نوفمبر 09. 2024

مسلسل الكذب يتواصل لتخفيف توصيف مجزرة جنديرس العنصريّة على أنها أخطاء فردية

عفرين بوست ــ متابعة

في لقاء على قناة “سوريا” الإخوانية تحدث المدعو “العقيد حسين حمادة” متزعم “حركة التحرير والبناء- الفيلق الأول/الجيش الوطنيّ”، وقدم رواية مزورة لا تمت للحقيقة بأدنى صلة، وحاول تغيير توصيف المجزرة على أنها “جنائية” وأخطاء فرديّة، وكان الحديث زاخراً بالكثير من المزاعم  والأضاليل.

أسطوانة الثورة المشروخة

المدعو حمادة الذي يسيطر مسلحوه مع ميليشيات أخرى على أرض لم ينشأ فيها، ولا ينتمي إليها، وإنما وُجد عليها بقوة السلاح والعدوان وتحت العلم التركيّ، بدأ حديثه بالأسطوانة المشروخة بأنهم خرجوا على الظلم وتساءل كيف نكون من الظالمين؟، وأشار إلى أنّ الجريمة ليست من ديننا أو أخلاقنا أو موروثنا. وفي متابعة لتلك الأسطوانة قال “لا يقبل بها ــ أي الجريمة ــ أي إنسان ثوريّ، علاوة على أن يكون ثائراً من أجل الكرامة والحرية”.  

رواية مزورة للمجزرة

بدأت مجريات الجريمة بين أشخاص مدنيين من المنطقة الشرقية والضحايا من جنديرس، على إثر إيقاد النار في الحي السكني الذي يضم مخيمات عشوائية في المكان، تطور الشجار إلى ضرب بالأيدي والحجارة، ومن ثم قام أحد الجناة بإحضار سلاح حربي برفقته شخص آخر ومن ثم قام بإطلاق النار على المتواجدين بشكل عشوائيّ. ولاذوا بالفرار جميعاً.

ويتابع أنهم على الفور استنفروا كل قواتهم، بما فيها الشرطة العسكريّة، “تم إلقاء القبض على شخص يشتبه فيه، هو أحد عسكريينا (ينتمي للحركة) وكان أعزل”، وزعم أنه إلقاء القبض عليه كان من باب الاحتراز، هو والد أحد الجناة لأجل التحقيق، وبالوقت نفسه بحقه طلب سابق، لصالح الشرطة العسكريّة في جنديرس، وفي مواصلة لمزاعمه يقول إنهم تابعوا بالبحث بالمنطقة وتمكنت القوة المشتركة من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص ضمنهم اثنان من مطلقي النار والثالث كان برفقتهم يحاول تهريبهم إلى منطقة ما يسمى “درع الفرات”.

حقائق تم تجاهلها

يتحدث المدعو “حمادة” بأسلوب الحكاية ويقدم صورة في غاية البساطة لمجزرة مروعة، على أنها مجرد تطورات مشاجرة، ويتغافل عمداً عن بعدين أساسيين لأي حدث وهما الزمان والمكان، وينفي الدوافع الحقيقيّة للمجزرة.

ــ المكان: ليس في ميدان معركة ولا حالة اشتباك مسلح، والمسلحون هم المبادرون بالمشاجرة بل بالشتم والاتهام بالتكفير ورمي الحجارة، وطلبوا إطفاء النار بالقوة، وتناسى المدعو “حمادة” أنّه أمام كل خيمة كانت تُشعل النيران منذ وقوع الزلزال، وأنّه لم تكن هناك من خيمة أمام منازل الضحايا الشهداء، وحكاية المخيم مجرد افتراء وفبركة لمكان الجريمة.

ــ الزمان: عشية عيد نوروز والتي يتم فيها إيقاد شعلة رمزية بغاية إحياء المناسبة، وليس حريقاً، والمسلحون بعد احتلالهم عفرين منذ خمس سنوات يدركون ذلك جيداً، ومنع الاحتفال أو الاحتفاء بأي رمزية كردية سلوك اعتيادي بدوافع عنصريّة.

ــ الركن المعنويّ: والذي تجاهله المدعو “حمادة” وقال عنها إنّها ملاسنة تطورت لشجار وضرب بالأيدي والحجارة، ولم يكن هناك شيء مبيّت لدى الجناة، وأنّ الدوافع انفعاليّة آنية لم تكن بدوافع عنصريّة أو تطرف، وحصر توصيف الجريمة بأنها “جنائيّة” بامتياز.

تكشف ملابسات الجريمة ووقائعها التفصيليّة كذب المدعو “حمادة” فالمواطن فرح الدين سبق أن اعتقل وتم تعذيب بعد عودته إلى عفرين بسبب مطالبته بمنزله، وبذلك كانت إيقاد النار مجرد ذريعة لافتعال الشجار أولاً، وإطلاق النار ثانياً. وأي مشاجرة يتحدث عنها المدعو “حمادة”؟!، فالجناة الذين اعتدوا بشكلٍ مباشر على  أفراد العائلة لم يتلقوا صفعةً أو لا تم إلقاء حجرة عليهم ولا تلقوا شتيمة من الضحايا الذين خرجوا بالتتالي وتلقوا رشقات الرصاص، كما أنّ الإصابات كانت في الصدور والبطون، ما يؤكد نية القتل وليس مجرد التخويف، وتم جلب السّلاح من مقرّ “الحركة” القريب من منازل الضحايا، ويؤكد استهداف خمسة أشخاص وهول الجريمة الحقد والكراهية، كان من الممكن القبول جزئياً بكلام المدعو “حمادة”، لو أن القتلة توقفوا عن إطلاق النار مع إصابة أول مواطن ومشاهدته ينزف، وأما مواصلة إطلاق النار على أربعة أشخاص آخرين فيؤكد نية القتل العمد.

يورد المدعو “حمادة” مسألة غريبة، ففي البداية يتم ببساطة اعتقال مطلوب للشرطة العسكرية وهو والد أحد الجناة، فعن أي منظومة أمنية يتحدث؟ لماذا لم يتم اعتقال هذا المطلوب من قبل مادام اعتقاله بهذه السهولة، وانتظار وقوع مجزرة؟!    

يسوق المدعو “حمادة” لمبرر سطحيّ لا يمكن القبول به فيقول إنّ هناك من أراد أن يستغل هذه الجريمة ويضعها في غير سياقها. ويعود إلى الأسطوانة المشروخة فيدّعي أنّهم منذ تحرير المنطقة، عملوا على تهيئة الظروف في الاحتفالات الدينيّة والقومية، وتأمين الحماية الكاملة والتعاون والمشاركة بهذه المناسبات. وبكل سطحية يشير إلى وجود أخطاء غير ممنهجة.

الواقع إنّ ما حدث مجزرة حقيقية بصرف النظر عن وجود من يستغلها، وفي قفزة بهلوانية يتحدث عن جنديرس وعفرين وكأنهما من واحات الديمقراطية وحقوق الإنسان!، ويتغافل “حمادة” عن المواطنين الكرد الذين قضوا تحت التعذيب في أقبية الميليشيات المظلمة، والتي لا يُعرف عددها، وآلاف عمليات الاختطاف التعسفيّ وانتزاع الملكيات من أراضٍ وبيوت، وقطع الأشجار وسرقة الآثار، بل إن وجود “حمادة” وكل الميليشيات هو الجريمة الكبرى والتي جاءت المجزرة في سياقها.

ميليشيا تضم عناصر “داعش”

مجزرة “جنديرس” وقعت بدوافع عنصرية وتكفيريّة، والجناة بادروا بشتم الضحايا لإيقاد النار واعتبارها من مظاهر الشرك، وهو ما يوافق تماماً عقائد “داعش”، الذين يحملون عناصرها الحقد على الكرد، والميليشيا يتزعم المدعو “حمادة” تضم في صفوفها العشرات من مقاتلين سابقين في “داعش”، وهؤلاء يتهمون كلّ مخالفيهم بالكفر ويستحلون دمه من واجهات ميليشيا “جيش الشرقية”.

ــ المدعو “إحسان فواز” المعروف باسم “أبو فواز” وينحدر من مدينة دير الزور، وكان قياديّاً في “داعش” وتولى قيادة “كتيبة أسود المدينة” التابعة لتنظيم “داعش” الإرهابيّ في دير الزور.

ــ من عناصر الواجهة المدعوان “أبو يعقوب الغربي” و”أبو جواد غربي” اللذين حولا قرية خالتا/ خالطان بناحية جنديرس إلى مزرعة خاصة.

ــ المدعو “ماهر العكال” كان أهم عناصر “داعش” في صفوف ميليشيا “جيش الشرقية” وكان يتبوأ منصب “أمير بلاد الشام” وقد تمت تصفيته مع ابن عمه في 12/7/2023، بضربة للتحالف الدوليّ في خالتا، وعلى إثر تصفية العكال تخفّى عشرات عناصر “داعش”.

– المدعو أحمد محمود العبود الملقب أبو شهاب طيانة، وهو قائد عسكريّ في “جيش الشرقيّة”.

ــ عبد المنعم الملحم ــ أبو محمد مواليد الميادين، انضم إلى صفوف “جيش الشرقيّة”

ــ أسامة الخلف ــ أبو الباز، مواليد محافظة دير الزور، مقرب من الرائد “حسين حمادي” متزعم ميليشيا “جيش الشرقيّة”.

ــ أبو عمر الديري، مواليد هجين ــ دير الزورــ مسؤول أمنيّ لدى “جيش الشرقيّة”.

ــ أبو عبد الله درنش، مواليد مدينة دير الزور، مسؤول أمنيّ في “جيش الشرقيّة” في جرابلس.

 ــ أبو مريم عقارات، مواليد الميادين، إداريّ في الذاتيّة لدى “جيش الشرقيّة” تحت إمرة أبو شهاب طيانه.

– القرش، من مواليد الطيانة ــ دير الزور، أمني في ميليشيا “جيش الشرقيّة”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons