عفرين بوست-خاص
بعد عام من تمكن الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية المرافقة له مما يعرف بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة، وبقايا داعش)، من إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي، والذي كان هدفه الأساس القضاء على مشروع الإدارة الذاتية، ومنع الكُرد في عفرين من مُمارسة حقوقهم الطبيعية في إدارة أنفسهم بأنفسهم وفق نظام لامركزي، ضمن سوريا واحدة تتمتع فيها كل المكونات بحقوقها المتساوية دون تمييز أو إقصاء، خسرت عفرين الكثير من بنيتها التحتية سواء البشرية أو الاقتصادية.
ورغم ادعاء الغزاة ممن يزعمون بأنهم قد قاموا بـ (ثورة) ضد استبداد السلطة المركزية في دمشق، بيد أنه كان من الواضح في غزوهم الى جانب الاحتلال التركي، مدى ارتهانهم لأجندات المشغلين، حتى باتوا بيادق في خدمة ما يسمى (الامن القومي التركي) المزعوم، على حساب تطلعات السوريين، لتظهر معها مدى وضاعة أن من يدعي الثورة لأجل الحرية، وهو يقاتل مع عدو خارجي، ليمنع مكوناً من المكونات السورية أن تتمتع بالحقوق التي يطالب لنفسه بها!
وكم كان غريباً أن من يقودون مليشيات المعارضة الإسلامية، وهم يقاتلون ضد “قوات سوريا الديمقراطية” في عفرين، بحجة أنها توالي النظام السوري، متجاهلين أن مشغليهم الاتراك واعدائهم المفترضون الروس، الذين ما فتى هؤلاء يقولون عنه أنه احتلال روسي، وان روس هم من ثبتوا النظام ومنعوا سقوطه، بأن الطرفين (روسيا+تركيا) كانا قد عرضوا على الإدارة الذاتية في عفرين، حل نفسها ودخول النظام السوري، مقابل عدم غزوها من الاحتلال التركي.
ولعل ما كان لافتاً أكثر، أن من يفترض بهم في وجهة نظر الغزاة أنهم موالون للنظام السوري (أي قسد)، قد رفضوا دخول النظام الى عفرين بدون تسوية سياسية معقولة تضمن حماية مكتسبات أهالي عفرين وحقوقهم في إدارة أنفسهم، وحماية مستقبلهم من تسلط السلطة المركزية في دمشق لاحقاً كما كان الحال قبل العام 2011، من خلال التأكيد على ضرورة الاعتراف بالإدارة الذاتية، واعتبار وحدات حماية الشعب في عفرين جزءاَ من المنظومة الدفاعية السورية، والسماح بنشر قوات النظام السوري على حدود عفرين مع تركيا، مؤكدين على أن أبناء عفرين جزء من سوريا لامركزية، وليس عم يحلو للاحتلال التركي والروس والنظام وصفهم بـ الانفصاليين عندما تقتضي مصالحهم المتشابكة، في سبيل التهرب من إيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا.
لكن وعلى الرغم مما قدمته الإدارة الذاتية من تنازلات للنظام السوري، والموافقة على السماح له بنشر قواته ورفع علمه إلى جانب علم الإدارة الذاتية (وفق تسريبات غير رسمية)، كانت الصفقة التركية الروسية عصية على الاختراق، مهما قدم الكُرد من تنازلات، حيث كان الروس قد باعوا عفرين للاحتلال التركي ضمن نقاشات سوتشي، مقابل سحب الاحتلال التركي للمليشيات الإسلامية المرتهنة لقراره من ريف حماه الشمالي وريف ادلب شرق سكة حديد الحجاز ومطار أبو الظهور العسكري، والتي توسعت لاحقاً بصفقة جديدة خلال العدوان التركي، فتحت أمد الغزو للأتراك، مقابل سحبها للمليشيات الإسلامية من ريف دمشق وريف حمص الشمالي ومناطق أخرى.
وعقب عام من إطباق الاحتلال، حاولت “عفرين بوست” إعداد إحصائية تتطرق إلى خسائر الإقليم الكردي، وما طالها خلال تلك الفترة:
1- عدد المهجرين: يفوق الـ 350 ألف مهجّر كُردي نحو (الشهباء، كوباني، الجزيرة، حلب، اقليم كُردستان العراق، أوروبا).
2- نسب السكان في الإقليم قبل الاحتلال: الكُرد 96 %، العرب+أرمن 4%
نسب السكان بعد الاحتلال: الكُرد 35%، التركمان: 10%، العرب 55%
3- عدد الشهداء منذ 18 آذار 2018: (أي بعد إطباق الاحتلال العسكري) 226 مدني، بينهم 17 شخصاً قتلوا تحت التعذيب، من ضمنهم 3 نساء.
4- الجرحى: 467 مدني بعد الاحتلال (التفجيرات وعمليات التعذيب)
5- عدد المختطفين: أكثر من 14545 مختطف بينهم مئات النساء (بينهم أكثر من 2570 لا زالوا قيد الاختطاف، وقسم منهم جرى محاكمته داخل تركيا، وأمضى فترة اختطافه في سجون تركيا).
6- عدد أشجار الزيتون: قبل الاحتلال: أكثر من 18 مليون شجرة زيتون.
بعد الاحتلال: جرى اقتلاع حوالي 120 ألف شجرة زيتون + حرق 20000 شجرة
7- الغابات: قبل الاحتلال 32 هيكتار، تم حرق 10 هيكتارات بعد الاحتلال.
8- عدد المزارات الدينية العلوية والايزيدية التي تمت تدميرها … تقديرياً/ 9/ على الأقل.
9- عدد المواقع الأثرية التي تمت تدميرها أو النبش فيها (9) مواقع أثرية على الأقل وهي: (عين دارة- تقلكي – براد – النبي هوري – تلتين أثريين في قرية كمروك – تلة زرافكي الأثرية – موقع علبيسكي/كنيسة/ – كهوف بعرافا)
10- عدد المدارس الكلي: 325، منها 245 سليمة + 70 مدرسة خارج الخدمة، بينها مدارس مدمرة بشكل كامل أو جزئي، وبعضها اتخذ كسجون أو مقرات عسكرية للاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية (6 مدارس في مركز عفرين لوحدها).
11- عدد المعامل والمعاصر المنهوبة:
– المصانع وورش الألبسة الجاهزة قبل الاحتلال: حوالي ١١٠٠ مصنع وورشة، لمختلف مراحل الإنتاج (خياطة، كحت، تطريز، طبع، مُصانعة- وتبلغ نسبة الخسائر في هذا القطاع بشكل تقديري 70٪ على الأقل
– عدد معامل البيرين قبل الاحتلال 18: تعرض غالبيتها لعمليات نهب كاملة او جزئية، إضافة لدفع آلاف الدولارات للمسلحين لقاء عدم سرقتها بالكامل.
– عدد المصابن قبل الاحتلال 26، بعد الاحتلال، تعرض غالبيتها لعمليات نهب كاملة او جزئية، إضافة لدفع آلاف الدولارات للمسلحين لقاء عدم سرقتها بالكامل.
– عدد المعاصر قبل الاحتلال 325، تعرض منها 105 معاصر للسرقة والتفكيك على الأقل.
– عدد ورش صناعة الجلديات كان قبل الاحتلال عددها 45، ونسبة الخسائر فيها بعد الاحتلال بلغت 70% على الأقل.
12- نسبة خسائر الثورة الحيوانية:
– قبل الاحتلال: ووفق احصائيات هيئة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية سابقاً:
بلغ عدد المواشي أكثر من 150 ألف رأساً من الأغنام والماعز، أما الأبقار فبلغ تعدادها أكثر من 5000 رأس، كما كانت توجد 40 مدجنة.
– تقدر الخسائر في هذا القطاع بـ 70٪، وهو ما يعادل حوالي 25 مليون دولاراً، نتيجة السرقة الواسعة ونفوق اعداد منها خلال الغزو الحربي التركي، إضافة لبيع اعداد ضخمة بأسعار متدنية خوفا عليها من السرقة، حيث جرى بيع قسم كبير للتجار من بلدتي نبل والزهراء.
13- خسائر موسم الزيتون: تقدر بأكثر من 109 مليون يورو، نتيجة السرقة الواسعة من قبل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له والمستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل هؤلاء المسلحين.