقوط عفرين في الثامن عشر من آذار\مارس، لكثرة ما سرقه المسلحون، والذي قاموا بعمليات السلب تحت مسمى الغنائم، وامام عدسات كاميرات وكلات الانباء التركية.