ديسمبر 25. 2024

بالفيديو: عشرات الخيم للمستوطنين الغنامة تنتشر بين أراضي الكُرد قرب مفرق “كفر بطرة”!

عفرين بوست-خاص

أظهرت مشاهد مصورة حديثاً حصلت عليها “عفرين بوست“، انتشار العشرات من الخيم الكبيرة للمستوطنين الغنامة ممن تم جلبهم إلى إقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي.

المشاهد المصورة ملتقطة بالقرب من مفرق قرية “كفر بطرة\كفر باتريه” الواقعة على طريف جنديرس عفرين، حيث انتشرت خيم المستوطنين الغنامة في أراضي سكان عفرين الأصليين الكرد، دون مراعاة لأدنى الحقوق الفردية، في ظل سيادة شريعة الغاب وغياب القانون، وتسلط المسلحين وعوائلهم من المستوطنين.

ويسعى الاحتلال التركي إلى ترسيخ التغيير الديموغرافي في عفرين، عقب تهجيره لأكثر 350 ألف مواطن كردي خلال مارس\آذار العام 2018، في واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري التي شهدتها الحرب الأهلية السورية.

وكما ساهم مسلحو المليشيات الإسلامية في مساندة العدوان التركي خلال غزوه العسكري يناير العام 2018، من خلال تشكيلهم للقوة الميدانية التي تحتل عقب تدمير القرى والمواقع العسكرية من قبل الطيران الحربي للاحتلال التركي، ساهم هؤلاء بصورة أخرى في الحرب أيضاً، من خلال جلبهم عوائلهم من مختلف مناطق الغوطة وريف دمشق وريف حمص الشمالي وريف حماه الشمالي وارياف ادلب، وهي جميعها مناطق تم تسليمها للنظام بموجب اتفاق روسي تركي يسمح للأخير بشن عدوانه على عفرين.

ومع استجلاب قوات الاحتلال التركي وميليشياته رعاة الاغنام إلى الإقليم، قام هؤلاء بنصب الخيام في ميادين مختلف القرى للإقامة فيها، ويعمد هؤلاء الرُعاة إلى رعي قطعان مواشيهم بين حقول الزيتون بشكل جائز، ما تسبب بالحاق أضرار بالغة بالحقول الزراعية في القرية.

وفي هذا السياق، وثقت “عفرين بوست” في السادس من مارس، بمجموعة صور إضافة لمقطع مصور، تعدي المستوطنين على أملاك السكان الأصليين الكُرد، من خلال الرعي الجائر عبر الآلاف من قطعان الماشية، التي يقوم المستوطنون بتركها تسرح وتمرح على هواها ضمن أملاك المهجرين الكُرد خاصة. وأكدت المشاهد المصورة التي التقطت بالقرب من مركز مدينة عفرين، التقارير السابقة لـ “عفرين بوست”، التي اشارت فيها إلى ممارسات المستوطنين، حيث كان مراسلونا أكدوا هذه الممارسات الغير أخلاقية من قبل المستوطنين في مختلف ارجاء الإقليم.

وفي السابع من مارس، أفاد مُراسل “عفرين بوست” أن المستوطنين المتشكلين في غالبهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، حولوا مدرسة “عفرين” للقيادة، إلى مستوطنة تضم عشرات الخيم التي تأوي الغنّامة المستقدمين من أرياف حمص وخاصة من الرستن وتلبيسة.

وأضاف المُراسل أن المستوطنون الغنّامة يسرحون بآلاف الرؤوس من الأغنام المنهوبة في حقول الزيتون المجاورة للمدرسة والعائدة لأهالي الإقليم، دون رقيب أو حسيب. فيما كان مطار جنديرس الزراعي الذي يبعد نحو 15 كم من مركز مدينة عفرين غرباً، يستخدم كمدرسة للقيادة خلال فترة حكم الإدارة الذاتية سابقاً.

ولا تعتبر هذه الممارسات مقتصرة على منطقة معينة ضمن عفرين فحسب، ففي ناحية “شرا\شران” شرق عفرين، نقل تقرير سابق لـ “عفرين بوست” قيام المستوطنين في منطقة “النبي هوري” بمضايقة الأهالي والتجاوز عليهم من خلال مواشيهم، حيث جلب هؤلاء آلاف المواشي ويقدر عددها بأكثر من 10 آلاف رأس (يُتوقع أن يكون غالبها مسروقاً من عفرين أثناء الغزو)، ويقومون برعايتها ضمن الأراضي الزراعية وحقول الزيتون المملوكة للسكان الأصليين الكرد، دونما مراعاة لحقوق.

اما في ناحية جنديرس، فلا يختلف الحال، حيث أكد مراسلنا أن المليشيات الإسلامية تمنع السكان الأصليين الكُرد من العودة الى بيوتهم في مجموعة قرى ومنها قرية “تللف”، بحجة أن قوات الاحتلال التركي لا تقبل بعودة الكُرد الى القرية!، حيث تمكنت 12 عائلة كُردية فقط من العودة إلى “الحي التحتاني” من القرية، من مجموع 65 منزلاً تتشكل القرية منها.

وأضاف مراسلنا أن منازل المواطنين الكُرد قد تحولت إلى اسطبلات للمواشي (يتم وضع علف المواشي، والسماح للمواشي بالإقامة فيها)، حيث جلب المستوطنون الذين يتشكلون في غالبهم من عوائل مسلحي تلك المليشيات، آلاف رؤوس الماشي بصحبتهم (يرجح أن يكون غالبيتها مسروقاً من أهالي عفرين، عند إطباق الاحتلال العسكري على الإقليم الكردي).

وفي ناحية بلبلة\بلبل، تكرر ذات السيناريو، ففي قرية “كورزيليه جيه\كورزيليه” استوطن غرباء ينحدرون من أرياف حماه وإدلب وحمص ودمشق بيوت الكرد، كما نصب الرعاة من المستوطنين خياماً في محيط نبع “معمي شمي”، المًجاورة للقرية، ليسرحوا بقطعان أغنامهم التي تقدر بـ حوالي 3000 رأس، بين الكروم وحقول الزيتون بشكل جائر دون حسيب أو رقيب من سلطات الاحتلال او ضمائر المستوطنين.

وفي ناحية شيه\شيخ الحديد، كانت انتهاكات المستوطنين مكررة، ففي قرية “قرمتلق”، قال مراسل “عفرين بوست” أن المستوطنين يملكون اعداد كبيرة من الأغنام، مؤكداً أن هؤلاء لا يحترمون أملاك الأهالي، حيث يقومون برعاية اغنامهم بين الأراضي الزراعية للأهالي الكُرد دون رقيب ولا حسيب، وهو ما يتسبب بإلحاق أضرار كبيرة بممتلكات الأهالي.

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري على اقليم عفرين الكردي، ترعى المواشي التي يديرها مستوطنون في أراضي السكان الأصليين الكُرد، فيما لا يتمكن الأهالي من التصدي للمستوطنين، كونهم في الغالب من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية، ويتمتعون بصلاحيات واسعة، وسبق أن هددوا السكان الكُرد بمن يسمونهم “الثوار” (في إشارة إلى مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي).

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons