عفرين بوست ــ خاص
بعد خمس سنوات من الاحتلال والانتهاكات لحقوق الإنسان بكل أنواعها تجاوزت الاختطاف والاستيلاء على الممتلكات ووصلت حد القتل العنصريّ، تجمعت حشودٌ كبيرة من أهالي عفرين ورفعوا أصواتهم وقد أنطقتهم فاجعة المجزرة المروّعة التي وقعت عشية عيد نوروز في مدينة جنديرس وراح ضحيتها أربع شهداء من عائلة بيشمرك. وطُرح السؤال مراراً: ما ذنبنا إننا كرد في إشارة إلى الدوافع العنصرية للجريمة.
كان وقع المجزرة صادماً بالنسبة لأهالي عفرين الكرد، وبعد القتل العشوائيّ ودفع فاتورة الدم، لم يعد هناك ما يخشونه، فخرجوا عن قواقع الصمت وصرخوا مطالبين بمحاسبة القتلة وخروج المسلحين من قراهم وبلداتهم، وتحدثوا عن مظالم كثيرة لطالما سكتوا عنها قهراً.
عائلة الشهداء تطالب بإعدام القتلة
تتحدث شقيقة لثلاثة من الشهداء وعمة الشهيد الرابع الشاب، وتقول إنّ القتل كان عشوائيّاً، وتشير إلى معاملةِ المسلحين وعوائلهم: لا أحدَ يقدرنا، لا قيمة لنا، لم نسلم من أحد منهم، لا من رجالهم ولا نسائهم ولا أولادهم، يعترضون طرقنا، ويشتموننا، ولا يتوانون عن فعل أي إساءة بحقنا، ويحاسبوننا لمجرد النظر إليهم ورضينا بكل شيء، وهاجر شابنا ولم يبقَ إلا كبار السن، ماذا نفعل؟ الله خلقنا كرداً! هل يدفنوننا أحياءً، نطالب بالثأر لدمائهم، وإعدام ميدانيّ للقتلة في المكان الذي وقعت فيه الجريمة.
تقول زوجة شهيد متفجعةً: ليتهم ماتوا بالزلزال، ولم يُقتلوا بيد الظالمين والحثالة، قُتل زوجي أمام ابني!
وتصرخ مواطنة من عائلة الشهداء متسائلة ماذا فعل لكم الشعب الكردي ماذا تريدون منهم؟ خربتم وسرقتم بيوتنا.. لا نريد الفصائل، فلتخرج… كفى ظلماً، والله قتلتمونا ووصفتهم بأنهم خنازير
مطالباً بدم أبيه رفض ابن أحد الشهداء إقامة خيمة عزاء له وطالبت ابنة الشهيد بإعدام القتلة…
حريتنا محجوزة منذ خمس سنوات
يقول مواطن كرديّ شارك في الاحتجاج: منذ خمس سنوات حريتنا محجوزة في عفرين، لا نحتفل ولا نقول إننا كرد، وليس لدينا أيّ حرية ونحن مضطهدون، ولدينا مئات الأشخاص قتلوا في عفرين بهذه الطريقة، ومجرد أن يكون المرء كرديّاً يجب أن يُحاسب أو يقتل أو يغتال أو تؤخذ منه إتاوات بآلاف الدولارات، هذه هي حالنا!
وفي خضم الاحتجاج يسأل مواطن كردي: الشعب الكردي مظلوم ومضطهد، حاج بما فيه الكفاية، شفنا، نحنا كنا مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة عند النظام، وهلأ صايرين من الدرجة الرابعة والخامسة عند الفصائل.
أي مواطن كردي متهم بأنّه عضو في حزب العمال
وقالت مواطنة كردية مشاركة في التظاهرة الاحتجاجية: “قبل يومين كنت في طريقي إلى مدينة عفرين لمراجعة الطبيب، وعلى أحد الحواجز المسلحة تم إنزالي من السيارة، واتهموني بأني إرهابيّة وعلى علاقة بالتفجيرات التي وقعت في عفرين، واستغرق التحقيق معي لمدة 24 ساعة”. وأكدت المواطنة أنّ الاتهامات تُوجّه للكرد جزافاً وباطلاً، فهم يتهمون كل مواطن كرديّ بأنّه عضو في حزب العمال الكردستانيّ. فهم يعتقلون المواطنين الكرد تعسفيّاً ويخلون سبيل المعتقلين بعد 24 ساعة من التحقيق، ويبررون الاعتقال بتشابه الأسماء. وكلّ من يطالب بحقه، أو يسير في الشارع يُتهم بأنه PKK وحتى إذا أتينا بأي حركة تُوجّه إلينا التهمة نفسها، ولذلك لا يمكن لأحد أن يتحرك.
وأضافت المواطنة الكرديّة: “إنّها ليست المرة الأولى التي يُقتل فيها مواطنون كرد، والشهيد فرح الدين سبق أن طالب بمنزله المستولى عليه فور عودته إلى عفرين، فاعتقلوه وأخضعوه للتعذيب القاسي وأوصلوه إلى درجة الموت”.
وأوردت المواطنة الكردية مثالاً آخر عن حالة مواطنة كردية طالبت باسترداد منزلها المستولى عليه، فتعرض لها عدد من المسلحين “الإرهابيين” أنفسهم حسب تعبيرها، وداسوا على رأسها، ولم يتحدث أحدٌ عن هذه الحادثة.
فصائل منفلتة وعصابات بلا قيم إنسانية وأخلاقية
ومن أمام منازل الشهداء خاطب المواطن الكرديّ أبو أحمد ميليشيات الشرطة العسكريّة والمدنية : ماذا قدمتم للمواطنين من خدمات ماذا قدمتم لمنطقة عفرين غير الاعتقالات التعسفية بحق الشباب والنساء والشيوخ والأطفال بحجة PKK وأخذ الإتاوات مقابل إطلاق سراحهم ولازال كثيرون مفقودين في السجون لا نعلم عنهم شيئاً، أين أنتم من سرقة ممتلكات المواطنين وقطع الغابات وأشجار الزيتون. ووصف الجيش الوطني بأنّها فصائل منفلتة وعصابات بلا قيم إنسانية وأخلاقيّة غير التهديد والضرب والقتل على الهوية ولا زال لدينا مفقودين تحت الأنقاض … كفاكم ظلماً واضطهاداً اخرجوا عناصركم المسلحة من قرانا وبلداتنا.
كل الفصائل أيديدها ملطخة بالدماء
المواطن الكردي زكريا كوسا تحدث أيضا أمام الحشد في مكان الاحتجاج: وقال كلمتي موجهة إلى الاخوة العرب ورجال الدين الإسلام منذ خمس سنوات تنتهك أعراضنا وأشجار الزيتون وبيوتنا، ولم تخرجوا بأي بيان واليوم تعزوننا بشهدائنا؟! منذ خمس سنوات ودخول الفصائل إلى عفرين تلطخت أيديهم كلهم بالدماء… كل الفصائل أيديدها ملطخة بالدماء، قُتل 280 شخص تحت التعذيب، 60 امرأة، في سجون الفصائل، 21 طفلاً، تحت التعذيب في سجونهم، أين أنتم من الإسلام؟!!!
قطعت آلاف أشجار الزيتون وبيعت في إدلب، وبيوتنا حتى اليوم مستولى عليها ويطلبون الإتاوات، كل كردي دفع الإتاوات
عفرين ليست محررة عفرين محتلة من قبل الفصائل وأنا أقول هذا الكلام قد يعتقلوني غداً لن أخاف لن أخاف لن أخاف دمي مو أحسن من دم هالشهداء كلنا فداء للوطن وكردستان وقال مطلبنا الوحيد إخراج كافة الفصائل من عفرين