ديسمبر 23. 2024

ما الذي يُحضره الروس والاحتلال التركي في مناطق الشهباء.. خبيران يجيبان “عفرين بوست”

عفرين بوست-خاص

توجه صباح يوم الأحد\العاشر من مارس، وفد عسكري روسي إلى جنوب مدينة إعزاز للاجتماع بوفد مُماثل من جانب الاحتلال التركي، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي الروسي في أجواء مناطق الشهباء وسط غموض يلف مصير المنطقة.

وأفادت مصادر عسكرية من وحدات حماية الشعب لـ “عفرين بوست” أن لا صحة للأنباء التي تحدثت عن انسحاب روسي من المنطقة، مُؤكداً تواجد القوات الروسية في تل رفعت وقرى وبلدت مناطق الشهباء.

لكن المصادر أكدت إزالة الألغام في قرية “مرعناز”، مُرجحاً أن هذه الخطوة تأتي تمهيد لتفعيل الطريق غازي عينتاب – حلب الدولي. (وهو ما قد يعني تطبيع الأوضاع في تلك المنطقة، وبالتالي استقرار الاحتلال التركي هناك برعاية روسية).

من جهتها، أوضحت وسائل إعلامية موالية للميليشيات الاسلامية التابعة لاحتلال التركي، بأن مصفحات عسكرية وفرق إزالة ألغام تركية عبرت المناطق المحتلة تركياً في ريف حلب الشمالي صوب خطوط التماس مع وحدات حماية الشعب والتقت مع الوفد الروسي بالقرب من قرية مرعناز جنوب غرب اعزاز وسط تكهنات بأن السبب هو فتح الطريق الدولي “حلب – غازي عينتاب” أو لمناقشة ملف مصير مناطق الشهباء التي تأوي نحو 150 من مهجّري عفرين.

رمزية موقع الاجتماع..

وفي هذه الصدد قال الحقوقي الكُردي “شيخو بلو” في حديثه لـ “عفرين بوست” أن اللقاء التركي -الروسي في مدينة أعزاز الأحد، عُقد بين خبراء وفنيين من الطرفين، للاتفاق على خطوط الاشتباك على الأرض، وفي المجال الجوي شمال غرب سوريا (ادلب، عفرين) وذلك ضمن معركة ادلب، التي من المتوقع أن تبدأ خلال أيام.

وأردف الحقوقي الكُردي قائلاً: «الاجتماع لا يحمل أية صفة سياسية او استراتيجية ولن تصدر عنه أية تفاهمات روسية -تركية جديدة بخصوص مناطق الشهباء لعدة اعتبارات، أولها يتعلق بمكان الاجتماع الذي لا يحمل أية رمزية تاريخية، ومن جهة أخرى تركيا ليست في وضع تستطيع فيه فرض تنازلات على روسيا، ولا تملك أي مقابل على الأرض تقدمه لروسيا، خصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المتكررة بخصوص عدم تنفيذ تركيا لالتزاماتها بموجب مسار آستانا».

اخفاق تطبيق الاستانة..

ورجح “بلو” لـ “عفرين بوست” أن يكون هذا الاجتماع قد “حصل في إطار رسم مخططات وتحديد نقاط فنية على الأرض تتعلق بفتح الطرق الدولية من معبر باب السلامة وصولا إلى معبر نصيب في أقصى الجنوب، وما لم تنفذه تركيا ستنفذه روسيا وبالقوة العسكرية”.

أين إيران؟

بدوره، قال “خورشيد دلي” الخبير في الشؤون التركية والكُردية لـ “عفرين بوست“: “يثير الاجتماع الأخير بين الجانبين التركي والروسي في محيط مدينة اعزاز العديد من التساؤلات، إذ ان الاجتماع انتهى دون الإعلان عن نتائج محددة وبعيدا عن الصحافة، وبغياب الأطراف المحلية على الأرض، فضلا عن غياب الجانب الإيراني الذي هو الطرف الثالث في محادثات استانة”.

متابعاً: “وعليه، ثمة اعتقاد بأن هذا الاجتماع بحث قضايا أمنية بالدرجة الأولى، علما ان مصادر مطلعة تحدثت عن انه بحث فتح الطريق الدولي مع غازي عينتاب الا ان المنطق يقول ان هذا التسريب لا يتناسب مع سرية الاجتماع وطبيعته”.

ويرى دلي أن “الاجراءات التي اتخذت بالتزامن مع الاجتماع، كـ نزع الألغام من المنطقة الفاصلة بين وحدات الحماية الكردية والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة، توحي بأن مصير تل رفعت ومنغ كان في صلب المحادثات الروسية التركية”.

ويشير دلي إلى أن “غياب الجانب الإيراني عن الاجتماع يرجح مثل هذا الأمر، إذا ما علمنا ان الجانب الإيراني والنظام حشدا قواتهما منذ فترة في محيط هذه المنطقة، ربما استعدادا لمعركة مع الجانب التركي والقوات التابعة له إذا أقدما على عملية عسكرية”.

ويستطرد دلي: “ينبغي ملاحظة ان التكتيكات الروسية – التركية في مجمل الشمال السوري تبدو وكأنها باتت في مسار مختلف مع الجانب الإيراني، فمقابل المهادنة الروسية مع تركيا لجهة عدم تنفيذ الأخيرة الخطوات المطلوبة منها في إطار اتفاق سوتشي بخصوص ادلب، يحاول النظام والإيرانيون الدفع باتجاه تنفيذ هذه الخطوات من خلال التصعيد والقيام بعملية عسكرية، وأمام صعوبة الموقف التركي في ادلب وتعثر خطواته في منبج وشرق الفرات يلجأ إلى الروس بحثاً عن صفقات تبقي اجندته حية حتى لو من خلال عملية عسكرية محدودة لخلط الأوراق ولحسابات داخلية تركية، فيما الروس لا يتوانون عن مهادنة الجانب التركي لأسباب تتعلق بالصراع مع الولايات المتحدة على كسب تركيا إلى جانبها حيث صفقات السلاح ومشاريع النفط والغاز”.

ويختتم دلي حديثه لـ “عفرين بوست” بالقول: “ان أي قراءة واقعية لمسار الاجتماع الروسي – التركي الأخير توجه الأنظار إلى تل رفعت التي تسعى تركيا إلى احتلالها في إطار اجندتها الاحتلالية للشمال السوري”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons